الزعيم الكوري الشمالي يستقبل بحفاوة في روسيا
Read this story in Englishاستقبل الزعيم الكوري الشمالي المنعزل عن العالم كيم جونغ ايل بحفاوة فور وصوله الى منطقة امور الروسية، حيث تفقد محطة لتوليد الكهرباء من المياه قبل اجرائه محادثات متوقعة مع الرئيس الروسي دميتري مدفيديف.
وكان كيم بدأ السبت زيارة تحوطها السرية لمدة اسبوع الى الشرق الاقصى الروسي وسيبيريا وهي رحلة تعد نادرة لزعيم تواجه بلاده العزلة والجوع.
وكان القطار المصفح للزعيم الكوري الشمالي قد وصل في وقت سابق الاحد الى محطة بوريا الصغيرة في منطقة امور حيث كان في استقباله بالابتسامات نسوة روسيات يرتدين الملابس التقليدية الحمراء ويقدمن له الخبز والملح علامة على الترحاب.
وقال مراسل لفرانس برس في الموقع ان الزعيم البالغ من العمر 69 عاما بدا مقتضبا ومنهكا واتكأ على اخرين للنزول من القطار.
وكان كيم يرتدي نظارة شمسية ولباسه العسكري المعروف به وقبل كيم قطعة من الخبز بينما كان في استقباله مبعوث الرئاسة الروسية عن المنطقة فيكتور ايشاييف وحشد من المسؤولين المحليين.
غير ان نجل الرئيس والوريث المتوقع للزعيم الكوري بدا غائبا عن الحضور بحسب قائمة اعلنتها وسائل الاعلام الحكومية الشمالية بمناسبة الزيارة.
فقد رافق الزعيم الكوري الشمالي حشد من المسؤولين العسكريين بينهم وزير الدفاع كيم يونغ-تشون ونائب رئيس الوزراء كانغ سوك-جو وجانغ سونغ-تاك صهر الزعيم ونائب رئيس اللجنة الدفاعية الوطنية المتنفذة، حسبما ذكرت وسائل الاعلام الحكومية الكورية الشمالية.
غير ان جونغ اون النجل الاصغر للزعيم الكوري والوريث المتوقع لحكمه، لم يكن بين القائمة الرسمية للحاضرين.
ويعتقد ان الورث المرجح للسلطة في كوريا الشمالية في اواخر العشرينات من عمره وكان قد منح رتبة جنرال فضلا عن مناصب رفيعة في الحزب الشيوعي الحاكم في ايلول الماضي.
وكان كيم جونغ ايل نفسه قد تولى الحكم في اواخر التسعينات خلفا لوالده الرئيس المؤسس كيم ايل سونغ الذي بدأ اسرة حاكمة تسيدت على البلاد الفقيرة بيد من حديد لاكثر من ستة عقود.
وبعد استقبال الزعيم الكوري الشمالي استقل كيم سيارة مرسيدس مصفحة نقلها معه على متن القطار الذي اقله حيث ذهب لزيارة محطة قريبة لتوليد الكهرباء من المياه.
وابدى الزعيم الكوري الشمالي اهتماما خاصا بمحطة بوريسكايا بينما رافقه مبعوث الكرملين ايشاييف وحاكم المنطقة، بحسب مسؤول محلي.
وقال المسؤول لـ"فرانس برس" دون الكشف عن اسمه "نفخر كثيرا بمحطة بوريسكايا".
وتحاط زيارة كيم بالسرية وترافقها اجراءات امنية غير مسبوقة طوال الرحلة.
واثناء تفقد كيم للمحطة عملت حاشيته على تنظيف وتلميع قطاره المصفح المتوقف في بوريا البلدة الصغيرة التي تعاني من ويلات اقتصادية في منطقة نائية من الشرق الروسي الشاسع.
وامرت السلطات الروسية السكان المحليين في العديد من الابنية السكنية قرب محطة القطار بعدم الاطلال من نوافذهم محذرة اياهم من التقاط الصور لقطار كيم.
وكان قطار كيم المعروف بخوفه من السفر جوا خشية على حياته، قد عبر نهر تومانغان ليدخل الاراضي الروسية السبت.
ويتمتع الزعيم الكوري الشمالي في بلاده بسلطة مطلقة. ولم ينزل كيم الى محطة خاسان السبت للاستقبال الذي كان معدا له بل جعل المسؤولين الروس يصعدون الى القطار ليرحبوا به على متنه حسبما قال الكسندر ناريجني رئيس منطقة خاسان لفرانس برس.
واصدر الكرملين السبت بيانا مقتضبا اكد فيه وصول الزعيم الكوري حيث قال ان الزيارة ستشهد لقاء بين كيم ومدفيديف. غير ان البيان لم يضف مزيدا من التفاصيل وان صرح مسؤول روسي لفرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه ان اللقاء بين الزعيمين سيجري "منتصف الاسبوع".
ومن المتوقع ان يجري اللقاء في مدينة اولان اودي شرقي سيبيريا قرب بحيرة بايكال في منطقة بورياتيا البوذية بالاتحاد الروسي على مسافة 5550 كيلومترا شرقي موسكو.
وكانت اخر زيارة لكيم الى روسيا الحليف الاقوى ابان الحرب الباردة، في عام 2002 حينما التقى بالرئيس فلاديمير بوتين في مدينة فلاديفوستوك.
وتعد الزيارة الثالثة لكيم الى روسيا خلال عقد وتأتي بينما يعاني شعبه وتعداده 24 مليون نسمة من نقص حاد في الغذاء فضلا عن عزلة شديدة عن العالم.