بطاركة الشرق يدعون لحماية دولية للمسيحيين ويعلنون أن فكرة إنشاء "إقليم" لهم "باتت مقبولة"

طالب بطاركة الشرق من أربيل الأربعاء بتأمين حماية دولية فعلية للمسيحيين من دون أن يستبعدوا أي خيار آخر كالدفاع عن نفسه، في حين برزت أصوات بين البطاركة لا تمانع إنشاء إقليم للمسيحيين إسوة بالإقليم الكردستاني.

وقال البطريرك الماروني بشارو الراعي بعد زيارة للإقليم مع وفد من البطاركة "ما يعنينا (هو) كيف نؤمن بقاء إخواننا وكيف يتم تأمين الحماية لهم وهم اليوم بحاجة إلى حماية دولية كإثنيات ثقافية ودينية".

وفر المسيحيون في الموصل، ثاني اكبر مدن العراق، من هذه المدينة التي يتواجدون فيها منذ قرون، في بداية حزيران عندما وقعت في ايدي جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية.ومسيحيو العراق الذين كان عددهم 1.5 مليون نسمة قبل حرب الخليج، لم يعودوا يعدون اليوم سوى 400 الف.

وأضاف الراعي صراحة "نحن بحاجة للأسرة الدولية أن تحمي المسيحيين للعيش في حياة طبيعية".

هذا وأوضح الراعي ردا على سؤال عن دعوته تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى الحوار قائلا "كلامي عن الحوار مع داعش كانت ملامة كبيرة لها وقلت لهم لم يبق إلا أنكم إنسان لأنكم قتلتم الإسلام والحضارة والإنسانية".

وتوجه للمسيحيين قائلا "نقول لكم جرحكم جرحنا ومصابكم مصابنا ونقول لكم لا تفكروا بالهجرة وأنتم لستم في محطة لأنكم هنا منذ 2000 عام".

وكشف أنه "كان لدينا تأكيدات مريحة من رئيس الإقليم (مسعود برزاني) ونشكرهم لأنهم فتحوا الأبواب لشعبنا وأعطوه الطمأنينة".

وأفادت قناة الـ"LBCI" أن برزاني قال للوفد "متمسك بالمسيحيين في كردستان ونعيش ونموت سويا والحركات الاصولية لا تميز بين الاديان".

من جهته رأى بطريرك الكلدان في العراق مار لويس روفائيل الأول ساكو أن "الدفاع عن النفس حق مقدس أي الناس تحمي نفسها بنفسها أما تشكيل أفواج أو ميليشيات خاصة فهذا خراب للعراق والقوات الرسمية هي من يجب أن تفرض الحماية".

وردا على سؤال قال ساكو "دستوريا يمكن إنشاء أقاليم في العراق وهذا الأمر أصبح مقبولا لدى الكنيسة ولكن بالحوار وليس بالقتال".

أما بطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكية يوسف الثالث يونان فقال "نحن اليوم نشترك مع جميع من يدافعون عن حقوق الإنسان وسنرفع الصوت أمام كل المراجع الدولية ولا سيما الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بأن هذه الجماعات لم تزداد إلا بدعم منهم واليوم هم يتراجعون ويلفلفون القضية".

وأضاف يونان "علينا أن نصرخ عاليا بإعطاء الحق الإنساني لأولادنا بالعيش بكرامة".

بدوره شرح بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية اغناطيوس افرام أن "المأساة التي رأيناها لا يمكن أن نتحملها وأولادنا لا مكان لهم للنوم فيه والدموع كانت في عيوننا جميعا".

ولم يخف افرام أنه "يجب ان تتأمن حماية للمسيحيين كي يبقوا في أرضهم"، سائلا "ما المانع من أن يحتذى بالمثل الكردي وتأمين حماية دولية للمنطقة (المسيحية) وأيضا ما المانع أيضا من دفاع أبنائنا عن نفسهم؟".

أما بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام فأكد وجوب "أن نعمل كمسيحيين على شهادتنا ولا يجب أن نخاف على حضورنا بقدر ما نخاف على شهادتنا".

وأضاف "نريد أن نبقى معا لأجل بناء عالم أفضل ونقول لأبنائنا في العراق أنتم على درب الجلجلة ولكن نقول يا عراق لك قيامة جديدة".

وكان قد رفض الراعي خلال زيارته مع البطاركة النازحين العراقيين الى اربيل محافظة إقليم كردستان، في دار مطرانية الكلدان "أن تفتك "منظمات إرهابية بشعب آمن"، داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك ومطالبا المسيحيين بالبقاء في العراق وفي كل العالم العربي.

وأضاف "نحن بحاجة لأن نبقى هنا في هذه البلدان، لأن هذا العالم بحاجة الى نور الإنجيل الذي هو لكل الناس".

كما رأى أنه "على الأسرة الدولية واجب التحرك، لأنه لا يجوز أن يكون هناك تنظيمات إرهابية مثل داعش وغيرها تهجر الناس من بيوتهم وتنتهك حرمتهم، ونطالب بأن يعود النازحون الى أراضيهم بكرامة ولا نقبل أقل من ذلك".

وتوجه للمجتمع الدولي قائلا "لا يمكن أن نقبل في أن يستمر هذا الظلم ولا يجوز لتنظيمات إرهابية أن تفتك بشعب آمن، وكأننا عدنا الى ما قبل العصر الحجري" داعيا إلى "وضع حد للظلم وأن يعيدوا أهلنا جميعهم الى مدنهم وقراهم وممتلكاتهم (..) لأننا لسنا بطارئين على هذا البلد بل نحن هنا منذ 2000 سنة".

وقبيل مغادرة الوفد قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من المطار ان الزيارة هي من اجل القيام "بمبادرة تطبيقية للبيان الذي صدر عن مجلس البطاركة".

ولفت الى ان "اول بند اساسي في هذا البيان كان تأكيد تضامننا مع المسيحيين الذين خرجوا من بيوتهم على يد تنظيم داعش ومنظمات ارهابية اخرى من الموصل ونينوي وهذه الزيارة تأتي لتاكيد تضامننا معهم".

وقد وضع الرئيس السابق لجمعية الصناعيين جاك صراف طائرته الخاصة بتصرف البطاركة.

م.س./ج.ش