عمليات التنظيف تتواصل في دول البلقان بعد الفيضانات وعودة منكوبين الى منازلهم

Read this story in English W460

تنحسر المياه تدريجيا عن المناطق المنكوبة لتكشف حجم كارثة اسوأ فيضانات تشهدها منطقة البلقان منذ قرن بينما تبحث السلطات عن اموال من المانحين الدوليين لاصلاح النتائج الاقتصادية الخطيرة لذلك.

واسفرت هذه الفيضانات عن مصرع خمسين شخصا في المنطقة باكملها.

واطلع رئيس الوزراء الصربي الكسندر فوتشيتش اليوم الخميس ممثلي جهات مانحة دولية بينها البنك الدولي على الوضع الخطر في بلاده حيث اشارت التقديرات الاولية للاضرار. وقال "من الواضح ان خسائرنا ستبلغ مئات الملايين من اليورو".

وقال فوتشيتش ان "الخسائر التي منينا بها كبيرة وخسائر نظام الطاقة وحده فاقت ال250 مليون يورو".

واصبحت 3500 كلم من الطرق غير قابلة للاستخدام بسبب الفيضانات بينما دمر ثمانون جسرا ولحقت اضرار بمئتي جسر.

وفي كل انحاء المنطقة المتضررة باتت السلطات تركز جهودها على ازالة الركام من الاحياء المنكوبة وتقييم الاضرار.

وخط السكة الحديد الذي يربط صربيا بمرفأ بار في مونتينيغرو والذي يرتدي اهمية استراتيجية للاقتصاد الصربي، سيتوقف طوال شهر على الاقل.

لذلك ستتأثر كثيرا عمليات التصدير من مصنع كراغويفاتس للسيارات المتشارك مع شركة فيات الايطالية، والتي كانت احد محركات الانعاش الاقتصادي في البلاد.

وفي البوسنة، تتحدث التقديرات عن اضرار تبلغ ملايين اليورو.

وقال رئيس الكيان الصربي في البوسنة ايغور رادويستشيتس "نحتاج الى مساعدة دولية لان حجم الكارثة كبير". 

من جهته، قال وزير التجارة الخارجية في البوسنة احمد ايغريليتس ان "الاضرار هائلة والنشاط الاقتصادي سيتراجع بنسبة ثلاثين بالمئة في البلاد".

وتحدث عن اضرار كبيرة في البنى التحتية للطرق والطاقة. وقال ان الانتاج الزراعي بشكل خاص سيتضرر.

وفي اليوم الثامن من الفيضانات في البوسنة، اتاح تراجع منسوب نهر السافا الذي اجتاحت مياهه شمال شرق البلاد، بداية انحسار بطيء للمياه مخلفة وراءها كارثة.

وفي كل انحاء المنطقة، ستحرق عشرات الاطنان من الحيوانات النافقة بسبب الفيضانات للحؤول دون تفشي الاوبئة. وادى ارتفاع درجات الحرارة الى 30 الى تسارع تحلل الجثث.

وقال وزير الصحة البوسني روسمير مسيهوفيتس "حتى الان لم تتفش الاوبئة، لكن الوضع ما زال غامضا".

الا ان الاف الاشخاص لم يتمكنوا بعد من العودة الى منازلهم في قرى منطقة اوراسيي وساماتش وبييلينا.

وباريتش الواقعة على نهر السافا التي تبعد بضعة كيلومترات عن مدينة اوبرينوفاتش، هي احدى اكثر القرى تضررا من جراء الفيضانات واخليت بسرعة السبت الماضي. لكنها لم تعد مهددة بارتفاع منسوب المياه.

من جهة اخرى، ما زال الوضع الانساني مثيرا للقلق الشديد في كل المناطق التي تغمرها المياه.

وفي البوسنة، اثرت الفيضانات على ربع 3,8 ملايين نسمة وما زالوا محرومين من مياه الشفة.

ومن اصل 1,6 مليون شخص تضرروا من الفيضانات، تم اجلاء 150 الفا منهم 100 الف في البوسنة، مما يشكل اسوأ عملية نزوح منذ الحرب.

وفي كرواتيا حيث يتراجع مستوى الماء في نهر السافا، يستقر الوضع تدريجيا، كما ذكرت السلطات.

لكن اربعة الاف من رجال الانقاذ وعناصر الاطفاء ما زالوا منتشرين على الارض، خصوصا في شرق كرواتيا. وفي هذا البلد، اثرت الفيضانات على 38 الف شخص والخسائر في القطاع الزراعي وحده تقدر ب 30 مليون يورو على الاقل.

 

 

التعليقات 0