هايل: المحكمة الدولية تتصدى للعنف السياسي الذي يقسم لبنان

أكد السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل أنه "لا يعتقد أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان هي التي تسبب الانقسامات فيه، بل العنف السياسي الذي تتصدى له المحكمة الآن هو مصدر هذه الانقسامات".

وأشار هيل في حديث لصحيفة "الحياة" نشر الأحد، الى أنه "مع افتتاح المحاكمات في لاهاي وبعد مضي وقت قصير على التفجير الانتحاري الذي وقع في مدينة الهرمل"، مردفاً أن " لا سبيل لأي تسوية حول المحكمة".

وأوضح أن "تحقيق العدالة غالباً ما يتطلّب وقتاً لتتمكّن السلطات من جمع الأدلة وإثبات قضيتها. المحاكمة انطلقت للتو، وبالتالي سنرى ما الذي تخبئه، لكننا نشعر بامتنان كبير جداً لأن هذه اللحظة المنتَظرة منذ وقت طويل وصلت أخيراً".

وشدد هيل على أنه "لا يعتقد أن المحكمة هي التي تسببت بالانقسامات في لبنان، بل محور العنف السياسي الذي تتصدى له المحكمة الآن هو مصدر هذه الانقسامات، علماً بأن استغلال الاغتيالات والانفجارات والعنف لإرهاب الأعداء السياسيين لأحد الأطراف هو أمر غير مقبول إطلاقاً".

وأضاف أن "الملفت أن ضحايا هذه الهجمات، وبدلاً من أن يطلبوا انتقاماً باللجوء إلى العنف، لجأوا في الواقع إلى المجتمع الدولي والسلطات الدولية، طالبين منها العدالة، وطلبوا أن يحدد حكم القانون هوية من قام بذلك، على أمل معاقبة الذين تتبين مسؤولياتهم، وبالتالي أقول إن إرساء الاستقرار الحقيقي يحتاج إلى حكم القانون، والمحكمة مشارِكة إلى حد كبير في هذه العملية".

وانطلقت المحكمة الخميس، في ظل حضور اعلامي لبناني وعربي ودولي كثيف وحضور العديد من الشخصيات السياسية أبرزهم رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري وعدد من اهالي الشهداء، وذلك بعد سبع سنوات من إنشاء المحكمة.

وأكد فريق الإدعاء في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في أولى جلسات المحاكمات الغيابية بحق المتهمين الأربعة بقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري ورفاقه، أن حركة الإتصالات بين عدد من المتهمين نشطت يوم إعلان الحريري استقالته من الحكومة، في حين انقطع أي اتصال على الشبكات التي أنشأت بعد 14 شباط 2005.

ولفت هيل في حديثه لـ"الحياة" الى أن "مصلحة اللبنانيين أن يواصلوا سياسة النأي بالنفس عن الأزمة السورية"، معتبراً أنه "ولسوء الحظ ثمة حزب واحد يحاول جر البلد إلى هذا الصراع هو حزب الله".

وقال إن "وجود حزب الله في هذا البلد وحصوله على مستويات دعم كبيرة من إيران واتّباعه جدول أعمال إيرانياً وليس لبنانياً، هي من الأمور التي يجب أن نذكّر أنفسنا بها"، داعياً الى التمييز بين "الاستقرار الحقيقي والاستقرار الزائف المستند إلى احتكار طرف واحد للأسلحة وإلى إقدام مجموعة على التهويل ضد مجموعة غير مسلحة".

ورأى هيل أن "عملية تشكيل الحكومة في لبنان يجب أن تتم من دون أي تدخل أجنبي"، معتبراً أن "لبنان ليس محتلاًّ من قوى أجنبية اليوم، وهذه فرصة ليختار رئيساً لبنانياً، وهو أمر ندعمه بقوة".

كذلك، أعرب هيل عن تأييده "الدعم السعودي- الفرنسي للجيش اللبناني، وتحدث مرات عدة خلال حديثه عن مساندة واشنطن للجيش والقوى الأمنية اللبنانية وعن رهان طويل المدى عليها".

يذكر أن مساعي الأفرقاء تتجه نحو تشكيل حكومة سياسية جامعة وفق صيغة "8-8-8" مع تدوير الزوايا، في ظل معلومات صحافية عن موافقة قوى 14 آذار عليها.