بوتين "منفتح" على حل لقضية امدادات الغاز
Read this story in Englishأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس ان بلاده "لا تزال منفتحة" على محادثات حول ديون اوكرانيا لقاء امدادات الغاز مؤكدا عدم تلقي اي "عروض ملموسة" من الاتحاد الاوروبي تحول دون قطع الغاز عن اوكرانيا اعتبارا من الشهر المقبل.
وفي رسالة مفتوحة الى قادة عدد من الدول الاوروبية دعا بوتين بروكسل الى "التفاوض بشكل نشط اكثر" بحثا عن سبل تحقق الاستقرار للاقتصاد الاوكراني الذي يعاني من الازمة في هذا البلد.
وقال بوتين في رسالة نشرها الكرملين "للاسف علينا ان نقول باننا لم نتلق اي مقترحات محددة من شركائنا ليصبح الوضع مستقرا".
وقال ان روسيا "اجبرت" على التهديد بقطع امدادات الغاز الى اوكرانيا ابتداء من 3 حزيران بعد ان تحولت الى نظام الدفع المسبق بسبب تجمع ديون على اوكرانيا تبلغ 3,5 مليار دولار (2,6 مليار يورو) مقابل الغاز الروسي.
واضاف ان "الاتحاد الروسي لا يزال منفتحا لمواصلة المشاورات والعمل مع الدول الاوروبية لتطبيع الوضع".
واوضح "كما اننا نامل في ان تتفاوض المفوضية الاوروبية بشكل نشط اكثر لايجاد حلول محددة وعادلة ستساهم في استقرار الاقتصاد الاوكراني".
وحوالى 15% من الغاز الذي تستهلكه اوروبا ياتي من روسيا عبر اوكرانيا وتخشى بروكسل في ان وقف امدادات الغاز سيؤثر على الاتحاد الاوروبي.
ورفضت اوكرانيا دفع الديون المترتبة عليها احتجاجا على قرار موسكو مضاعفة سعر الغاز عقب الاطاحة بالنظام الموالي للكرملين في كييف في شباط الماضي.
والخطر بالنسبة لدول الاتحاد الاوروبي هو ان لا تغطي اوكرانيا ديونها وتبدا في استخدام الغاز الذي تخصصه روسيا لعملائها الاوروبيين.
وتعتبر خزنة الدولة الاوكرانية فارغة عمليا، وتعتمد كليا على مبلغ 17 مليار دولار التي وعد بها صندوق النقد الدولي.
وبدأت اوكرانيا التي يسكنها 46 مليون نسمة في استخدام امدادات الغاز المخصصة لاوروبا عندما قطعت روسيا امداداتها من الغاز خلال نزاعات الاسعار السابقة في 2006 و2009.
واشار بوتين الى ان شركة الغاز الروسية العملاقة غازبروم "لم تتلق اي دفعة .. رغم ان اوكرانيا تلقت اول دفعة من قرض صندوق النقد الدولي البالغة 3,2 مليار دولار".
وفي بروكسل الثلاثاء قال رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك ان حكومته سترفع قضية ضد روسيا امام المحكمة اذا لم توافق على ابرام عقد امدادات الغاز استنادا الى اسعار السوق.
لاحقا، اعتبر الاتحاد الاوروبي الخميس ان "لا اساس" للانتقادات الاخيرة التي وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اتهمه بعدم تقديم اي "اقتراح ملموس" يتعلق بتسديد اوكرانيا ثمن شحنات الغاز.
ومنذ ذلك الوقت، نظمت لقاءات ثلاثية بين الاتحاد الاوروبي وروسيا واوكرانيا على مستويات مختلفة، بما فيها المستوى الوزاري، كما ذكرت المتحدثة باسم المفوضية الاوروبية بيا اهرنكيلدي-هانسن.
وقالت المتحدثة "لقد تم احراز تقدم، وعلى روسيا واوكرانيا ان تمضيا الى الامام على هذا الاساس وخصوصا في ما يتعلق بتحديد اسعار الغاز".
وذكرت المتحدثة بان المفوض الاوروبي لشؤون الطاقة غانتر اويتنغر ووزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك سيلتقيان الاثنين المقبل في برلين ليقررا بشان لقاء ثلاثي جديد حول امن امدادات الاتحاد الاوروبي واوكرانيا.
واكدت اهرنكيلدي-هانسن ان "الانتقاد لا اساس له بالتالي". وقالت ان الاتحاد الاوروبي سيرد "بطريقة مشتركة" كما فعل على لسان رئيس المفوضية جوزيه مانويل باروزو بعد الرسالة الاولى.
واشارت الى ان باروزو رحب الثلاثاء باعلان رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك في بروكسل الذي اكد ان كييف مستعدة لتسديد متاخراتها قبل نهاية الشهر.
ووضع ياتسينيوك شرطا واحدا وهو ان تعود موسكو الى السعر السابق، اي 268 دولارا لكل الف متر مكعب من الغاز بدلا من 485 دولارا التي تقررت بعد وصول السلطات الجديدة الموالية لاوروبا الى السلطة في اوكرانيا.
وقالت المتحدثة ايضا انه تم اثناء الاجتماع الوزاري في الثاني من ايار في وارسو "التاكيد من قبل كل الاطراف على ان تدفق الغاز لن يتوقف طالما المحادثات الثلاثية متواصلة".