الموارنة الفلسطينيون داخل اسرائيل يرحبون بزيارة الراعي
يرحب الموارنة الفلسطينيون داخل اسرائيل بزيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي التاريخية للاراضي المقدسة باعتباره ابا للطائفة، ولا يرون فيها تطبيعا سياسيا مع اسرائيل.
ويقول رئيس مجلس بلدة الجش في الجليل الاعلى ذات الاغلبية المارونية الياس الياس لفرانس برس "نحن نرحب بزيارة البطريرك بشارة بطرس الراعي، ونقول له اهلا وسهلا في بلدة الجش".
واضاف الياس "نحن لا نرى في زيارته تطبيعا لاسرائيل، ولا نراها ذات طابع سياسي مثلما يشاع عنها، نحن نعتير هذه الزيارة روحية، وقد اعلن الراعي قبل ذلك انه لن يلتقي سياسيين اسرائيليين".
وتابع "نحن نعد لافتات للترحيب به وسيقوم كل ابناء المنطقة من جيراننا باستقباله من كهنة ومطارنة ومشايخ دروز ومسلمين".
ويسكن بلدة الجش التي تقع بالقرب من الحدود اللبنانية نحو 3000 فلسطيني بينهم نحو 1750 مارونيا والبقية من الكاثوليك والمسلمين.
وسيزور البطريرك هذه البلدة في التاسع والعشرين من ايار الجاري ليحتفل بالذبيحة الالهية في كنيستها وينتقل بعدها الى مدينة الناصرة.
واضاف الياس "لقد اعلن البطريرك منذ البداية انه سيزور قرى المنصورة وكفر برعم واقرت المهجرة، وزيارته هذه تهدف لدعم اهالي هذه القرى ليقول لهم انتم لستم وحدكم ".
واشار الياس الى "ان الذين يحاولون انتقاد بشارة الراعي لانه سيلتقي بموارنة فروا من لبنان الى اسرائيل عام 2000 غير منصفين".
وتابع "اعتقد ان لقاءه بهم رعوي فمعظمهم يعيشون في مدن يهودية وابناؤهم في حالة ضياع اذ انهم يدرسون في مدارس عبرية والبعض منهم لا يتكلم العربية، وانا لا اعرف اذا كان هذا اللقاء مبررا لرفض زيارته جملة وتفصيلا".
وكان عدد من اللبنانيين فروا بعد انسحاب اسرائيل من جنوب لبنان عام 2000 الى اسرائيل خوفا من ردات فعل ضدهم لانهم كانوا من العاملين في "جيش لبنان الجنوبي" الذي كانت تموله اسرائيل، او من المتعاونين مع الدولة العبرية.
وكان حزب الله حذر الجمعة على لسان رئيس مجلسه السياسي ابراهيم السيد من بكركي من "تداعيات سلبية" لعزم الراعي مرافقة البابا فرنسيس في زيارته الاراضي المقدسة.
وأضاف السيد "قدمنا رؤيتنا ووجهة نظرنا ووضعناه في اجواء ما نراه من تداعيات سلبية لهذه الزيارة"، آملا في ان "تؤخذ هذه الرؤية في عين الاعتبار".
واضاف "نحن متفقون على سلامة النوايا والمنطلقات الوطنية والدينية، لكن نحن تحدثنا عن المخاطر والسلبيات في تداعيات هذه الزيارة على مستوى لبنان او الكيان الاسرائيلي الصهيوني المحتل او في المنطقة".
و سيرافق البطريرك الراعي البابا في الزيارة التي يقوم بها بين 24 و26 ايار، والتي تشمل الاردن والقدس وبيت لحم، مؤكدا انها زيارة دينية رعوية، ولا علاقة لها بالسياسة. لكنه سيبقى في القدس والاراضي الفلسطينية واسرائيل حتى الحادي والثلاثين من هذا الشهر، على ان يلتقي ابناء الابرشية الموارنة الموزعين بين الارض المقدسة واراضي السلطة الفلسطينية وعددهم نحو عشرة آلاف.
ولبنان في حالة حرب رسميا مع اسرائيل التي احتلت مناطق واسعة في جنوب البلاد بين العامين 1978 و2000.
وستكون زيارة الراعي الاولى لبطريرك ماروني الى الاراضي المقدسة تحت السيطرة الاسرائيلية. ولا يمكن لاي لبناني ان يزور اسرائيل تحت طائلة الملاحقة القانونية بتهمة "التعامل مع العدو"، الا ان رجال الدين المسيحيين، وبموجب اتفاق ضمني بين السلطات الدينية والسياسية، يذهبون الى الاراضي المقدسة في اطار مهامهم الروحية.
ويقوم اهالي كفر برعم المهجرة والمدمرة عام 1948 والتي تبعد اربعة كيلومترات عن الحدود اللبنانية بتعليق لافتات الترحيب بالبطريرك الراعي الذي سيزور القرية في 28 ايار. وسيصلي في كنيستها ويلتقي مهجريها ثم يشاركهم طعام الغذاء في احضان الطبيعة التي هي جزء من انقاض القرية.
ويقول رئيس لجنة كفر برعم الياس جريس لوكالة فرانس برس "نحن نرى في زيارته دعما لنا مثل اب يربت على كتف ابنائه ليقول لهم انا معكم، ووجود البطريرك بيننا يزيدنا املا، وينفحنا قوة للرغبة بالبقاء وعملية العودة، وليس لها علاقة بالتطبيع مع اسرائيل".
اما الناطق باسم لجنة كفر برعم يعقوب يوسف فقال "ان زيارة الراعي لن تكون غريبة علينا، على العكس هذا بيته ومكانه، وزيارته لنا تشجعنا على المطالبة الاضافية بعودتنا الى بلدتنا".
لكن ايلي سليمان منصور من بلدة الجش وهو ليس مارونيا، فخاطب الراعي في مقال صحافي قائلا "تفضل بزيارتنا على الرحب والسعة يا سيادة الراعي، لكنني اتحداك يا سيدي، مع اعتذاري .. اذا كان باستطاعتك ان تحضر معك، طفلا واحدا من اطفال اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان، وليكن هذا الطفل من اطفال كفر برعم العزيزة على قلبك ليتعرف عن قرب على ارض اجداده، او شيخا اقتلع من قريته منذ سن الطفولة، عله يحقق شيئا من حلم يراوده منذ ستة وستين عاما. هذا هو التواصل الحقيقي بكل معانيه يا سيادة الراعي الموقر".
وكانت مجموعات تدفيع الثمن التي تضم بشكل خاص متطرفين يهودا اعتدت الشهر الماضي على حوالي اربعين مركبة تابعة لسكان بلدة الجش عبر ثقب اطاراتها، وكتبوا شعارات على جدران البلدة مثل "ليخرج غير اليهود من ارضنا".