تقارب بين الروس والاوكرانيين في ميلانو من دون التوصل الى اتفاق

Read this story in English W460

سمحت الاجتماعات المتعددة للقادة الروس والاوكرانين والاوروبيين في ميلانو الجمعة باحراز تقدم خصوصا في ملف تسليم الغاز الى كييف رغم ان النزاع الدائر في شرق هذا البلد لا يزال بعيدا عن الحل.

ولم يتم التوصل الى اتفاق بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الاوكراني بترو بوروشنكو حول الغاز لكن تم الاعلان عن احراز بعض التقدم بهذا الخصوص.

وقال بوروشنكو في ختام لقاء ثالث مع نظيره الروسي في اقل من 12 ساعة وهو الاول على صعيد ثنائي بين الرجلين  منذ اب الماضي "بامكاني القول اننا حققنا بعض التقدم لكن لا يزال يتعين البحث في بعض التفاصيل".

واقر بحصول تقدم لكن بدون نتائج ملموسة بشان الخلاف حول الغاز الذي يثير توترا ليس بين كييف وموسكو فقط انما بين روسيا والاوروبيين. وعبر عن الامل في التوصل الى اتفاق الثلاثاء المقبل خلال اجتماع في بروكسل بين الاوروبيين والروس والاوكرانيين.

من جهته، دعا بوتين الاوروبيين قبل الاجتماع الثالث الى تقديم "دعم" مالي لاوكرانيا لتتمكن روسيا من استئناف تزويدها بالغاز بعد تعليق هذه العملية في حزيران بسبب عجز كييف عن تسديد ثمنه.

وقال بوتين اثر اجتماعه الثنائي مع بوروشنكو "على شركائنا الاوروبيين والمفوضية الاوروبية (...) ان يدعموا اوكرانيا ويساعدوها في معالجة مشكلة" الدين الاوكراني لروسيا.

وقد اشار الرئيس الاوكراني الى تحقيق بعض التقدم بعد الاجتماع مع بوتين مصحوبا بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل.

وبعد هذا اللقاء، بدا هولاند متفائلا بشكل مطلق مؤكدا ان الاتفاق حول الغاز "بات في متناول اليد وهو مهم جدا للاوكرانيين ومطمئن جدا للروس الذين يريدون تلقي اموالهم".

وكان بوتين هدد الخميس من بلغراد بقطع الغاز الشتاء الحالي اذا لم يتم التوصل الى اتفاق بسرعة. وبالتالي يمكن ان يشكل ذلك ارتياحا له ازاء المحادثات التي وصفها بانها "جيدة" رغم عدم تحقيق اي اختراق في النزاع الاوكراني.

كما ان الاوروبيين اعربوا بمجملهم عن تفاؤلهم بعد الاجتماعات في ميلانو على هامش قمة تجمع بين اوروبا واسيا.

وكانت قمة مصغرة صباحا جمعت بوتين وبوروشنكو وميركل وهولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ورئيس الحكومة الايطالية ماتيو رينزي وقادة الاتحاد الاوروبي هرمان فان رومبوي وجوزيه مانويل باروزو.

واعترف الرئيس الفرنسي انه لم "يكن هناك حديث مهم" لكنه صرح  بعد الظهر خلال لقاء جمعه مع بوروشنكو وبوتين وميركل "لقد حققنا مزيدا من التقدم".

واشار الى اتفاق لتسريع تبادل الاسرى بين الجيش الاوكراني والمتمردين المقربين من روسيا مؤكدا وجود رغبة مشتركة في احترام وقف النار الذي وقعه الطرفان في الخامس من ايلول في شرق اوكرانيا.

من جهتها، اقرت ميركل بان القمة الصباحية المصغرة لم تسفر عن "اختراق" في المفاوضات. لكنها اضافت "هناك تقارب حيال بعض التفاصيل" في اشارة الى المراقبة بواسطة طائرات من دون طيار.

وقد اكد الرئيس الروسي ان روسيا وفرنسا وايطاليا والمانيا توافقت على استخدام طائرات من دون طيار لمراقبة وقف اطلاق النار في شرق اوكرانيا، وخصوصا عند الحدود الروسية الاوكرانية.

وقال "توافقنا على استخدام طائرات من دون طيار، وهي تقنية حديثة تسمح بتحديد المناطق التي تشهد ضربات"، مضيفا ان "ايطاليا وفرنسا والمانيا اعربت عن نيتها العمل معا على هذا المشروع، كما ان روسيا ايضا ستشارك فيه".

بدوره، قال كاميرون ان القمة المصغرة كانت "ايجابية" مؤكدا اهمية حديث بوتين عن رفضه "نزاعا دائما" و"اوكرانيا مقسمة" لكنه دعاه الى اقران اقواله بالافعال.

واقر جميع المشاركين في قمة ميلانو بضرورة التمسك بالاتفاق الموقع في مينسك والذي ينص على وقف للنار، لكن تطبيق ذلك يواجه مشاكل.

وقال بوروشنكو للصحافيين مساء الجمعة ملخصا الاوضاع "لسوء الحظ، كل هذا هو مما اتفقنا عليه" الشهر الماضي في مينسك و"المشكلة الرئيسية تكمن في تطبيق" الاتفاق.

التعليقات 0