ميقاتي بـ"المبدأ" ضد التمديد لسليمان: مصلحة لبنان هي في العلاقة الطيبة مع السعودية

أكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي أنه حريص على "أفضل علاقة مع المملكة العربية السعودية"، وقال "حتى لو اخرجتنا هي من الباب، فيجب علينا ان ندخل اليها من الشباك"، معلناً من جانب لآخر، انه "من حيث المبدأ مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية وضد التمديد".

وفي لقاء صحافي، الاثنين، في السراي الحكومي، أمل ميقاتي أن تحقق زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى السعودية، (التي بدأها الاثنين، على أن يعود الثلاثاء الى بيروت) "المرجو منها"، مشيراً في الوقت عينه الى ان "لا تواصل رسميا مع اي من المسؤولين السعوديين منذ ان التقى قبل اشهر ولي العهد السعودي الامير سلمان بن عبد العزيز ووزير الخارجية سعود الفيصل ورئيس الاستخبارات الامير بندر بن سلطان".

الى ذلك، لفت ميقاتي الى أن علاقته مع السعودية "ليست علاقة شخصية"، موضحاً أنه ليس مع "سياسة الشخصنة"، وأشار الى أن "الحضور السعودي في لبنان ليس كما كان، ليس فقط في اتجاه الدولة اللبنانية، بل في اتجاه المؤسسات التي كانت دائما تحظى برعايتها".

أما عن سبب عدم تواصل المسؤولين السعوديين معه، فأجاب "اسألوا السعوديين، انا من جهتي لا توجد مشكلة عندي، بل انا حريص جدا على افضل علاقة مع السعودية، لكنني لا استطيع ان اجبرها على ان تقيم علاقة معي او مع غيري".

وأوضح "ما اطلبه هو ان تكون العلاقة جيدة، فلطالما كانت السعودية الى جانب لبنان، وليس من مصلحة لبنان اي موقف سلبي تجاهها، بل المصلحة بعلاقة طيبة معها، وحتى لو اخرجتنا هي من الباب، فيجب علينا ان ندخل اليها من الشباك".

وعن تفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس في 23 آب الفائت، أكد ميقاتي عدم جواز اطلاق الاتهامات ضد الرياض، وقال إنها "ليست المسؤولة عن التفجيرات، كما انها ليست هي التي تمول المسلحين في الشمال، فهناك منظومة دولية واسعة ومعقدة".

من هنا شدد على متابعة موضوع التحقيقات بالتفجيرين "بجدية كبرى وصولا الى معاقبة الفاعلين"، ولفت في الوقت عينه الى أن "هناك وضعا متأججا في طرابلس، وهناك أزمة تاريخية اضيف لها التفجيران، ونأمل ان نتمكن من ايجاد العلاجات اللازمة لكي نسحب الفتيل".

وعن دوره في تمويل وتسليح أطراف في طرابلس قال: "اعوذ بالله، لا يدفع من قبلي اي قرش للمسلحين، واكثر من ذلك، كنت في فترة معينة اقدم مساعدات اجتماعية، وقد اوقفتها منذ ما يزيد على الخمسة اشهر".

وتطرق رئيس حكومة تصريف الاعمال في حديثه لـ"السفير"، الى الازمة السياسية، من الملف الحكومي الى انتخابات رئاسة الجمهورية ومجلس النواب، حيث أكد أنه مع اجراء هذين الاستحقاقين في موعدهما وقال: "العمل جار لانتخاب رئيس جديد، وليس مستحيلا ابدا ان يتم انتخاب رئيس جديد وايجاد الشخصية المناسبة لهذا الموقع".

واذ قال أنه "من حيث المبدأ مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية وضد التمديد"، لفت الى أنه في حال لم تجر الانتخابات و"تعذّر ذلك، وكان الخيار ايهما افضل الفراغ ام التمديد للرئيس ميشال سليمان... فأنا مع التمديد".

وفي الملف الحكومي، اعرب ميقاتي عن اعتقاده بأن الرئيس المكلف تمام سلام لن يعتذر، على الرغم من التأخير الحاصل في الملف، وعن صيغة 9-9-6، أوضح ميقاتي أنه يقاربها "كصيغة مخرج امام تيار "المستقبل" وقوى 14 آذار"، لتأليف الحكومة".

وهو "يترك لنفسه النوم على الصيغة الخاصة به التي يفرج عنها بحسب توقيته السياسي والحكومي...وكل شيء بوقته"، على حد ما نقلته "السفير".

"صيغة الـ9-9-6 هي لمصلحة 14 اذار حيث تتيح لها تشكيل حكومة "طابشة" في اتجاهها، يقول ميقاتي، و"الاهم هو ان ينظر الجميع الى الداخل وكفى انتظارا او ارتباطا بأمور خارجية".

وعما يُتداول عن أن هناك محاولة لتعويم الحكومة المستقيلة، شدد ميقاتي على أنه "يجب أن يعلم الجميع، بأن لا تعويم للحكومة المستقيلة، فهذا الامر غير وارد، وبالتالي لا دعوة لمجلس الوزراء الى الانعقاد".

من جهة أخرى وعن العلاقة مع "حزب الله"، قال ميقاتي: "علاقتي ممتازة مع الجميع من دون استثناء، وانا حريص على الا تكون متوترة او متأزمة او سيئة مع احد، واذا كان احد قد شعر انني أسأت له فانا اعتذر منه".

يُذكر أنه وبعد استقالة حكومة ميقاتي في آذار الفائت، تم تكليف سلام تشكيل حكومة جديدة الا أن جهوده لم تنجح في ذلك، وتعهد الاستقالة بحال استقالة اي مكون من مكونات الحكومة. وفي حين تطالب قوى 14 آذار بحكومة حيادية تريد 8 آذار حكومة سياسية وقال جنبلاط أنه "لن يصوت على حكومة من لون واحد".