القادة الغربيون وبوتين في باريس وبدء لقاءات حول أوكرانيا
Read this story in Englishوصل القادة الغربيون وفي مقدمهم الرئيس الاميركي باراك اوباما مساء الخميس الى فرنسا حيث من المرتقب ان يعقدوا لقاءات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تتمحور حول اوكرانيا للمرة الاولى منذ اكثر من شهرين عشية احتفالات الذكرى السبعين لانزال الحلفاءء في النورماندي.
تزامنا دعا رئيس الوزراء البريطانيبوتين الى "الاعتراف بشكل رسمي والى العمل مع الرئيس الجديد" في اوكرانيا بترو بوروشنكو وذلك اثر لقاء في باريس مع الرئيس الروسي.
وقال كاميرون بحسب ما نقلت "بي بي سي" ان "الوضع الراهن ليس مقبولا. على روسيا ان تعترف رسميا وان تعمل مع الرئيس الجديد، نحتاج الى خفض التصعيد ووقف وصول الاسلحة والرجال عبر الحدود".
ثم استقبل الرئيس الفرنسي نظيره الروسي في قصر الاليزيه مساء.
ويأتي ذلك بعدما عقد قادة مجموعة السبع قمة في بروكسل وهددوا في ختامها بتشديد العقوبات على روسيا اذا واصلت تهديد سيادة اوكرانيا.
وستكون الازمة الاوكرانية محور عدة لقاءات تعقد على اعلى المستويات مساء في العاصمة الفرنسية، حيث يلتقي الرئيس اوباما نظيره الفرنسي على عشاء عمل في مطعم باريسي.
وفي الوقت نفسه عقد وزيرا خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف لقاء في فندق باريسي فخم وعبرا عن رغبتهما في التعاون من اجل السلام والاستقرار في اوكرانيا.
وستتواصل اللقاءات الثنائية الجمعة مع اجتماع مرتقب صباحا بين بوتين والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل في دوفيل في النورماندي.
واللقاء الوحيد غير المقرر على جدول الاعمال حتى الان هو بين اوباما وبوتين اللذين وصلت العلاقات بينهما الى ادنى مستوياتها منذ اشهر.
وقد وجه الرئيس الاميركي تحذيرا لروسيا خلال قمة مجموعة السبع الخميس في بروكسل قائلا "سنرى ما سيقوم به" فلاديمير بوتين في الاسبوعين او الثلاثة او الاربعة اسابيع المقبلة" بشان الازمة الاوكرانية قبل ان يتخذ قرار بفرض عقوبات جديدة محتملة.
واضاف اوباما "اذا تواصلت الاستفزازات الروسية، فمن الواضح (...) ان دول مجموعة السبع مستعدة لفرض اثمان اضافية على روسيا".
واكد رئيس المجلس الاوروبي هرمان فان رومبوي في ختام القمة في بروكسل الخميس ان "الازمة بين اوكرانيا وروسيا هي بالتاكيد السبب الذي نظمنا من اجله قمة مجموعة السبع هذه في بروكسل".
واكد ان الغربيين "متحدون" في رد فعلهم على الازمة الاوكرانية، قائلا "نحن متحدون للتنديد باستمرار انتهاك روسيا سيادة ووحدة اراضي اوكرانيا. ان ضم روسيا القرم بشكل غير شرعي والاعمال الهادفة الى زعزعة استقرار شرق اوكرانيا غير مقبولة ويجب ان تتوقف".
واكد القادة الاوروبيون قرارهم "فرض عقوبات على الاشخاص والكيانات التي دعمت بشكل ناشط او قامت بانتهاك سيادة ووحدة اراضي اوكرانيا والتي تهدد السلام والامن والاستقرار".
وهدد الغربيون بتشديد عقوباتهم "بهدف فرض كلفة اضافية على روسيا في حال تزايدات الاحداث".
وهذه العقوبات التي يرجح ان تطال الاقتصاد الروسي يمكن ان تتقرر في القمة الاوروبية المقبلة التي ستعقد في 26 و27 حزيران/يونيو كما اعلنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل.
لكن مجموعة السبع لم تقطع كل الجسور مع روسيا.
