سليمان يدعو الى أن تكون جلسة الاربعاء "محطة للتلاقي على عكس 7 ايار 2008": لا لاخذ البلد الى مؤتمر تأسيسي

دعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى جعل جلسة اليوم السابع من أيار لانتخاب رئيس جديد "محطة للتلاقي، على عكس ما شهده 7 ايار من العام 2008"، مشددا على حاجة لبنان لرئيس "يمثل الوفاق والدستور لا المصالح الخارجية"، مطالبا في هذا الاطار بعدم أخذ البلاد الى مرحلة مؤتمر تأسيسي يخل باتفاق الطائف.

واستهل سليمان كلمته التي ألقاها مساء الاحد خلال حفل افتتاح "قرية ميشال سليمان الرياضية" في جبيل، بالقول " 47 سنة شاهدت الدولة تترنح وشاهدت كل الاعلام الى جانب العلم اللبناني، الا انني اشهد اليوم العودة الى كنف الدولة كملاذ وحيد يؤمن الحقوق والكرامة والسيادة".

واستعاد سليمان ما شهده خلال اعوام تسلمه مهام الدولة، إذ قال:"شهدت بدء تهجير الدولة من الجنوب، وشهدت تحرير ارضنا وعودة الدولة والجيش ورفعت بيدي العلم اللبناني في اللبونة عام 2006".

وعليه، اكد أن " طبيعة الدولة تفرض عليها امتلاك كامل عناصر القدرة الوطنية"، متمنيا ان "عبر اقرار الاستراتيجية الدفاعية الى حين امتلاك الجيش القدرة على الدفاع عن لبنان واثبات مقولة قوة لبنان بقوة جيشه".

وإذ ذكر أنه شاهد وعاش "كل الحروب ومواضيع الخلاف والحوار فلا الأزمات كانت لبنانية فقط ولا المحاربين وضعوا حساباتهم بمعزل عن مصلحة لبنان"، جزم اقتناعه "الراسخ" "بتحييد لبنان عن ازمات المنطقة رغم التورط فيها جهرا افرادا وجماعات".

وأضاف: "اشهد الان على اعادة تثبيت قوة الدولة بالوفاق والقانون والحسم كما جرى اخيرا في طرابلس والشمال والبقاع وصيدا".

وفي هذا الاطار، سئل سليمان "لماذا تتحول كل مناسبة لتداول السلطة من محطة لتجديد الحكم وانتخاب شخص وخيار الى موسم للخوف على المصير من المجهول؟" مضيفا: "كيف يستسلم اللبنانيون الى فكرة الفراغ الاتي بموقع الرئاسة الاول ومن ركز بعقلهم هذه الفكرة؟

وسأل أيضا "الا يعلم المعنيون بالاتسحقاق الدستوري ان بقاء الكيان والنظام رهن بانتخاب رئيس بالموعد المحدد"، لافتا الى أن " انتخاب رئيس يكون بالتنافس الطبيعي و بالتوافق لا بتعطيل النصاب وهذا يعني تطبيق الدستور والقدرة على انتاج تسوية داخلية".

وأكمل سائلا: "أي دساتير وقوانين تشرع تعطيل النصاب وتعتبرة سمة ديمقراطية؟ مذكرا أن " التعطيل هو نقيض الديمقراطية".

وأشار الى أن "القوانين لا تجيز عقد الجلسة الا بتأمين النصاب".

وقال سليمان: "عملت باقتناع لقيام حكومة جامعة الا ان حكومة التوافق لا تقدر ملأ الفراغ في غياب الناظم الاول لعمل المؤسسات والقائد الاعلى للقوات المسلحة"،

وعليه، توجه سليمان في كلمته الذي شدد خلالها على ضرورة عدم التلكؤ عن انتخاب رئيس جديد عبر تعطيل الجلسات الانتخابية، الى النواب والقيادات السياسية بالقول: "لا تعلقوا الاستحقاق والدستور على حبل التوافق الخارجي المفقود، ولا تجعلوا من الدستور شاهدا على التخلف بالقيام الواجبات".

وقال: "اجعلوا من 7 أيار 2014 محطة تلاق وحوار بخلاف ما كانت عليه محطة 7 أيار 2008،" مناشدا اياهم "بالله عليكم لا تستدرجوا البلاد والعباد الى مؤتمر تأسيسي قد يؤدي الى الاخلال بالمناصفة والميثاقية، وباتفاق الطائف الذي ارسى شبكة امان في البلد".

وتنعقد الاربعاء في السابع من أيار المقبل جلسة انتخابية ثالثة لانتخاب رئيس جديد للجمهوية، بعدما تعطل نصاب الثانية لعدم اكتمال النصاب.

وتصادف الجلسة هذه مع ذكرى أحداث 7 ايار 2008 التي وقعت في بيروت، حيث احنل مسلحون من حزب الله وحلفائه العديد من شوارع العاصمة كردة فعل على قرارين صدرا عن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بتفكيك شبكة الاتصالات التابعة للحزب واقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولي العميد وفيق شقير.

كما رأى سليمان أن "لبنان اليوم في حاجة الى رئيس يمثل الوفاق والدستور، قادر على ادارة التنوع لا مديرا لحسابات الدول الخارجية، يكون التزامه للبنان فقط وتهتمه الوحيدة ولاؤه لوطنه ومواطنيه".

وخلص سليمان الى القول "خيارنا جميعا العيش سويا بغض النظر عن الفوارق والرؤى، لم يعد لدينا الوقت لتحويل الاوهام الى واقع ومجبرون الى الانصياع الى حقيقة واحدة نحققها بارادة واحداة".

م.ن