محادثات لكيري في القاهرة حول غزة و بان كي مون يدعو طرفا القتال الى "البدء بالتحاور"

حث الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء اسرائيل والفلسطينيين على وقف القتال الدائر في قطاع غزة والتفاوض.

ووصف بان كي مون عند وصوله تل ابيب اطلاق حركة حماس في غزة للصواريخ على اسرائيل "بالصادم" مؤكدا بانه يتوجب ان "يتوقف على الفور".

واضاف "رسالتي هي ذاتها للاسرائيليين والفلسطينيين: اوقفوا القتال وابدأوا بالتحاور لمعالجة جذور الصراع حتى لا نكون في ذات الموقف بعد ستة اشهر او عام".

واكد الامين العام انه راى صورا واشرطة فيديو تظهر اطلاق صواريخ فلسطينية على اسرائيل ووصفه "بالصادم" مؤكدا بان لكافة الدول "التزاما دوليا بحماية" مواطنيها.

وبحسب بان فان "موقف الامم المتحدة واضح: نحن ندين بشدة اطلاق الصواريخ. يجب ان تتوقف على الفور".

ولكنه اكد في ذات الوقت ان على اسرائيل ممارسة "اقصى درجات ضبط النفس" بينما قتل اكثر من 600 فلسطيني في قطاع غزة في اطار العملية العسكرية الاسرائيلية التي دخلت يومها الخامس عشر على التوالي، اغلبهم من النساء والاطفال.

كما وحث الدولة العبرية على معالجة معمقة لجذور الصراع موضحا "يجب علينا معالجة القضايا الاساسية بما في ذلك الاعتراف المتبادل والاحتلال واليأس والتجريد من الكرامة حتى لا يشعر الناس بانهم مضطرون للجوء الى العنف كطريقة للتعبير عن استيائهم".

بينما اعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان على العالم ان يحمل حركة حماس مسؤولية بدء دوامة العنف لرفضها مبادرة التهدئة المصرية الاسبوع الماضي.

وقال نتانياهو "يجب ان يأخذ المجتمع الدولي موقفا واضحا وان يحمل حماس مسؤولية رفضها المتواصل لاقتراحات التهدئة ولبدء وتطويل هذا الصراع".

واعتبر نتانياهو ان حماس ليست مذنبة بمهاجمة المواطنين الاسرائيليين فحسب بل ايضا "باستغلال المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية وتعريضهم للاذى بشكل متعمد".

واضاف "هم يرتكبون جريمة حرب مزدوجة: استهداف مدنيينا والاختباء وراء مدنييهم" مشيرا بان سكان غزة "ضحايا لنظام حماس الوحشي الذي يحتجزهم كرهائن ويقوم بالاختباء وراءهم".

واكدت حركة حماس انها رفضت مبادرة التهدئة المصرية الاسبوع الماضي لانه تم استثناؤها من المحادثات مؤكدة بانها لم تتلق اي مقترح رسمي.

وكان غادر بان كي مون قبيل ظهر الثلاثاء العاصمة المصرية متوجها الى تل ابيب بعد لقاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي.

هذا، دعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري الثلاثاء حركة حماس الى قبول وقف اطلاق النار والتعامل مع المبادرة المصرية على انها "اطار" لوقف الحرب في غزة التي اوقعت قرابة 600 قتيل فلسطيني.

وكان كيري يتحدث عقب لقاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي طرحت بلاده الاسبوع الماضي مبادرة لوقف اطلاق النار قبلتها اسرائيل ورفضتها حماس.

واعرب كيري مجددا عن دعمه للمبادرة التي اعتبرها "اطارا" لانهاء المواجهات المستمرة منذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية في الثامن من تموز الجاري.

وتصر حماس، التي كانت وراء نشوب النزاع باطلاقها صواريخ على اسرائيل، ان يتم رفع الحصار الذي تفرضه الدولة العبرية على قطاع غزة قبل ان توافق على التهدئة.

وقال كيري في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري سامح شكري عقب الاجتماع مع السيسي "ورغم انه لايزال امامنا عمل يتعين القيام به الا انه من الواضح لكل طرف ان هناك اطارا متاحا لانهاء العنف والاطار هو المبادرة المصرية".

وتوسطت مصر التي تشترك في الحدود مع قطاع غزة واسرائيل في نزاعات مماثلة من قبل للتوصل الى اتفاقيات تهدئة ولكن لم يعد لها تأثير كبير على حماس بعد عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي العام الماضي وحظر حماس مطلع العام الجاري.

وتتهم الحكومة المصرية حماس بانها حليف لجماعة الاخوان المسلمين التي اطاحها السيسي العام الماضي من السلطة.

وحمل كيرى مجددا حماس مسؤولية نشوب النزاع الاخير.

وقال في المؤتمر الصحفي "منذ اسبوعين نرى حماس تطلق صاروخا تلو الاخر على احياء اسرائيلية وردت اسرائيل كما يحق لاي دولة تدافع عن نفسها ان تفعل عندما تتعرض لهجوم".

وتابع كيري انه يتعين على حماس اتخاذ قرار بشأن "خيار جوهري سيكون له تأثير عميق على الشعب الفلسطيني".

وقالت وزيرة العدل الاسرائيلية تسيبي ليفني الثلاثاء ان حكومة اسرائيل لن توافق على مطالب حماس "التي لا يمكن قبولها" وستنهي عملياتها في غزة عندما تدمر الانفاق التي يستخدمها متسللو حماس للقيام بهجمات في اسرائيل.

وقالت ليفني لموقع واينت نيوز الاسرائيلي "اولا لن يحدث (وقف اطلاق النار) قبل ان ننهي فعليا (تدمير) الانفاق وهو الهدف الاستراتيجي" للعملية الاسرائيلية.

ونفى وزير الخارجية المصري الاثنين عزم بلادة تعديل مبادرتها لوقف اطلاق النار.

الا ان مسؤولين اميركيين قالوا انهم يبحثون كذلك امكانية ادخال بعض التغييرات على المبادرة المصرية لتشجيع حماس على قبولها خصوصا ان الحركة تشكو من عدم التزام اسرائيل بالاتفاقيات السابقة.

وصرح مسؤول اميركي يرافق كيري في جولته انه "لو امكن ان نحصل من الجانبين على موافقة على وقف اطلاق النار فورا بحيث يكون ذلك نسبيا من دون شروط" فاننا سنمسك بهذا في الحال. 

غير انه اضاف ان "الامر سيتطلب مناقشات مع الطرفين على الارض قبل ان نعرف فعليا ماذا سيكون شكل وقف اطلاق النار".

واكد مسؤول اميركي ان كيري التقى صباح الثلاثاء في القاهرة مع رئيس المخابرات في السلطة الفلسطينية ماجد فرج.

كما التقى كيري الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الذي قال  للصحافيين ان بان كي مون "يعمل الان من اجل التوصل الى هدنة انسانية طويلة من اجل اخلاء الجرحى من قطاع غزة"، مضيفا ان "الهدنة الانسانية لن تكون اربع او خمس ساعات وانما ستكون اكثر من ذلك". 

وتابع "قد نرى شيئا قريبا" مشيرا الى ان مسألة فتح المعابر بين غزة واسرائيل "امر مهم يتم بحثه حاليا على مستويات مختلفة".