المعارضة السورية تجمع شملها في اسطنبول فيما تتراجع الحدة الأميركية تجاه الأسد
Read this story in Englishإجتمع أكثر من 300 معارض سوري السبت في اسطنبول بهدف السعي لجمع شمل المعارضة، في وقت اظهرت تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الموجودة ايضا في تركيا تراجعا في حدة ادانتها لنظام بشار الاسد.
وفي قاعة للمؤتمرات ممتلئة بالمشاركين الذين قدر المنظمون عددهم ب350 شخصا، بدأ المجتمعون مؤتمرهم بالنشيد الوطني السوري والوقوف دقيقة صمت عن ارواح ضحايا القمع.
وقال الناشط الكردي مشعل التمو في مداخلة هاتفية من دمشق "النظام فقد شرعيته. لا يمكنه ان يبقى في الحكم بعد الدماء التي سالت، عليه ان يلبي مطالب المعارضين ويتنحى عن الحكم بطريقة سلمية".
واعلن المجتمعون الغاء اجتماع كان يفترض ان يعقد في الوقت نفسه في دمشق بسبب اعمال العنف التي جرت الجمعة.
وقال وائل الحافظ رئيس المكتب السياسي للحركة الشعبية للتغيير في سوريا لفرانس برس "مساء امس تعرض موقع المؤتمر لهجوم، وقد سقط تسعة شهداء ومئة جريح في دمشق، لذا لم يعقد المؤتمر. الضحايا كانوا في محيط مكان عقد المؤتمر لحمايته عندما هاجمهم عناصر الشرطة بلباس مدني".
وبعد مناقشات اتسمت احيانا بالحدة وشهد بعضها انتقادات لاذعة من جانب مشاركين اكراد يطالبون بالاخذ في الاعتبار بقوميتهم، توصل المؤتمرون الى اتفاق حول بيان نهائي يفترض ان يصادقوا عليه عبر التصويت.
وقال الحافظ وهو طبيب مقيم في باريس ان هذا البيان يتضمن "دعوات عامة الى الوحدة الوطنية ووحدة المعارضين". وتضمنت مسودة اولى للبيان تشديدا على ضرورة تشكيل "حكومة ديموقراطية وتعددية تمكن جميع السوريين من المشاركة كمواطنين متساوين".
كما يفترض ان ينتخب المشاركون في المؤتمر 25 ممثلا دائما اثار تحديد دورهم جدلا، اذ يعتبر بعض المعارضين ان المؤتمر الذي تهيمن عليه التيارات الاسلامية لا يملك صفة تمثيلية كافية للتحدث باسم المعارضة السورية بمجملها.
واوضح الحافظ "اننا سنختار قائمة من 25 شخصا يمثلون مؤتمر اسطنبول هذا، يضاف اليهم 50 ممثلا اخرين عن الداخل، اي ما يساوي في الاجمال 75 شخصا من المفترض ان يعينوا مكتبا تنفيذيا سيمثل الثورة السورية".
من جهتها قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحافي في اسطنبول ان "جهود المعارضة للتجمع والتنظيم وتحديد برنامج تشكل جزءا مهما من الاصلاح السياسي".
إلا أن تصريحاتها هذه تظهر تراجعا واضحا في النبرة مع النظام السوري بالمقارنة مع تصريحاتها قبل ايام.
واضافت ان محاولة السوريين تشكيل معارضة هو امر "مشجع"، آملة ب"تعاون سلمي مع الحكومة من اجل مستقبل افضل".
واعتبرت بشكل عام انه لا يمكن التاثير على الوضع في سوريا من الخارج.
وصرحت كلينتون لقناة سي.ان.ان-تورك الاخبارية "لا احد منا لديه تاثير حقيقي باستثناء ان نقول ما نعتقده ونشجع على التغيير الذي نامله".
وأضافت ان "ما يجري في سوريا غير واضح المعالم ومثير للحيرة لان الكثيرين منا كان يحدوهم الامل ان ينجز الرئيس الاسد الاصلاحات الضرورية".
إلا ان كلينتون كانت صعدت الاثنين من خطابها تجاه النظام السوري معتبرة للمرة الاولى ان الاسد "فقد شرعيته".
وقالت يومها ان "الرئيس الاسد ليس شخصا لا غنى عنه ولا مصلحة لنا بتاتا في بقائه في الحكم"، محذرة الرئيس السوري من انه يرتكب "خطأ" اذا ما اعتقد ان واشنطن تخشى سقوطه.