ولم يستبعد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان يجري بوتين محادثات مباشرة مع الرئيس الاوكراني الجديد بترو بوروشنكو في النورماندي.
وكان الرئيس الروسي اعلن مساء الاربعاء انه لن يتجنب احدا "وساجري محادثات مع الجميع".
ميدانيا، لم يشهد الوضع تهدئة.
فقد اعلن حرس الحدود في شرق اوكرانيا المستهدفين بهجمات انفصاليين، الخميس انهم تخلوا عن ثلاثة معابر على الحدود مع روسيا التي طلبوا اغلاقها جزئيا كما طلبوا تعزيزات من الجيش.
وقال حرس الحدود في بيان ان تلك المعابر تقع في منطقة لوغانسك وهي تشيرفونوبرتيزانسك ودولجانسكي وتشريفونا التي تعرضت الى هجمات متمردين مؤيدين لروسيا ليل الاربعاء الخميس.
من جهته، اعتبر رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف الخميس الدعم الذي اعربت عنه مجموعة السبع، بحسب قوله، للعملية العسكرية التي يشنها الجيش الاوكراني ضد التمرد الموالي لروسيا في شرق البلاد انه "رياء بلا حدود".
وصرح مدفيديف في حديث امام مجلس النواب عن تدفق اللاجئين الى المناطق الروسية المتاخمة لاوكرانيا ان "ما يطلق عليها مجموعة السبع تتحدث بعد هذا عن تحركات مدروسة للجيش الاوكراني ضد شعبه". واضاف "انه رياء بلا حدود"، على ما نقلت الوكالات الروسية.
لكن قادة مجموعة السبع رفضوا هذه الانتقادات.
وقال فان رومبوي "نحن لا نزال على موقفنا بان الحكومة الاوكرانية لها حق فرض القانون وانها تقوم بذلك بشكل يمكن ان نصفه بانه مدروس"، مضيفا "علينا ان نعترف بان اوكرانيا ابدت الكثير من ضبط النفس منذ بداية الازمة" وضم القرم الى روسيا.
كما ندد قادة مجموعة السبع بالتهديد الذي توجهه روسيا بخصوص امدادات الغاز.
وجاء في البيان ان "استخدام امدادات الطاقة كوسيلة سياسية او كتهديد للامن غير مقبول". واضاف ان "الازمة الاوكرانية تظهر بوضوح ان امن الطاقة يجب ان يكون في صلب برنامجنا المشترك ويتطلب تغييرا جذريا بهدف تنوع امدادات الطاقة وتطوير بنيتنا التحتية" في مجال الطاقة.
وارجأت شركة غازبروم الروسية حتى العاشر من حزيران انذارها الموجه الى اوكرانيا بشأن دفع الفواتير المستحقة عليها ومواصلة الشحنات.
وتصر غازبروم على ان تسدد كييف كامل دينها المستحق من اجمالي ثلاثة مليارات دولار، فضلا عن اعتماد نظام الدفع المسبق لشحنات الغاز لشهر حزيران، وهي تهدد بقطع الامدادات في حال عدم حصول ذلك بحلول التاريخ المحدد من قبلها.
اما الاتحاد الاوروبي الذي يستورد ربع حاجاته من الغاز من روسيا ونصف تلك الامدادات تمر عبر اوكرانيا، فيتخوف من ان يتحول الى ضحية جانبية لقطع الغاز الروسي عن اوكرانيا. وفي كانون الثاني 2009 تأذت دول اوروبا الوسطى والشرقية جراء قطع الغاز الروسي عن كييف.
وفي هذا الصدد، تعهد قادة مجموعة السبع ب"اتمام جهود المفوضية الاوروبية بهدف تطوير خطط طارئة بشأن الطاقة على الصعيد الاقليمي لشتاء 2014-2015".
وكان قادة مجموعة السبع دعوا مساء الاربعاء الرئيس الروسي الى خفض حدة التوترات في اوكرانيا و"التعاون" مع الرئيس الجديد بوروشنكو.
ولم تعترف روسيا رسميا بالرئيس الاوكراني المنتخب في 25 ايار والذي سيتسلم منصبه يوم السبت في كييف.