سلام: تأليف الحكومة ليس نزوة ولا مساومة على المداورة

Read this story in English W460

أكد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام أن" المداورة في الحقائب اصبحت لدي أمراً ضرورياً وملحّاً ولامساومة عليها"، مردفاً أن "تأليف الحكومة ليس نزوة أو هوى".

وأشار سلام في حديث لصحيفة "الأخبار" نشر الثلاثاء، الى أنني "لست انا مَن يهدّد، بل عامل الوقت هو الذي يهددني. يهددنا جميعاً تحت وطأة الاوضاع غير المستقرة والتفجيرات الامنية التي في حال دفعها الى حدود معينة، لا سمح الله، يُخشى ان يفلت الزمام من يد السياسيين وتقع فتنة سنية ــــ شيعية نحن في غنى عنها. هذه هي المهل الحقيقية التي تهدّدنا، وقد وُضعت على حزب الله و(رئيس تيار "المستقبل" )سعد الحريري، وعلى (رئيس مجلس النواب) نبيه بري و(رئيس "جبهة النضال الوطني") النائب وليد جنبلاط والسياسيين جميعاً من اجل التقارب".

ولفت الى أننا "كنا مقبلين على تأليف حكومة حيادية بعد 7 كانون الثاني مع عودة سليمان من الخارج، وكنا متأهّبين لاعلانها عندما حرّك حزب الله مع وليد جنبلاط معطى جديداً لم يكن في الامكان تجاهله. طبعاً معطى يستحق التوقف عنده، جدّي ويتفق مع رؤيتنا الى حكومة سياسية جامعة، ولأن من طرحه ــــ اي حزب الله الذي هو مكون اساسي في قوى 8 آذار ــــ جدي فيه ولم يكن مجرد فكرة عابرة، بل ارادة حقيقية في المساعدة على تأليف الحكومة. علماً ان هذا الفريق كان هو وراء الاعتراض الصيف الماضي على حكومة 8 ــــ 8 ــــ 8، وحتى على حكومة 9 ـــــ 9 ــــ 6 كدنا نصل اليها مع قوى 14 آذار، فكان ان رفع حزب الله الغطاء عنها حينذاك".

وأضاف سلام "ها هو حزب الله الآن يقول لك انه متهيب الاوضاع والتطورات، ولم يعد يجد الحل سوى في هذا الترتيب، وأدخل القوى السياسية جميعا فيه، وتلاحقت الموافقات تدريجاً من معظم الافرقاء، وكوّنا نوعاً من التوافق على حكومة جامعة ترددت أصداؤها على الرأي العام الذي وجد فيها مخرجاً لتنفيس الاحتقان الداخلي واستيعاب اي تداعيات خارجية يمكن ان تنجم عنها محاولة بث الفتنة. هل يمكن الآن وقف هذه الاندفاعة بحقيبة او وزير، وتالياً تجميد مصير البلد ونحن نجبه تحديات اقليمية واستحقاقات داخلية صعبة؟".

وأكد في السياق نفسه أن "تأليف الحكومة ليس نزوة ولا هوى، بل عمل جدي لايجاد سلطة اجرائية تقوم بدورها وتمارس صلاحياتها. اذا كان هدفنا حكومة لتخفيف الاضرار واستيعاب الصدمات، بالتأكيد يجب ان نُقدِم لكن السعي الى تأليف حكومة هو الهدف في نهاية المطاف، وهو اصل الالحاح".

وعن أنواع الحكومة، اعتبر سلام أن "الخيارات مفتوحة، وثمة حكومات افضل من سواها. ليس الامر ابيض او اسود. عندما فكرنا في حكومة حيادية، كان بعد مخاض عسير اشعرنا، رئيس الجمهورية وانا، ان من الاستحالة تأليف حكومة سياسية. طبعاً لهذا الخيار عندي اولوية، لكن لا يلغي في حال استنفاد كل الوسائل العودة الى الوضع الذي مهّد لحكومة حيادية. حكومة حيادية تعتمد المعايير نفسها. غير سياسية، بلا اسماء منفرة، تعتمد المداورة، وتكون من 24 وزيراً. هي المعايير نفسها التي حدّدتها منذ كلفت واجريت استشارات نيابية، ولا أزال أتمسّك بها، واولى قواعدها التي لا عودة عنها هي المداورة في الحقائب".

وشدد على أن "المداورة كما طرحتها موزعة على الطوائف وليس على الاحزاب والقوى والتيارات. المداورة بين الطوائف اولاً واخيراً، أما اذا امكنت المداورة بين القوى السياسية فهذا مزيد من خير الحكومة. لا مساومة على المداورة التي اصبحت لدي أمراً ضرورياً وملحّاً، والصيغ التي توصلت اليها في حكومة حيادية اخذت في الاعتبار حصص الافرقاء جميعاً بلا استثناء".

وأشار الى أن "الحكومة الحيادية يغطيها الدستور.ما دام هناك تقيّد بالاصول الدستورية،وعندما تحقق الحكومة الحيادية المناصفة بين المسيحيين والمسلمين وتراعي توزيع الحقائب على الطوائف على نحو عادل، اين الاخلال بالميثاقية عندئذ؟ ليس في الدستور نص يتحدث عن القوى السياسية او حصصها. الميثاقية هي في الطوائف والمناصفة، وليس على النحو الذي يفسرونه"،مردفاً ان "الامر الواقع هو ما تفرضه القوى السياسية. مع ذلك لا امانع فيه اذا كان يؤتي فائدة. في حين ان الحكومة الحيادية هي حكومة الواقع لأن الناس يريدونها، وقابليتهم لها اكثر منها لحكومة سياسية في ضوء ما شهدوه وسمعوه في الايام الاخيرة. طبعاً للسياسيين وجهة نظر مختلفة ومعاكسة".

