خطف السفير الأردني في ليبيا وجرح سائقه بطلق ناري

Read this story in English W460

خطف السفير الاردني في ليبيا فواز العيطان الثلاثاء في العاصمة طرابلس وجرح سائقه بالرصاص في ثاني هجوم يتعرض له دبلوماسيون واجانب في هذا البلد الذي يعاني من انعدام الامن منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011.

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الليبية سعيد الاسود لوكالة "فرانس برس"، ان "سيارتين بدون لوحات احداهما بي ام دبليو يقودها مجهولون ملثمون هاجموا السفير وسائقه، واختطفوا السفير واقتادوه الى جهة غير معروفة".

واضاف ان "سائق السفير اصيب جراء الهجوم برصاصتين وهو متواجد في احد المستشفيات في طرابلس لتلقي العلاج".

واكد الاسود ان "الوزارة بدأت على الفور اجراء الاتصالات العاجلة مع الجهات المختصة في الحكومة لمعرفة مصير السفير الاردني والجهة التي تقف وراء اختطافه".

واكدت عمان خطف سفيرها الدبلوماسي في ليبيا.

وقال رئيس الوزراء عبد الله النسور امام مجلس النواب ان "المعلومات التي وردت للحكومة حتى صباح اليوم تشير الى اختطاف السفير من قبل ملثمين مدنيين لم تعرف هويتهم بعد ان اطلقوا النار عليه في اثناء توجهه الى عمله بصحبة سائقه وقد اصيب السائق اصابات بالغة وتم اختطاف السفير".

غير ان مصدرا طبيا افاد ان السائق الذي اصيب برصاصتين خضع لعملية جراحية وحياته ليست في خطر.

وافادت قناة النبأ الليبية ان السائق يحمل الجنسية المغربية.

واضاف النسور ان "الحكومة تحمل الجهة الخاطفة التي لم تعرف هويتها بعد مسؤولية سلامة السفير وستتخذ كل الاجراءات المناسبة للحفاظ على حياته واطلاق سراحه" وفق ما افادت وكالة بترا الاردنية.

وأشار النسور الى "أهمية تكامل الجهود بين الأجهزة المعنية في كلا البلدين لتأمين اطلاق سراح السفير، وان ذلك يعتبر اولوية للحكومة وأجهزتها".

كذلك دانت وزارة الخارجية الليبية الخطف وقالت ان السلطات تسعى للعثور على السفير.

ومباشرة بعد الحادث اعلنت شركة الطيران الملكية الاردنية الغاء رحلتها المتجهة الثلاثاء الى طرابلس.

واعلنت الشركة التي تقوم بعشر رحلات اسبوعية الى ثلاثة مطارات ليبية انها تدرس الوضع في ليبيا من اجل اتخاذ "القرار المناسب" حول استمرار رحلاتها ام لا.

من جانبه اعلن وزير الخارجية ناصر الجودة ان الحكومة تدرك ان "الوضع الامني في ليبيا صعب جدا وحتى الان لم نتلق اي معلومة اضافية حول الخاطفين" كما افادت بترا.

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، تستهدف البعثات الدبلوماسية باستمرار بهجمات او عمليات خطف.

وعلم من السفارة الاميركية ان موظفة محلية تعمل في السفارة في طرابلس "خطفت على الارجح مساء الاثنين".

وقال المتحدث باسم السفارة جو ميلوت "ان موظفة محلية مكلفة الامن خطفت على الارجح مساء الاثنين خارج ساعات العمل".

واضاف "نعمل مع اسرتها والسلطات" للعثور عليها.

ولا يعرف ما اذا كان اختفاء الموظفة على علاقة بعملها ام لا.

وخطف مسلحون في كانون الثاني خمسة دبلوماسيين مصريين وافرجت عنهم بعد يومين.

كما خطف موظف في السفارة التونسية في طرابلس في آذار وما زال مصيره مجهولا.

وافادت مصادر دبلوماسية في طرابلس ان عمليات الخطف غالبا ما ترتكبها مليشيات تحاول من خلال ذلك التوصل الى الافراج عن ليبيين معتقلين في الخارج.

ولم تستبعد مصادر ليبية ان يكون خطف العيطان على علاقة بالمطالبة بالافراج عن الاسلامي المعتقل في الاردن محمد سعيد الدورسي المدعو محمد النص.

وقد استهدفت السفارات مرارا في عمليات كان ادماها الهجوم الذي شنه اسلاميون على القنصلية الاميركية في بنغازي في 11 ايلول 2012 واسفر عن مقتل اربعة اميركيين بمن فيهم السفير كريس ستيفنز.

كذلك استهدفت السفارة الفرنسية في نيسان 2013 باعتداء بسيارة مفخخة اسفرت عن سقوط جريحين بين الدركيين الفرنسيين.

وفي تشرين الاول سحبت موسكو موظفيها من طرابلس بعد هجوم استهدف سفارتها وسقط خلاله قتيلان بين المهاجمين.

وعكس تكرار تلك الهجمات عجز السلطات الليبية الجديدة عن استتباب الامن في هذا البلد الذي يعاني من الفوضى وتفرض فيه المليشيات سيطرتها منذ سقوط نظام معمر القذافي.

وتعد السلطات باستمرار بتحسين امن البعثات الدبلوماسية خصوصا بانشاء هيئة "الامن الدبلوماسي" لكن اجهزة الامن التي ليست مدربة جيدا وغير المنضبطة غالبا ما تجد انفسها عاجزة امام مهاجمين افضل تسليحا وتصميما منها.

واضطرت هذه الاجواء من انعدام الامن العديد من الدبلوماسيين الى مغادرة البلاد ولا سيما بنغازي معقل ثورة 2011 ومعقل الاسلاميين المتطرفين حيث استهدف دبلوماسيون وبعثاتهم.

وفي اذار قتل فرنسي يعمل في شركة خاصة بعد بضعة اشهر من اغتيال مدرس اميركي.

التعليقات 0