غزة: اسرائيل والحركات الفلسطينية تسعى للخروج بمكاسب من المواجهة

Read this story in English W460

لا تسعى اسرائيل ولا حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة ولا حركة الجهاد الاسلامي لتصعيد عسكري جديد ولكن يرى محللون ان كل طرف يسعى لتحقيق اكبر قدر من المكاسب السياسية من المواجهة.

ويقول عدنان ابو عامر، استاذ العلوم السياسية في جامعة الامة في قطاع غزة "اغلب الصواريخ التي اطلقتها الجهاد كانت على مناطق مفتوحة كما ان القصف الاسرائيلي جاء على مواقع تدريب".

ويرى ابو عامر ان "الجانبين يحاولان تبادل رسائل سياسية بينهما بعدم الرغبة بالدخول في مواجهة مفتوحة".

واشار ابو عامر "لا اظن ان هناك توجها لدى حماس بالتصعيد ولكن حالة من لفت الانتباه تجاه غزة".

واكد مستشار الامن القومي الاسرائيلي السابق عوزي ديان "نحن الان في معركة من اجل الردع".

وبحسب ديان فان "الصيغة الاسرائيلية هي على غرار +سنرد بقوة لاعادة الردع ولكن ليس بشكل قاس للغاية ليجبرهم على الرد بقوة، على امل ان لا يكون هنالك اصابات".

واطلق اكثر من ستين صاروخا في اكبر هجوم على اسرائيل منذ عملية "عمود السحاب" العسكرية الاسرائيلية في شهر تشرين الثاني 2012 على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس).

واعلنت الحركتان الفلسطينيتان بعد ظهر الخميس تثبيت الهدنة التي تم التوصل اليها في تشرين الثاني 2012 بوساطة مصرية.

واعلن الناطق باسم حركة الجهاد الاسلامي داوود شهاب انه تم بعد ظهر الخميس التوصل لاتفاق لتثبيت التهدئة مع اسرائيل بوساطة مصرية.

وقال شهاب لوكالة فرانس برس ان "الجانب المصري ابلغنا بالتوصل لاتفاق لتثبيت التهدئة بشكل متبادل وفقا لشروط التهدئة التي تم الاتفاق عليها بعد الحرب الاسرائيلية الثانية على غزة في نهاية 2012 وموافقة الاحتلال الاسرائيلي".

واضاف "فصائل المقاومة ملتزمة بتثبيت التهدئة شرط الالتزام الاسرائيلي الكامل بها".

واكدت حركة حماس التوصل الى تثبيت للتهدئة.

و قال باسم نعيم مستشار رئيس حكومة حماس للشؤون الخارجية لفرانس برس "نحن في حماس والفصائل معنيون في الالتزام بتثبيت التهدئة وعدم التصعيد وحماية شعبنا الفلسطيني من اي عدوان اسرائيلي".

واعتبر استاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر في غزة ناجي شراب بان "مثل هذا التصعيد لا يمكن ان يكون بعيدا عن اطار التشاور والتنسيق مع حماس" مشيرا بانه "يساعد حماس للخروج من حالة العزلة ويجبر مصر على القيام بدور اكبر للتدخل وفتح معبر رفح".

وراى شراب ان "رد الجهاد الاسلامي هذه المرة رسالة لاسرائيل ان ليس لها علاقة بسفينة الاسلحة من ايران، لكنها قادرة على الرد في وجه اسرائيل وتمتلك اسلحة متنوعة وقوية".

ويقول مخيمر ابو سعدة بان حركة حماس "اعطت موافقة مسبقة" مشيرا الى انها "معنية بالتصعيد لانها تعيش في عزلة سياسية غير مسبوقة منذ عزل (الرئيس المصري الاسلامي) محمد مرسي" والذي اطاحه الجيش المصري في 3 من تموز الماضي.

واضاف "اسرائيل هي من بدات بالتصعيد هذه المرة لذلك اعتقد ان الجهاد الاسلامي لم يكن امامه خيار الا الرد".

وقالت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الاسلامي بانها اطلقت الصواريخ ردا على مقتل ثلاثة من عناصرها الثلاثاء في غارة جوية اسرائيلية جنوب قطاع غزة.

واكد المراسل العسكري لصحيفة يديعوت احرونوت اليكس فيشمان الخميس ان "ما يثير الدهشة حول اطلاق الصواريخ البارحة ليس حقيقة اطلاقها الذي كان متوقعا ولكن حجمها".

وراى فيشمان بان اطلاق الصواريخ ياتي في اطار "محاولة لخلق ردع ضد اسرائيل والتذكير بقدرات الجهاد الاسلامي العسكرية".

واشار فيشمان بان "دوامة العنف الحالية تأتي نتيجة المعركة على +الحزام الامني+" الذي فرضه الجيش الاسرائيلي على طول الحدود داخل قطاع غزة.

وبحسب فيشمان فان الجيش الاسرائيلي يعتبر ان "اندلاع مناوشات صغيرة ناجمة عن توغلات اسرائيلية افضل من التفجيرات التي قد تؤدي الى وقوع ضحايا اسرائيليين وتستدعي ردا مؤلما في غزة . وعلى العكس يرى الفلسطينيون في عمليات التوغل خرقا لسياداتهم الامر الذي يتطلب ردا".

التعليقات 0