مفاوضات جنيف-2 تبحث في مسائل العنف ومكافحة الارهاب
Read this story in Englishيبحث وفدا الحكومة والمعارضة السوريان الى جنيف-2 اليوم الخميس في مسائل العنف ومكافحة الارهاب، بحسب ما ذكرت مصادرهما، علما ان كل فريق يتهم الآخر بانه مصدر الارهاب في سوريا.
وكان الوفدان تطرقا الاربعاء، بحسب ما اعلن الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي، الى موضوع "هيئة الحكم الانتقالي".
وذكرت متحدثة باسم الامم المتحدة ان اجتماع اليوم المشترك بدأ قرابة الساعة 10.45 (9.45 ت غ).
وقال مصدر مطلع في وفد المعارضة لوكالة فرانس برس صباحا ان "النقاش سيتناول وقف العنف في سوريا ومكافحة الارهاب"، مشيرا الى ان هذه المسالة تشكل جزءا من بيان جنيف-1 الذي يفترض ان تتمحور حوله مفاوضات جنيف-2.
واضاف ان وفد المعارضة "حمل معه الى الجلسة الصباحية ملفا ضخما عن الارهاب متخما بالأدلة ضد النظام مرورا بالسلاح الكيميائي والبراميل المتفجرة"، مشيرا الى انه "سيثبت ان النظام هو جوهر العنف والارهاب".
واشار الى ان الوفد سيتطرق ايضا الى "ارهاب حزب الله" اللبناني الذي يقاتل الى جانب القوات النظامية السورية و"المنظمات التابعة للنظام التي تقتل المدنيين السوريين".
وتتهم المعارضة مع الدول الغربية الداعمة لها النظام بشن هجوم بالاسلحة الكيميائية في ريف دمشق في آب/اغسطس 2013 تسبب بمقتل المئات. ويستخدم الطيران السوري البراميل المتفجرة في قصف مناطق عدة، وهي اجمالا غير قادرة على اصابة اهداف دقيقة وتتسبب بمقتل عشرات المدنيين بشكل شبه يومي.
واكد مصدر مقرب من الوفد الحكومي ان "البحث سيتركز اليوم على موضوع الارهاب". وتعتبر السلطات السورية انها تخوض منذ ثلاث سنوات "معركة ضد الارهاب الممول من الخارج"، لا سيما من السعودية وقطر وتركيا. وطالبت في المؤتمر الدولي الذي انعقد في مدينة مونترو السويسرية في 22 كانون الثاني/يناير كمقدمة لمفاوضات جنيف-2، المجتمع الدولي بالتعاون معها من اجل مكافحة الارهاب.
ولا تعترف الحكومة بوجود مقاتلين معارضين، بل تتهم كل الكتائب المقاتلة ضمن المعارضة المسلحة بالارتباط بتنظيم القاعدة. بينما تميز المعارضة بين الكتائب المعروفة ب"الجيش السوري الحر" رغم انها لا تنضوي تحت قيادة واحدة، والمجموعات الجهادية. ويخوض مقاتلو الجيش الحر منذ اسابيع معارك دامية في مناطق عدة من سوريا مع تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" المرتبط بالقاعدة.
وقالت المستشارة السياسية للرئيس السوري بثينة شعبان العضو في وفد الحكومة الاربعاء للصحافيين "ليس لديهم شيء يقولونه حول الارهاب. لا يعتبرون ان ما يحصل هو ارهاب ضد شعبنا".
وتكرر المعارضة ان الهدف الرئيسي من جنيف-2 هو البحث في هيئة حكم انتقالي منصوص عليه في جنيف-1.
وقالت شعبان "كيف يمكن مناقشة الحكومة الانتقالية مع كل ما يجري في سوريا؟ مع كل الارهاب وسفك الدم والقتل والخطف؟ هذا امر صعب جدا".
وينص اتفاق جنيف-1 الذي تم التوصل اليه في مؤتمر غاب عنه كل الاطراف السوريين في حزيران/يونيو 2012، على تشكيل حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية.
وتعتبر المعارضة ان نقل الصلاحيات يعني تنحي الرئيس بشار الاسد، وهو ما يرفض النظام التطرق اليه، لاعتباره ان مصير الرئيس يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع.
كما ينص الاتفاق الذي وضعته الدول الخمس الكبرى والمانيا والجامعة العربية، على "وقف فوري للعنف بكل اشكاله" وادخال المساعدات الانسانية واطلاق المعتقلين والحفاظ على مؤسسات الدولة.
وكان الابراهيمي اعلن ان "كسرا للجليد" بدأ في جلسات التفاوض الاربعاء، بينما تحدثت المعارضة عن "تقدم" والنظام "عن ايجابية".
وتناولت المفاوضات الاربعاء، بحسب الابراهيمي، "هيئة الحكم الانتقالي، لكن النقاش ظل في مرحلته التمهيدية وبشكل عمومي عما يريده كل طرف" من هذه الهيئة.
وتوقع الابراهيمي ان تنتهي الجولة الاولى من المفاوضات غدا الجمعة من دون ان تحرز "تقدما ملموسا"، مشيرا الى ان امله "لم يخب" لانه لم يكن يتوقع الكثير. واشار الى ان الطرفين "يبدوان مستعدين للبقاء والاستمرار (...) لكن الهوة بينهما كبيرة جدا"، مضيفا "الجمعة سنتفق على المواعيد للاستئناف، على الارجح بعد اسبوع".
بدأت المفاوضات بين الطرفين في جنيف السبت بتأخير يوم. وهي المرة الاولى التي يلتقيان منذ بدء النزاع في سوريا في منتصف آذار/مارس 2011 والذي تسبب بمقتل اكثر من 130 الف شخص ونزوح وتهجير الملايين.