تجدد الاشتباكات بين الجيش والحوثيين في شمال اليمن ومقتل 6 جنود بكمين في الجنوب
Read this story in Englishاكدت مصادر محلية في مدينة عمران اليمنية ان الاشتباكات تجددت ليل السبت الاحد بين المتمردين الحوثيين الشيعة وقوات الجيش في الاحياء الشمالية الغربية لمدينة عمران بشمال اليمن فيما قتل ستة جنود في كمين نصبه مسلحو القاعدة في الجنوب، بحسبما افادت مصادر عسكرية وقبلية.
وذكرت مصادر عسكرية وقبلية يمنية ان عدد قتلى الاشتباكات التي اندلعت ليل الجمعة السبت بلغ نحو تسعين قتيلا من جميع الأطراف المتحاربة، بما في ذلك في الغارات التي شنها الطيران اليمني ضد مواقع الحوثيين صباح السبت.
وقال شاهد عيان من سكان مدينة عمران (45 كلم شمال صنعاء) لوكالة فرانس برس ان "مسلحي الحوثي تقدموا عبر شارع الأربعين وأحياء بيت بادي وشبيل وبيت الفقية ووصلوا إلى مباني كلية التربية وسيطروا عليها، وتدور حرب شوارع في محيط مبنى كلية التربية والشوارع القريبة من الحي القديم الذي يبعد مسافة ثلاثة كيلومترات تقريبا من مقر المعسكر الرئيسي للواء 310 مدرع بقيادة العميد حميد القشيبي".
وهذا اللواء الذي يعتقد انه مقرب من اللواء علي محسن الاحمر ومن التجمع اليمني للاصلاح (اخوان مسلمون) هو الذي يخوض منذ شباط/فبراير المعارك مع الحوثيين الذين يقولون انهم ليسوا في مواجهة مع الدولة، بل مع اللواء الاحمر الذي انشق عن نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح بعد ان كان احد ابرز اركان نظامه.
وتقاتل قبائل مقربة من التجمع اليمني للاصلاح الى جانب الجيش، فيما تقاتل قبائل اخرى الى جانب الحوثيين ما يعطي الصراع طابعا سياسيا قبليا.
كما تدخل الطيران عدة مرات لمساندة اللواء 310، كان آخرها صباح السبت.
وقال مصدر طبي لفرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته "إن ما لا يقل عن اربعين قتيلا سقطوا من جماعة الحوثي وقوات الجيش والمسلحين القبليين في الاشتباكات التي دارت في الأحياء الغربية لمدينة عمران معظمهم من الحوثيين الذين قتلوا بواسطة الغارات الجوية".
كما أوضح مسؤول في مستشفى عمران "إن المستشفى استقبل نحو عشرين جثة من قتلى الجيش والمسلحين القبليين وستين جريحا إصابات بعضهم خطيرة حتى مساء أمس السبت".
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته "إن عدد القتلى والجرحى الذين استقبلهم المستشفى يفوق طاقتنا حيث نعاني نقصا في الأسرة والأدوية والمستلزمات الطبية وطواقم التشغيل ولا يمكننا توفيرها نتيجة الحصار المفروض على المدينة منذ أكثر من شهرين نتيجة القتال الذي يدور في محيطها من الجهات الأربع".
وقال شهود عيان انهم شاهدوا عشرات الجثث لقتلى من الحوثيين والجيش مرمية في شوارع الأحياء الغربية للمدينة فيما هنالك بعض الضحايا، قتلى وجرحى مدنيين، تحت أنقاض منازلهم.
وشن سلاح الجو اليمني صباح السبت عدة غارات على مواقع وتجمعات تابعة للحوثيين في الأحياء الشمالية الغربية لمدينة عمران وعند المدخلين الجنوبي والشرقي لمنع تقدمهم إلى وسط المدينة.
وكان تم التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في عمران في الرابع من حزيران ومن ثم في 22 حزيران، بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين، الا ان الاتفاقين سرعان ما انهارا.
وتوسعت رقعة المعارك مؤخرا الى محافظة الجوف الشمالية القريبة، اضافة الى المواجهات التي تشهدها الضواحي الشمالية لصنعاء بين الحوثيين وقبائل موالية للتجمع اليمني للاصلاح.
وفيما يؤكد الحوثيون الذين يشاركون في العملية السياسية انهم ليسوا في مواجهة مع الدولة، يتهمون من جهة اخرى بانهم يسعون الى السيطرة على اكبر قدر ممكن من الاراضي في شمال اليمن استباقا لتحويل البلاد الى دولة اتحادية.
وسبق ان حقق الحوثيون في عمران تقدما على حساب آل الاحمر، وهم زعماء قبيلة حاشد النافذة التي معقلها عمران.
ومعقل الحوثيين الزيديين الشيعة في الاساس هو محافظة صعدة الشمالية، الا انهم تمكنوا من توسيع حضورهم بشكل كبير منذ 2011، وذلك بعد ان خاضوا ست حروب مع صنعاء بين 2004 و2010.
الى ذلك، اعلن مصدر عسكري يمني لوكالة فرانس برس ان ستة جنود قتلوا الاحد في كمين نصبه مسلحون ينتمون لتنظيم القاعدة في جنوب البلاد.
وذكر المصدر ان الكمين استهدف مركبة للجيش في ضواحي بلدة المحفد في محافظة ابين الجنوبية التي تعد من ابرز معاقل التنظيم والتي سبق ان شنت فيها القوات المسلحة حملتين لطرد التنظيم المتطرف.
وقال المصدر نفسه ان "المسلحين اعترضوا المركبة أثناء مرورها في الشارع العام واطلقوا عليها النيران من أسلحة رشاشة مما أدى الى مقتل جميع من كانوا على متن المركبة وعددهم ستة".
واشار المصدر الى ان المسلحين قاموا باخذ أسلحة الجنود بعد تصفيتهم.
وتهز اليمن موجة من اعمال العنف لاسيما نتيجة نشاط تنظيم القاعدة، كما يشهد حربا في الشمال بين الحوثيين الشيعة من جهة ولواء من الجيش وانصاره من القبائل من جهة اخرى.
واستفاد تنظيم القاعدة من ضعف السلطة المركزية في 2011 اثناء حركة الاحتجاج الشعبية ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح، لتعزيز انتشاره وخصوصا في جنوب اليمن وشرقه حيث يتمركز انصاره.