رئيسة وزراء بنغلادش تقدم حكومتها بعد انتخابات قاطعتها المعارضة
Read this story in Englishاقسمت رئيسة الوزراء في بنغلادش الشيخة حسينة واجد التي انتخبت لولاية جديدة من خمس سنوات في اقتراع تشريعي في الخامس من كانون الثاني قاطعته المعارضة وشهد اعمال عنف، اليمين الاحد لولاية من خمس سنوات.
وتسلمت رئيسة الوزراء السلطة في حفل تراسه رئيس الدولة عبد الحميد ونقلت وقائعه مباشرة عبر التلفزيون.
واعلنت الشيخة حسينة واجد وسط تصفيق الحاضرين من موظفين وضباط عسكريين ونواب ودبلوماسيين اجانب "انا الشيخة حسينة اقسم (...) بالاخلاص في القيام بمهمتي كرئيسة للوزراء وفقا للقانون".
واقسم الاعضاء ال48 في حكومتها اليمين ايضا.
وكانت رابطة عوامي، حزب رئيسة الوزراء، فازت في ثمانين بالمئة من مقاعد البرلمان في غياب اي خصم في عدد كبير من مراكز التصويت في اعنف انتخابات شهدتها بنغلادش حتى الآن قتل خلالها 26 شخصا.
لكن محللين يرون ان الاغلبية التي عادت الى البرلمان قد لا تبقى لفترة طويلة اذ ان الشيخة حسينة واجد تواجه ضغوطا من المعارضة والاسرة الدولية لتنظيم اقتراع جديد.
ودعت المعارضة الاربعاء الى اضراب جديد لكسب التأييد لقضيتها، لكنها لم تلق سوى تجاوبا محدودا اذ ان عددا كبيرا من مؤيديها اوقفوا.
وقد فرض على زعيمة المعارضة خالدة ضياء التي تقود حزب بنغلادش القومي، فعليا اقامة جبرية منذ اسبوعين. الا انه تم تخفيف الاجراءات الامنية وسمح لها بمغادرة منزلها للمرة الاولى مساء السبت.
ووصفت خالدة ضياء الاقتراع بانه مهزلة وطلبت تنظيم انتخابات جديدة ترعاها حكومة محايدة.
وقالت خالدة ضياء في بيان الثلاثاء "اطالب الحكومة بالغاء هذه الانتخابات المهزلة وبالاستقالة وبالتوصل الى اتفاق (مع المعارضة) لتنظيم انتخابات حرة وحيادية ونزيهة تشرف عليها حكومة حيادية".
واضافت ضياء ان "الانتخابات الفضيحة التي جرت في 5 كانون الثاني/يناير لم تظهر انعدام ثقة الشعب بالحكومة فحسب وانما اظهرت كذلك ان تنظيم انتخابات حرة وحيادية ونزيهة وسلمية يقبل عليها الناخبون لا يمكن ان يحصل من دون حكومة حيادية ولجنة انتخابية مستقلة".
لكن حسينة واجد التي قالت معلومات صحافية ان حكومتها ستضم نحو خمسين وزيرا، وعدت من جهتها بالعمل من اجل ضمان "الاستقرار" في البلاد.
وكان النواب الجدد في بنغلادش اقسموا اليمين الخميس. وقال المتحدث باسم البرلمان جوينال عابدين لوكالة فرانس برس ان اعضاء رابطة عوامي بزعامة حسينة واجد، وحلفاءهم الذين فازوا ب232 من 300 مقعد، اقسموا اليمين صباح الخميس.
وقد لا يستمر البرلمان الجديد ايضا فترة طويلة، كما يقول المحللون.
وقد اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية الحكومة بأنها قامت باعتقالات تعسفية "لمئات على الارجح" من اعضاء المعارضة واكدت ان عملياتها مستمرة منذ الاحد.
واعتبر براد ادامز مدير هيومن رايتس ووتش - آسيا ان "رابطة عوامي تؤكد انها ابرز حزب ديموقراطي في بنغلادش، لكن لا ديموقراطية على الاطلاق في اعتقال هذا العدد الكبير من المعارضين".
من جهته، انتقد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الحزبين السياسيين الرئيسيين في بنغلادش بسبب الطريقة التي جرت فيها الانتخابات التشريعية الاحد ودعا "كل الاطراف الى التحلي بضبط النفس" والعمل "ليتمكن الناس من ممارسة حقهم في التجمع والتعبير عن الراي".
اما وزارة الخارجية الاميركية فقد عبرت عن "خيبة املها" غداة الانتخابات التشريعية وطالبت بتنظيم عملية انتخابية جديدة "موثوقة".
وقالت مساعدة المتحدث باسم الخارجية الاميركية ماري هارف في بيان ان "الولايات المتحدة اصيبت بخيبة امل جراء الانتخابات التشريعية الاخيرة في بنغلادش" التي "لا يبدو ان نتائجها تعبر بطريقة موثوقة عن ارادة الشعب في بنغلادش".
وشهدت بنغلادش هذه السنة اعمال عنف دموية تعد الاخطر منذ انشائها في 1971 على اثر استقلالها عن باكستان.
وذكرت منظمة غير حكومية انها اسفرت حتى عن 500 قتيل منهم 150 منذ بدأت في تشرين الاول/اكتوبر الاضرابات والتظاهرات التي نظمتها المعارضة لالغاء الانتخابات.