جنبلاط يرفض "العصفورية السياسية": حزب الله اعلن "نصف اعتراف" بالمحكمة

دعا رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط الى عدم المغامرة بقطع الالتزامات في ما يتعلق بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان ومنع تمويلها, معتبراً أن "حزب الله" اعلن "نصف اعتراف" بالمحكمة علما من خلال ما سبق ان قدمه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله للقضاء اللبناني من ادلة وقرائن قيمة.

وأضاف جنبلاط في حديث لصحيفة "السفير": "حزب الله" يستطيع ان يدافع عن نفسه كما يشاء والمسألة لن تنتهي بين اليوم وغداً بل قد تحتاج الى سنوات.

وأعرب عن خشيته من أن تتكرّر حفلة المزايدات عند كل مفترق حكومي، كما حصل مع خطة الكهرباء، في حين يوشك "الطباخون" على وضع التعيينات الادارية على نار حامية، لكن الخوف ان يحوّلها المزايدون الى طبخة بحص.

ورفض جنبلاط ان يكون جزءًا مما بات يسمى "العصفورية السياسية" التي يشهدها البلد بين حين وآخر خاصة بعد ما رافق خطة الكهرباء من "الصراخ الفاضي" الذي كاد يوقع "حزب الله" في فخ الخلفيات الوهمية، وان هناك من قدم موقف جنبلاط من خطة الكهرباء وملاحظاته حولها على غير حقيقتها التقنية والادارية.

الى ذلك, شدّد جنبلاط الى ضرورة تجاوز امتحان النقاش في خطة الكهرباء في مجلس النواب و"أن يأخذ العمل الحكومي مداه في شتى المجالات، سواء في مقاربة التعيينات او كل ما يتصل بالشأن الاقتصادي والحياتي والمعيشي وتعديل الرواتب واعادة النظر في السياسة الضريبية، وخاصة ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يقوم بعمل جيد وبإدارة حكومية جيدة، لكن الاهم من كل شيء هو وقف سياسة الابتزاز التي تضع العصي في الدواليب".

أما في ما يخصّ الاشتباك السياسي بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وتيار "المستقبل", فيقول جنبلاط "لقد قرأت في الصحف ما يحصل، ولا اريد ان ادخل في تفاصيله، وفي كل الاحوال لو كنت مكان الرئيس بري لما كنت رددت".

وبالنسبة الى الوضع في سوريا، خالف جنبلاط من يقول بوجود مؤامرة اميركية او غربية، اذ انه رأى ان هناك حالة شعبية تتحرك ولها مطالبها الاصلاحية التي ينبغي ان يستجاب لها والشروع في الاصلاحات.

واعتبر جنبلاط ان الوضع السوري معقد، مشيرا الى ان ثمة فرصة كانت متاحة من خلال مبادرة الجامعة العربية, التي رفضتها القيادة السورية, قائلاً: "أنا قرأت نقاط تلك المبادرة، واعتقد انها نقاط جيدة".

وعن الاحداث في ليبيا قال: "لست اعرف ماذا فعل معمر القذافي بكل اموال الدولة، سوى انه اشترى السلاح وانكشفت مؤخرا فضائح عائلته، ونفذ ما سماه النهر الصناعي العظيم وصرف مبالغ هائلة على فراغ، كان في الامكان توفيره لو نفذ محطة تحلية مياه" داعياً الى وقف الدعم الذي يتلقاه القذافي من بعض الدول الافريقية التي ما زالت تقدم له المساعدة".