توقيف مراقبي منظمة الامن والتعاون في أوروبا على مدخل القرم
Read this story in Englishلليوم الثاني على التوالي، منع المراقبون العسكريون لمنظمة الامن والتعاون في اوروبا الذين ارسلوا الى اوكرانيا بناء على طلب السلطة الاوكرانية، من دخول القرم من قبل رجال مسلحين يرتدون ازياء غير متجانسة وملثمين ويحملون بنادق هجومية ويرفعون اعلاما روسية.
والعسكريون ال47 غير المسلحين من 25 دولة من اصل 57 دولة عضوا في منظمة الامن والتعاون في اوروبا، وصلوا على متن حافلتين قرب قرية تشونغار، احدى نقطتي الوصول برا الى شبه جزيرة القرم. وكانت تتبعهم نحو خمسين سيارة على متنها انصار لسلطات كييف يرفعون الاعلام الاوكرانية الزرقاء والصفراء وشكلوا تظاهرة صغيرة امام نقطة المراقبة.
وقال احد المراقبين الذي طلب عدم كشف هويته، لوكالة "فرانس برس"، انهم "سيحاولون التفاوض مع هؤلاء الناس". واضاف "نحاول ببساطة الدخول الى القرم بصفتنا مدعوين من الحكومة الاوكرانية وبتفويض من منظمة الامن والتعاون في اوروبا".
وبعيد ذلك، اضطر مراقبو المنظمة للعودة ادراجهم لان محاولة التفاوض لم تفض الى اي نتيجة.
وانتقدت موسكو الجمعة مبادرة منظمة الامن والتعاون في اوروبا لانها لم تنتظر الحصول على "دعوة رسمية من قبل سلطات القرم".
وكان المراقبون اجبرو الخميس على العودة ادراجهم عند نقطة عبور اخرى من قبل مسلحين.
ومهمة هؤلاء المراقبين تتمثل في محاولة تخفيف التوتر في القرم حيث تحاصر القوات الروسية قواعد عسكرية اوكرانية وحيث قرر البرلمان المحلي المؤيد لموسكو، الانفصال عن كييف وتنظيم استفتاء حول انضمام القرم الى روسيا في 16 اذار.
ورحب النواب الروس في موسكو بمبادرة البرلمان في القرم واكد رئيسهم سيرغي ناريشكين انهم سيحترمون "الخيار التاريخي" للقرم.
والمح النواب بذلك الى انهم سيصوتون من دون اي مفاجأة، لصالح انضمام هذه المنطقة حيث يقيم مليونا نسمة، الى الاتحاد الروسي.
والخميس، ندد الرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف بالاستفتاء المعلن، منددا ب"جريمة ضد اوكرانيا يرتكبها العسكريون الروس".
وفي موسكو، تظاهر أكثر من 65 ألف شخص الجمعة دعما لسكان القرم، بحسب الشرطة.
واقام المشاركون في هذا التجمع حفلا موسيقيا خلف الساحة الحمراء المجاورة للكرملين، بدأ باغنية وطنية عنوانها "ضباط" اداها مغني البوب الروسي اوليغ غازمانوف، وحملوا أعلاما روسية ولافتات كتب عليها "القرم أرض روسية" او"القرم نحن معك".
وقال رئيس برلمان القرم فلاديمير كونستانتينوف ان "روسيا لن تتركنا نسقط"
كما قطع ناشطون موالون لروسيا مدخل هيئة اركان الاسطول الاوكراني في سيباستوبول جنوب القرم باقامة حاجز امامه، كما افاد مراسل لوكالة فرانس برس موجود في المكان الجمعة.
والعسكريون الاوكرانيون في الداخل "يمكنهم الخروج اذا ارادوا، لكنهم ان فعلوا ذلك، فلن ندعهم يعودون"، كما اوضح ديمتري احد اعضاء "مجموعة دفاع ذاتي" بينما كان واقفا امام مقر هيئة الاركان الى جانب علم روسي.
ومن اصل العشرين ناشطا الموالين لروسيا المتواجدين في المكان، وكلهم يرتدون اللباس المدني، يضع البعض عصبة على ساعده كتب عليها "كتلة روسيا".
ومن الجهة الاخرى للسياج، يروح ويجيء جنود اوكرانيون من دون اسلحة بلباس مموه، وايديهم في جيوبهم.
وهكذا فان العديد من الابنية الادارية والقواعد العسكرية محاصرة في القرم من قبل مسلحين وحلفائهم من القوزاق الذي يؤيدون ضم القرم الى الحضن الروسي في شبه الجزيرة هذه التي كانت جزءا من الامبراطورية الروسية (اعتبارا من نهاية القرن الثامن عشر)، ثم من جمهورية روسيا الاتحادية ضمن الاتحاد السوفياتي وذلك حتى 1954.
ورست سفينة حربية روسية الجمعة في مرفأ سيباستوبول.
وعلى بعد 30 كلم من هذه المدينة باتجاه سمفيروبول، عاصمة القرم، اقام عناصر من قوات الدفاع الذاتي والقوزاق حاجزا اخر على الطريق هذه المرة.
وهنا ايضا رفعت الاعلام الروسية وكانت اكثر ظهورا.
على المسرح الدبلوماسي، ورغم مشاورات مكثفة منذ اسبوع، لم ينجح الغربيون والروس في ايجاد منفذ للازمة التي اندلعت في نهاية شباط مع سيطرة القوات الروسية على القرم.
وبعد اخذ ورد، استلت بروكسل وواشنطن سلاح العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية.
هذا وقد اعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان الاعلان عن استفتاء مقبل حول مستقبل القرم "مثير للقلق وخطير"، بحسب ما اعلن المتحدث باسمه مارتن نيسركي الجمعة.
وقال نيسركي للصحافيين ان "الاعلان الاخير الذي اصدرته السلطات في القرم عن نيتها تنظيم استفتاء مثير للقلق وخطير".
واضاف ان بان كي مون "يطلب بالحاح من سلطات اوكرانيا بما فيها القرم، معالجة هذه القضية بهدوء" والامتناع عن اي "عمل متسرع" واي "قرار يتخذ تحت وطأة الاحداث".
وتابع نيسركي ان الامين العام "يشدد على ضرورة المحافظة على السلام والاستقرار في المنطقة".
الا ان المتحدث لم يوضح ما اذا كانت الامم المتحدة تعتبر هذا الاستفتاء غير شرعي في نظر القوانين الدولية او الدستور الاوكراني كما تؤكد الولايات المتحدة وحلفاؤها.