إقفال المدارس والمحال في غرداية بالجزائر بعد مواجهات اتنية
Read this story in Englishقتل شخص واصيب آخرون الاحد في مواجهات اتنية بغرداية جنوب الجزائر التي تشهد منذ نحو شهرين مواجهات بين العرب السنة والامازيغ الاباضيين فيما أغلقت المدارس والمحال أبوابها الإثنين.
وصرح متحدث باسم لجنة التنسيق بغرداية التي شكلت قبل شهر لتهدئة الاوضاع لوكالة فرنس برس ان "المواجهات استمرت الى صباح الاثنين لكن قوات الدرك الوطني تمكنت من اعادة الهدوء" للمدينة الواقعة على بعد 600 كيلومتر جنوب الجزائر.
واضاف احمد بابا عيسى ان "رجلا (39 سنة) يدعى بلحاج قبايلي من بني ميزاب (اباضي) قتل في بيته بطعنة سيف وجرح آخرون بعد هجوم مجموعات من الشباب على خمسة احياء".
واكد وزير الداخلية الطيب بلعيز لوكالة الانباء الجزائرية الاثنين مقتل شخص واصابة عشرة من بينهم ثلاثة من عناصر الشرطة.
وقال بلعيز "اعمال الشغب لم تدم كثيرا بفضل تدخل مصالح الأمن (...) منذ مساء أمس (الاحد) الى اليوم الأمور هادئة ومتحكم فيها".
واضاف "يوجد فقط بعض المتاجر والمدارس التي بقيت مغلقة لان أصحابها يخشون على ممتلكاتهم والأباء على أبنائهم".
ونفى ممثل حزب جبهة القوى الاشتراكية (معارضة) حمو مصباح في غرداية وجود "اي مشكلة بين العرب والاباضيين. نحن نعيش معا منذ مئات السنين".
واعتبر ان الامر يتعلق ب"مجموعة من العصابات الاجرامية التي تزرع الرعب بتواطؤ من بعض رجال الشرطة".
وبحسب مصباح وبابا عيسى فان "الهدوء يعود بسرعة عند تدخل الدرك الوطني (التابع لوزارة الدفاع) بينما لا يحدث ذلك عندما تتدخل الشرطة (التابعة لوزارة الداخلية)"، مؤكدين ان هناك "تواطؤا في الشرطة من اجل اشعال غرداية".
واكد مصباح ان "بعض الاطراف تريد خلق المشاكل في غرداية قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 17 نيسان".
وتابع "المشكلة ان غرداية ارض خصبة لزرع الفوضى فهي مدينة عبور بالنسبة لتهريب المخدرات"، علما بان الحدود اصبحت مؤمنة ضد التهريب والارهاب.
ويقطن غرداية الواقعة في وسط الصحراء (600 كلم جنوب الجزائر) طائفتا الشعانبيين العرب السنة والاباضيين الامازيغ وتنشب بينهما نزاعات متكررة، لكنها المرة الاولى التي يطول فيها النزاع لاكثر من شهر.
وردا على سؤال في مجلس الامة (الغرفة الثانية في البرلمان) نفى وزير الداخلية "وجود ادلة قاطعة تبرهن وجود أياد اجنبية متورطة في أحداث غرداية"، مشيرا الى ان "مبادرة الحكومة ومساعيها في المنطقة لم تفشل".
واصيب 200 شخص بجروح نهاية كانون الاول الفائت في مواجهات في غرداية بين عصابات شبابية قبل ان تفرقهم الشرطة مستخدمة الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع. وتوفي احد المصابين لاحقا متاثرا بجروحه.
وبداية كانون الثاني استقبل رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال ممثلين للجانبين، ثم توجه بنفسه الى المنطقة لتهدئة الاوضاع في ذكرى المولد النبوي وهي مناسبة رمزية تكتسي اهمية كبيرة بالنسبة لسكان غرداية.