هيغل يعتبر تبادل السجناء مع طالبان "فرصة جديدة" للحوار والحركة تصفه بـ"النصر الكبير"
Read this story in Englishأحيا الافراج عن الجندي الاميركي الذي كان محتجزا في افغانستان السرجنت بو برغدال مقابل اطلاق سراح خمسة عناصر من طالبان كانوا معتقلين في سجن غوانتانامو، الامل بانطلاقة جديدة لعملية السلام في هذا البلد الذي يشهد نزاعا منذ اكثر من 12 عاما.
واعرب وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل عن امله في ان يشكل هذا الحدث اختراقا يمهد لاستئناف عملية السلام. لكن متمردي طالبان اعلنوا انها مجرد خطوة لتبادل السجناء تفتقر الى اي بعد سياسي.
وكانت طالبان احتجزت السرجنت برغدال في 30 حزيران 2009 بعد فقدانه من قاعدة اميركية في ولاية باكتيكا (جنوب شرق). واعلن الرئيس باراك اوباما السبت الافراج عنه مقابل اطلاق خمسة عناصر من طالبان معتقلين في قاعدة غوانتانامو الاميركية.
وقال هيغل عبر شبكة "ان بي سي" من قاعدة باغرام في افغانستان في اطار زيارة سريعة لهذا البلد الاحد ان تبادل السجناء "يمكن ان يوفر فرصة جديدة وامل ذلك".
واشار الى ان الولايات المتحدة اجرت محادثات مع طالبان سابقا، الا ان تلك المحادثات توقفت في 2012.
واضاف "لذلك ربما تكون هذه فرصة جديدة يمكن ان تسفر عن اتفاق".
من جهته، قال اسماعيل قاسميار وهو مسؤول كبير في المجلس الاعلى للسلام في افغانستان (هيئة حكومية) ان هذه العملية "تظهر ان جميع الاطراف يظهرون نية سليمة لبناء مناخ من الثقة واطلاق مفاوضات سلام في مستقبل قريب".
والافراج عن الخمسة من طالبان، وهم كوادر سابقون في النظام الذي حكم افغانستان بين 1996 و2001، كان احد الشروط الرئيسية التي وضعها المتمردون منذ فترة طويلة للبدء بمفاوضات سلام فعلية في افغانستان تمهد لانهاء النزاع.
وانجزت هذه العملية بفضل اتصالات في الكواليس طوال العام الفائت بحسب مصدر في طالبان، اضطلعت فيها قطر بدور اساسي.
واذ وصف الافراج عن عناصر طالبان بانه "نصر كبير"، وجه زعيم طالبان الافغانية الملا عمر الشكر الى السلطات القطرية على "وساطتها".
لكن طالبان احجمت عن الاشارة الى امكان استئناف مفاوضات السلام مع الحكومة الافغانية.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم المتمردين ذبيح الله مجاهد ان عملية التبادل "لم تتم في اطار عملية السلام"، مضيفا "انها فقط عملية لتبادل سجناء حرب، ليس لهذا الامر طابع سياسي".
وقال مصدر في طالبان ان خطة اوباما لابقاء قوات اميركية في افغانستان حتى نهاية 2016 قد تفضي الى استمرار النزاع الذي اسفر العام 2013 عن مقتل ثلاثة الاف مدني بحسب ارقام الامم المتحدة.
ووصل عناصر طالبان الخمسة المفرج عنهم الاحد الى قطر حيث التقوا افرادا من عائلاتهم.
واوضح مصدر قريب من الخارجية القطرية ان هؤلاء سيبقون في قطر لعام وذلك ردا على سؤال عن الضمانات التي تلقاها الاميركيون لمبادلتهم بالسرجنت برغدال.
الا أن الحكومة الافغانية اعتبرت أن نقل المعتقلين الافغان الخمسة من سجن غوانتانامو الى قطر بعد مبادلتهم بجندي اميركي، غير قانوني وطالبت بالافراج الفوري عن هؤلاء الكوادر السابقين في نظام طالبان الذين سيبقون مدة سنة في قطر.
وقال وزير الخارجية الافغاني في بيان ان نقل عناصر طالبان الخمسة الذين وصلوا الاحد الى قطر "مخالف للقوانين".
وكان مسؤولون اميركيون اعلنوا انه تم السبت الافراج عن برغدال في شرق افغانستان قبل ان يسلم الى "بضع عشرات" من جنود القوات الخاصة الاميركية في حضور عشرين مقاتلا من طالبان.
وفي تبرير لعملية التبادل، صرح هيغل لصحيفة واشنطن بوست "وفق المعلومات التي كانت في حوزتنا، فان الوضع الصحي للسرجنت برغدال وامنه كانا مهددين".
بدورها، اكدت مستشارة الامن القومي الاميركي سوزان رايس الاحد عبر شبكة "سي ان ان" ان واشنطن تحركت سريعا بسبب تدهور الوضع الصحي للجندي (28 عاما).
وقالت رايس "كونه محتجزا لدى طالبان لا يعني انه لم يعد من واجبنا اعادته الى وطنه".
واضافت ان الجندي "خسر كثيرا من وزنه وكنا قلقين جدا خشية ان يسبقنا الوقت، كان علينا التحرك ما دمنا قادرين على ذلك"، موضحة انه كان "ضروريا" عدم احترام قاعدة ابلاغ الكونغرس بهذه العملية قبل تنفيذها بثلاثين يوما.
ووصل برغدال الى المانيا الاحد، بحسب ما افاد المركز الطبي العسكري الاميركي في المانيا.
وقالت القاعدة في بيان ان الجندي سيبقى في مركز لاندستوهل في جنوب المانيا حتى اكماله ما يصفه الجيش بانه عملية "اعادة اندماج".
وخلال احتجازه، سجن برغدال في امكنة عدة على طول الحدود بين افغانستان وباكستان، وفق مصادر المتمردين.