عمليات القتل الغامضة في ميدان كييف ترخي بظلالها على بداية عهد جديد باوكرانيا
Read this story in Englishترخي عمليات قتل لا يزال يلفها الغموض برصاص قناصة استهدفوا عشرات المحتجين في شوارع كييف بظلالها على بداية عهد الحكم الجديد في اوكرانيا المنشغل اليوم بمحاولة وقف النزعة التوسعية الروسية.
وتلك الايام الدامية في شباط خلفت جرحا عميقا في الضمير الجمعي لا يمكن تجاوزها الا بمثول القتلة امام القضاء.
ففي كل يوم يشعل مئات الاشخاص الشموع ويضعون باقات من القرنفل الاحمر على الحواجز التي تحيط بساحة الاستقلال "ميدان" بوسط كييف حيث سقط مئة قتيل. وفي الان ذاته ينتقد الاوكرانيون بطء الحكومة في كشف اسماء المسؤولين عن عمليات القتل وبعضهم يشتبه حتى في سعي السلطات للتعتيم على الحقيقة.
وقال ايغور بولباس (29 عاما) الذي قدم للترحم على الضحايا الذين تغطي صورهم معلما عرضيا في وسط كييف "لدي احساس بانهم يحاولون التستر على كل هذا ورميه في غياهب النسيان".
وبين مئات الزوار الحزانى مكسيم كوتشر المهندس المعماري الثلاثيني الذي شارك في الاحتجاجات التي استمرت ثلاثة اشهر وادت الى الاطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش.
ويقول مكسيم وهو يقف امام ملصقات وصور +كتيبة السماء+ للقتلى المزدانة بالمسابح، "نسمع الكثير من الخطب لكن حتى الان لم ار احدا يعاقب" على عمليات القتل.
وبين اشد المنتقدين لطول عمليات التحقيق غينادي موسكال البرلماني والنائب السابق لوزير الداخلية.
وهو يتهم السلطات الجديدة بخلق الغموض في الوقت الذي تتحمل فيه اجهزة الامن المسؤولية عن الرصاص القاتل.
ويرفض الجنرال السابق في الشرطة تصريحات وزير الداخلية المؤقت ارسين افاكوف الذي نسب اطلاق النار على المتظاهرين الى "جهة ثالثة ليست اوكرانية" وهي طريقة غير مباشرة لاتهام روسيا.
كما تحدث القائد الجديد لاجهزة الامن فلانتين نالفايتتشينكو عن قناصة "من جنسية اجنبية على الارجح" مؤكدا ان التهم الموجهة الى مؤسسته اكاذيب.
لكن غينادي موسكال يؤكد ان هذه التفسيرات متهافتة.
وقال في مقابلة مع صحيفة زيركالو تيجنيا "ان الهرم القيادي لوزارة الداخلية لم يتم تحويره. وبالتالي لمن يمكن ان نعهد بالتحقيق في هذه الجرائم؟ هل سيحققون مع انفسهم؟".
واضاف "من اليسير جدا اتهام طرف ثالث وعدم القيام باي شيء" قبل ان ياخذ على السلطات الجديدة عدم توقيفها يانوكوفيتش حين كان بصدد مغادرة البلاد. وهو يعتقد ان الرئيس المطاح به قد "يكون اعطى شخصيا الاوامر لتنفيذ عمليات القوات الخاصة" التي ادت الى قتل متظاهرين.
ويرى موسكال انه "من الواضح ان قناصتنا الاوكرانيين كانوا مسلحين ببنادقهم وفي مواقع اطلاق نار حين قتل الناس".
وتابع "ان قادة القوات الخاصة يتنزهون الان ويقولون للصحافيين انه هناك شكوك بشان من اطلق النار. من يمكنه ان يصدق رواياتهم؟" متسائلا "لماذا لم يصادر أحد اسلحة هذه المجموعات من القناصة؟".
وكتبت الصحافية والناشطة اولغا كوديتسكا على صفحتها على فيسبوك ان تركيز الانتباه على القناصة "امر دارج جدا" لانه يجعل الناس تنسى مئات الموظفين في اجهزة الامن الذين عنفوا متظاهرين وخطفوهم وقتلوا بعضهم بوسائل اخرى.
وزاد وزير الخارجية الاستوني اورماس بايت من الجدل بهذا الشان حيث اشار في مكالمة هاتفية تم رصدها، مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون، الى اشاعة تؤكد ان "شخصية من التحالف الجديد" الحاكم في اوكرانيا قد تكون وراء تلك المجازر.
وتلقفت روسيا ذلك لتطلب من الامم المتحدة عملية استقصاء بشان هذا الاحتمال في حين قرر مجلس اوروبا اجراء تحقيق دولي بالتعاون مع سلطات كييف.
ويبدي المعتصمون في ساحة "ميدان" معقل الثورة الاوكرانية، انزعاجهم من هذه التحركات الدبلوماسية ويقسمون على البقاء في مكانهم حتى اماطة اللثام وباسرع ما يمكن عن عمليات قتل رفاقهم.
وقال ميكولا بروخوروف (25 عاما) احد الحراس وعضو وحدات الدفاع الذاتي في الميدان "كل واحد منهم يعرف من فعل ذلك، لكنهم يلزمون الصمت الان".
واضاف "سنركز اولا على تسوية مشكلة القرم ثم سنهتم بالامر".