حركة الشباب "جريحة" ولكنها لا تزال خطيرة بعد مقتل زعيمها
Read this story in Englishنجحت الضربة الاميركية هذا الاسبوع في تصفية زعيم حركة الشباب الاسلامية الصومالية احمد عبدي "غودان"، احد كبار الارهابيين المطلوبين في العالم، غير ان بعض المحللين يحذرون من ان الحركة لا تزال تشكل خطرا ولا يمكن توقع ما ستفعله.
وكان غودان الذي اعلنت الولايات المتحدة مقتله في غارة جوية مطلع هذا الاسبوع، زعيما لا يعرف الرحمة لحركة الشباب الصومالية المتفرعة من تنظيم القاعدة.
ولانه قام بتصفية خصومه، لا يوجد شخص اخر واضح يمكن ان يخلفه الان. الا ان حركة الشباب استطاعت الاستمرار رغم مقتل زعيم الحركة الذي خلفه غودان في غارة صاروخية اميركية في 2008.
وراى سيدريك بارنز من مجموعة الازمات الدولية ان "القضاء على غودان سيضعف حركة الشباب بشكل كبير على الاقل على المدى القصير".
الا ان مقتله يمكن ان يكون مهما في التوجه الذي ستنتهجه الحركة: اذ يمكن ان تعود للتركيز على الصومال وتغرق في الخصومات القبلية المعقدة، أو ان تسعى الى استكمال نهج غودان في توسيع اجندتها "الجهادية" عبر شن هجمات في انحاء المنطقة.
وقال ويل ماكانتس مدير مشروع بروكنغز حول العلاقات الاميركية مع العالم الاسلامي، ان مقتل غودان "مهم للغاية" واصفا اياه بانه "القاتل الذي لا يرحم" الذي دمج حركة الشباب مع القاعدة.
وقاد غودان المتطرفين "بمزيج مرعب من الوحشية المنفلتة والكاريزما القوية"، بحسب عبدي اينتي الذي يرأس مؤسسة هيريتج التي مقرها في مقديشو.
ومع هدير الطائرات بدون طيار في سماء جنوب الصومال بدون انقطاع، لا بد ان غودان كان على يقين انه سيقتل، ولكن من غير المؤكد انه رشح شخصا لخلافته.
واضاف اينتي "المفارقة ان غودان قتل الشخص الذي كان الاكثر ترجيحا لخلافته وذلك بسبب خلاف داخلي العام الماضي".
واضاف "مع غياب غودان زعيما للحركة .. من الصعب تصور ان تبقى حركة الشباب كيانا متماسكا. فهو لم يقم بمحاولات واضحة لتحضير خليفة له".
ولم يصدر تصريح من حركة الشباب عن الخلف المحتمل لغودان، ولم تؤكد حتى مقتله. الا ان محللين ومصادر استخباراتية يقولون ان من بين الخلفاء المرشحين له رجل يعتقد انه نائبه الاسمي مهاد ديريي، ورئيس جناح الامن الداخلي في الحركة مهاد محمد علي المعروف باسم كراتيه.
ومن المرشحين الاخرين شخص يعرف باسم عكرمة يعتقد انه لعب دورا مهما في التخطيط لهجوم الشباب على مركز وست غيت للتسوق في كينيا في ايلول/سبتمبر الماضي.
وثمة شخص رابع يعرف باسم مختار روبو هو اسلامي متنفذ اخر ولا يزال يحظى بنفوذ كبير، الا انه يعتقد انه انشق عن جناح غودان.
كما لم يتضح بعد من قتل في الغارة الجوية الاميركية التي يعتقد ان ستة او سبعة اشخاص من حركة الشباب قتلوا فيها.
وقال ليكنت واتس الزميل في معهد سياسة الامن القومي في جامعة جورج واشنطن، ان الحركة قد تنقسم.
وراى ان العفو الحكومي قد يغري اعضاء الحركة الذين غالبا ما ينضمون اليها لاسباب اقتصادية، وليس بدافع ايديولوجي، ولكن المقاتلين الاشداء الذين من بينهم مقاتلون اجانب، قد يكثفون الهجمات ليثبتوا ان الحركة لا تزال قوية.
واضاف واتس "اعتقد ان العديد من الزعماء الذين كانوا يتبعون لغودان لديهم خططهم الخاصة .. واعتقد ان الاكثر تشددا من بينهم سينشقون وسيشكلون عنصرا عنيفا بشكل خاص في حركة الشباب".
وطبقا لتقديرات المصادر الاستخباراتية والمحللين، فمن المعتقد ان عدد اعضاء حركة الشباب يراوح ما بين 5 و9 الاف عنصر، ولكن من غير الواضح كم منهم يشكلون المتشددين من الحركة، وكم منهم يرتبطون بزعماء حرب ينتمون الى الحركة اسميا.
واعلنت حركة الشباب مسؤوليتها في ايلول 2013 عن مذبحة مركز وست غيت التجاري في العاصمة الكينية والتي قتل فيها 67 شخصا بعد اربعة ايام من الحصار.
وذكر مصدر امني غربي انه رغم ان مقتل غودان يعتبر "خطوة الى الامام" في الحرب على حركة الشباب، الا انه "يفتح كذلك الباب واسعا امام ما ستفعله الحركة تاليا".
ويتوقع ان يتراجع مسلحو الحركة في وجه هجمات قوة الاتحاد الافريقي في الصومال، الا ان الهجمات في اماكن اخرى قد تكون اكثر دموية.
وفي وجه الحملة العسكرية المتجددة التي تشنها قوة الاتحاد الافريقي البالغ تعدادها 22 الف عسكري، لا يتوقع العديدون ان تستولي الحركة على اي بلدات كبرى جديدة.
الا انه ومع بقاء مناطق شاسعة من المدن تحت سيطرة الشباب، يخشى كثر ان تستغل الحركة المناطق التي تفتقر الى القانون للتخطيط لشن هجمات واسعة في ارجاء المنطقة.
وقال واتس "مع مقتل غودان، فان حركة الشباب قد تنتقم او تنتقل الى منطقة اخرى او الامران معا".
واضاف "اعتقد ان الحركة اما ستشيع الفوضى بتسريع عملياتها الحالية، واما ستنتقل الى ميدان قتال جديد اذا اعتقدت ان ملجأها الامن في الصومال بات مهددا".
واعتبر واتس ان السؤال الرئيسي هو "هل سيؤدي زعيم الشباب الجديد يمين الولاء ل(ايمن) الظواهري وقادة القاعدة، ولابوبكر البغدادي وتنظيم الدولة الاسلامية، ام انه سينقل الشباب الى نهج مستقل؟".