وبالنسبة اتذليل عقبة رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، رأى سلام أن "المسؤولية تقع على حلفائه"، مضيفاً "لا اريد استباق الجهود كي اقول من الآن ان حلفاءه اخلّوا معي. لست من القائلين بأن هناك معطيات اقليمية او دولية ساهمت في العرقلة، بل ان القرار الذي صدر من قوى 8 و14 آذار بتسهيل تأليف الحكومة كان جدياً ومسؤولاً وملتزماً. لا دليل لديّ كي أقول كلاماً مغاير".

ولفت رئيس الحكومة المكلف الى أنه "سينتظر الى ان يقتنع بأن ما سيقدم عليه لن يكون الافضل".

وكان سلام قد رأى أنه " في حال تُرك لكل طرف ان يختار الحقيبة التي يريدها، فسنفتح أو بازارا"، مردفاً أن " هناك فرصة إقليمية ودولية متاحة الآن لتأليف الحكومة".

يُذكر ان رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، قد أعلن اثر اجتماع التكتل الثلاثاء، رفض المداورة في الحكومة التي ستتشكل لفترة قصيرة "وإلا يكون الهدف النيل منا"، مشيرا إلى ان التلاعب بتمثيل المسيحيين في الوزارات هو "تلاعب مصيري أكبر من عدم إعطاء الثقة للحكومة".

يُشار أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان قد أعلن الاثنين، أن الحكومة ستكون في نهاية الاسبوع بعدما ذللت كل العقبات "وأصبحنا في مرحلة الروتشة الاخيرة" شارحا أن "كل الجهات السياسية اقتنعت أخيرا بمبدأ المداورة".

واندفعت محركات تأليف الحكومة بوتيرة سريعة بعد تصريح رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري الجمعة الفائت بقبول المشاركة إلى جانب حزب الله في الحكومة، وتراجع الحزب عن صيغة "9-9-6" لصالح صيغة "8-8-8".

التعليقات 10
Thumb lebnanfirst 07:59 ,2014 كانون الثاني 28

Yet again Aoun is threatening to take his ball and go home. This time one is inclined to say so let him stay out if he insists Lebanon can no longer afford his tantrums. Speaking as a Christian, it is more important for me and my family to keep our country stable and not risk a Sunni/Shiite explosion.

We've had enough instability and no one, least of all Aoun, must be allowed to cause an explosion. Enough already for the sake of our people, enough!

Thumb lebanon_first 08:31 ,2014 كانون الثاني 28

Christians are being treated as second class citizens ever since this damned Taef accord. We waited for Hariri fo 8 months to accept to join cabinet with HA, we waited for HA for 8 months to accept the 8 8 8 formula.
As for the christians, they have 2 weeks to decide or else...

Anyway. Aoun will accept. But he will accept on a Tuesday. Because he likes Tuesdays. He just wants to get as much concessions for the presidential elections as he can get in exchange.

Missing greatpierro 08:52 ,2014 كانون الثاني 28

Christians have weakened themselves by baseless divisions whereas sunnis, chia and druze are more united behind their respective leaders. As such they are loosing dramatically political power in this country. It would be welcome that Christian leaders stop their never ending combat de chef and really start working on strengthening their leadership in order to regain political influence and power.

Missing imagine_1979 08:54 ,2014 كانون الثاني 28

Can u just tell me what would it get me as a christian if bassilo kept the oil ministery (cause all this is for oil contracts i think) as for super minister bassilo the oil was there since ever and we new about it since decades (as did cyprus and israel but couldnot be extracted till now cause oil price was cheapper thant to extract from the sea then, same applyed for cyprus and israel, so what was bassilo big accomplshment? He made the world oil prices raise so it became benificial to extract from the sea? He rented us fatmeh gul? Really what were his great accomplishments? And how did christian benefit from this extraordinary minister?....

Thumb ex-fpm 11:35 ,2014 كانون الثاني 28

"As for the christians, they have 2 weeks to decide or else......."

What Christians are you referring to, the Aounis. L_F, Christian representation is not exclusive to Aounis you know.

Thumb Mystic 08:53 ,2014 كانون الثاني 28

Would be easier for the Christians, if they didn't leave for other countries, everytime there is a conflict. Would also be better if Christians united with other Christians across the middle east like Syria.

Thumb cedars2 09:16 ,2014 كانون الثاني 28

Rouh ya Salam Lebanon needs more great men and patriots like you, form the de facto government leave the thieves without any ministries that would be the biggest favor you could do to the country. I believe that parliament will give a de facto government its trust, thats if they ever let it convene or if they dont assasinate MP's on their way to convene.
Bassil can throw his tantrums later and go crying to amo Aoun.
Lebanon first before their bank accounts I think, plus the fact were actually paying for this fiasco called a government. Ministers and Mp's whos loyalty is with other countries, who do nothing connstructive, whos goal is to paralyze state institutions, we are actually paying their salaries and "perks". Its enough already, form the de facto, find out min aina lahim hazza, strip them of their immunity, let it be a public issue and let them go baltou el bahar or kanso el sahra. Lebanon is behind you President Suleiman and Mr Salam!

Thumb cedars2 12:21 ,2014 كانون الثاني 28

Whos puppet is Suleiman?

Thumb cedars2 12:22 ,2014 كانون الثاني 28

Do you meam sesame street?

Default-user-icon Gues (ضيف) 17:22 ,2014 كانون الثاني 28

As a Lebanees Citizen I love Lebanon,I don`t like to see more of this painfull and stressfull BS. enough is enough ! This is not about sunni/shiit Aoun or Christian anymore,it is about Lebanon.I ask my President NO Ask is the wrong word, I demand that my President do his duties for the people of Lebanon and for Lebanon !