مجلس الامن يفشل قي الوصول الى صيغة مشتركة لادانة القمع في سوريا

Read this story in English W460

فشل مجلس الامن الدولي الثلاثاء لليوم الثاني على التوالي في التوافق على موقف مشترك حول القمع في سوريا حيث قتل اربعة اشخاص الثلاثاء، ليضافوا الى عشرات القتلى الذين قضوا منذ الاحد وخصوصا في مدينة حماة شمال دمشق.

واشار دبلوماسيون الى تحقيق تقدم الثلاثاء الا ان الانقسامات لا تزال مستمرة بين الاعضاء ال15 في المجلس. ومن المقرر ان يتشاور الدبلوماسيون مع عواصمهم على ان يستأنفوا المحادثات الاربعاء.

واعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في تصريح للصحافيين الثلاثاء في نيويورك ان الرئيس بشار الاسد "فقد اي شعور انساني".

وقال "منذ بداية الازمة، اصدرت العديد من التصريحات، وتحدثت الى الرئيس الاسد مرارا، وعبرت عن رغبتي في ان يكون صريحا في تعاطيه السلمي مع هذه المشكلات".

واضاف بان كي مون ان اعمال القمع التي شهدتها سوريا خلال الايام الماضية "غير مقبولة بتاتا"، واعتبر ان الرئيس الاسد ينبغي ان "يعي انه مسؤول امام القانون الدولي".

وفي حماة، وسط سوريا، قتل الثلاثاء شقيقان في انفجار قذيفة صاروخية اصابت سيارتهما، في حين قتل مدني ثالث برصاص قناص، كما قال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن.

وفي بلدة الكسوة في ريف دمشق، فارق رجل الحياة مساء الثلاثاء نتيجة اصابته بنوبة قلبية اثر اقتحام قوى الامن لمنزله، كما افاد عبد الرحمن.

واقتحم الجيش السوري ترافقه قوات الامن الاحد مدينة حماة على بعد 210 كلم شمال دمشق ونفذ عملية دامية اسفرت عن مقتل مائة شخص يوم الاحد وحده، كما قتل فيها اربعة اشخاص الاثنين. واكد ناشط في المدينة ان الدبابات قصفت احياء سكنية مساء الاثنين.

وشهدت حماة تظاهرات كثيفة مناهضة للنظام خلال الاسابيع الماضية. وتشكل المدينة رمزا للاحتجاج على النظام منذ ان شهدت عملية قمع دامية استهدفت الاخوان المسلمين وراح ضحيتها 20 الف قتيل في 1982.

ياتي ذلك فيما اعلنت السلطات السورية ان "مخربين" احرقوا القصر العدلي في حماة الاثنين. وكانت اكدت الاثنين ان الجيش يواصل مهمته في المدينة، وتحدثت عن مواجهات كبيرة مع مجموعات منظمة تستخدم اسلحة متطورة.

وارتفعت حصيلة الاثنين الى 25 قتيلا في انحاء البلاد مع وفاة جريح اصيب في حمص، كما قال المرصد السوري لحقوق الانسان. وقضى 11 من القتلى خلال مواجهات بعد صلاة التراويح.

وعقد مجلس الامن الدولي الثلاثاء جلسة جديدة لمناقشة الوضع في سوريا، بعد جلسة طارئة الاثنين لم تسفر عن نتيجة.

ووزعت الدول الاوروبية مشروع قرار جديدا لكن الدبلوماسيين الهنود والروس قالوا انه لا يختلف عن النص السابق الذي رفضوه قبل شهرين.

وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين "هذا ليس بجديد".

وقال السفير الهندي هاردين سنغ بوري "لم يتم تعديل النص الذي طرح سابقا، ما عدا اضافة بعض المستجدات".

وهددت روسيا والصين باستخدام حق الفيتو لمنع صدور اي قرار بهذا المعنى، تدعمهما في ذلك البرازيل والهند وجنوب افريقيا. وتعارض هذه الدول حتى صدور بيان عن مجلس الامن يدين سوريا.

واكد الاتحاد الاوروبي الثلاثاء انه لن يستدعي سفيره في دمشق رغم دعوة اطلقتها ايطاليا في هذا الاتجاه وطبقتها، بينما اعلنت فرنسا انه ليس هناك خيار عسكري لوقف دمشق عن قمع المحتجين.

واعلنت وزارة الخارجية الايطالية في بيان استدعاء سفيرها في سوريا للتشاور بسبب "القمع الفظيع للسكان المدنيين".

وفي المقابل، قال مايكل مان الناطق باسم وزيرة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي ان سفير الاتحاد "سيبقى في دمشق لمتابعة الوضع".

ووسع الاتحاد الاوروبي عقوباته لتشمل خمسة مسؤولين سوريين هم وزير الدفاع السوري اللواء علي حبيب ورئيس الامن العسكري في حماة محمد مفلح والعميد توفيق يونس رئيس فرع الامن الداخلي ومحمد مخلوف المعروف بابو رامي خال الرئيس السوري بشار الاسد وايمن جابر المرتبط بالشقيق الاصغر للرئيس السوري ماهر الاسد في اطار "ميليشيا الشبيحة" الموالية للنظام.

وتنص العقوبات الاوروبية على حرمانهم من تاشيرات دخول وتجميد اصولهم.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فان حصيلة القمع في سوريا منذ بدء الحركة الاحتجاجية في 15 اذار ارتفعت الى 1997 قتيلا معظمهم مدنيون موثقون بالقوائم لدى المرصد و374 شهيدا من الجيش وقوى الامن الداخلي.

كما ان هناك كذلك 3 الاف مفقود ونحو 12 الف معقتل.

ورغم حملات القمع، استمرت الاحتجاجات التي قال المرصد ان قوات الامن "قمعتها بالقوة مطلقة الرصاص الحي على المتظاهرين بالقرب من المساجد".

وتخشى السلطات من ان تشكل صلاة التراويح مناسبة لانطلاق التظاهرات والتجمعات الاحتجاجية خلال شهر رمضان، بعد ان دعا ناشطون عبر صفحة "الثورة السورية" على فيسبوك الى التظاهر خلال شهر رمضان. وقالوا "موعدنا كل ليلة بعد التراويح، مظاهرات الرد" مشيرين الى ان "سوريا تنزف".

واشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى انتشار كثيف للدبابات الثلاثاء على الطريق بين حمص وبلدة الرستن المجاورة، حيث قال سكان انهم يخشون من عملية مداهمة.

ولكن انتشار الدبابات لم يحل دون تشكيل تظاهرات بعد صلاة التراويح مساء الثلاثاء في حي الخالدية في مدينة حمص، حيث سمع اطلاق نار كثيف لتفريق التظاهرة، كما قال المرصد لفرانس برس.

واضاف ان تظاهرة كبيرة نظمت في بلدة الحولة على بعد 20 كلم من حمص، وكذلك في قرى الغوطة والحمرا وطير نعلة والرستن المجاورة لها.

كما نظمت تظاهرة في اللاذقية بعد صلاة التراويح، حيث سمعت اصوات انفجارات واطلاق نار كثيف. وفي منطقة بانياس الساحلية، نظمت تظاهرات في قرية المرقب والبيضا تخللها اطلاق نار كثيف، وفق المصدر نفسه.

التعليقات 0