أنصار بيت المقدس تسعى لتجنيد جهاديين جدد باعلانها مبايعة الدولة الاسلامية
Read this story in Englishباعلان مبايعتها لتنظيم الدولة الاسلامية، تسعى جماعة انصار بيت المقدس، اخطر تنظيم اسلامي مسلح في مصر، الى تجنيد المزيد من المقاتلين، بحسب ما يعتقد الخبراء.
واعلنت هذه الجماعة مبايعتها لتنظيم الدولة الاسلامية المتطرف، في بيان صوتي بثته الاثنين من خلالها حسابها في موقع تويتر.
جماعة انصار بيت المقدس، التي تتخذ من شمال شبه جزيرة سيناء معقلا لها، تبنت الكثير من الهجمات الدامية التي خلفت مئات القتلى من رجال الجيش والشرطة منذ اطاحة الجيش الرئيس الاسلامي محمد مرسي في تموز 2013.
ولكن خلال الاسابيع الاخيرة لا يمر يوم من دون ان يعلن الجيش المصري قتل وتوقيف عشرات من الجهاديين في سيناء وهي معلومات لا يمكن التحقق منها من مصادر مستقلة لكن الخبراء يؤكدون ان جماعة انصار بيت المقدس تتكبد خسائر كبيرة.
ويقول هشام هيللر الباحث في دراسات الامن الدولي في رويال يونايتد انستيتيوت (مركز بحثي) في لندن ان تنظيم "انصار بيت المقدس يبدو وكانه يسعى لاكساب نفسه وضعا دوليا وذلك بالطبع ردا على زيادة الضغوط على الارض من قوات الامن المصرية".
ويضيف "من غير المرجح ان يكون تنظيم الدولة الاسلامية قادرا على تقديم شئ" للجهاديين في مصر، باستثناء تحفيز "بعض الافراد" على الانضمام اليهم.
وترى ايمان رجب خبيرة الامن الاقليمي في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ان اعلان الجماعة المصرية مبايعة تنظيم الدولة الاسلامية يمكن قراءته في اطار "معاناة بيت المقدس من ضعف واستنزاف موارده وحصاره من قبل القوات المصرية في سيناء مؤخرا".
لذا فهي ترى ان "اعلان المبايعة هو مناورة لاستغلال اسم تنظيم داعش للحصول على تعاطف من الشباب الذي يمكن تجنيده من الجماعات (الاسلامية) او الحصول على دعم لوجيتسي من تنظيم داعش نفسه".
وياتي الاعلان عن هذه المبايعة بعد قرابة ثلاثة اسابيع من مقتل 30 جنديا مصرياعلى الاقل في 24 تشرين الاول في هجوم انتحاري استهدف نقطة تمركز للجيش في شمال سيناء وهو الهجوم الاكثر دموية منذ اطاحة مرسي.
واعقب هذا الهجوم حملة عسكرية كبيرة للجيش المصري في شمال سيناء شملت الدفع بتعزيزات من القوات الخاصة في الجيش والشرطة.
ويعتقد اسماعيل الاسكندراني الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الجهادية وسيناء في مبادرة الاصلاح العربي ومقرها باريس ان المبايعة ربما تعد "وقفة تعبوية" للجماعة الجهادية "تستهدف جذب المؤيدين والمتعاطفين مع تنظيم داعش خصوصا ان بيت المقدس فقد قوة بشرية كبيرة جدا في عملياته المختلفة اخيرا".
ويقول خبير في شؤون الارهاب في الشرق الاوسط طلب عدم ذكر اسمه ان "بساطة رسالة تنظيم الدولة الاسلامية هي الفائدة الاساسية التي يمكن ان تعود على انصار بيت المقدس، فهذه الرسالة تصل اسهل من رسالة القاعدة ويمكنها ان تجتذب البسطاء الذين يتسمون بفهم محدود للدين اذ تقول لهم +اقتلوا الكفار المسؤولين عن كل مشاكل المسلمين، اقتلوا الاميركيين والشيعة .. وغير ذلك+".
ويضيف الخبير ان تنظيم الدولة الاسلامية لديه "جاذبية اكبر من القاعدة في العالم" وربما يدفع ذلك "اشخاصا يشعرون بالضياع" خصوصا بعد القمع العنيف للاسلاميين الى الانضمام الى تنظيم الدولة الاسلامية من دون مغادرة بلادهم من خلال الانضمام الى فرعها في مصر الذي بات الان انصار بيت المقدس.
ويعتقد الاسكندراني كذلك انه باعلان مبايعته لتنظيم الدولة الاسلامية يوفر تنظيم انصار بيت المقدس "ملاذا للشباب من الاسلاميين الجهاديين وهو الانضمام للخلافة الاسلامية في مصر بدلا من التوجه للعراق او سوريا للانضمام لها".
وفي بيانه الاثنين، وجه تنظيم انصار بيت المقدس حديثة للمسلمين قائلا: "لا خلاص لكم من هذا الذل الا ان تجاهدوا في سبيل الله وتقاتلوا اعداء الله فلن تنفعكم السلمية المخزية ولا الديمقراطية الكفرية وقد رايتم كيف اودت باصحابها".
ويؤكد الاسكندارني ان "التخوف الحقيقي هو استهداف فئات معينة من المدنيين الموصومين بمساعدة الجيش او تاييد قمع المسيحيين او مهاجمة سفارات بعض الدول الاجنبية المشاركة في التحالف الدولي ضد داعش او سائحين تابعين لها".
وفي هذا الصدد يقول اسندر العمراني مدير ادارة شمال افريقيا في مجموعة الازمات الدولية انه "حتى الان، امتنع انصار بيت المقدس (عن استهداف مدنيين) لكن يرجح اكثر الان ان يستهدف هذا التنظيم اهدافا مدنية واجنبية".
ويعتبر مدير الابحاث في معهد العلاقات الدولية الاستراتيجية في باريس نديم البيطار ان هذه المبايعة "تجعل التهديد الذي يمثله داعش اكثر حضورا بما ان هذا التنظيم يحظى حاليا بقاعدة صلبة على الارض في سوريا والعراق وكذلك بفروع دولية ما يؤدي الى زيادة قوته الضاربة المحتملة ضد اهداف في الشرق الاوسط او في العالم".
ويضيف البيطار "هناك تاثير كرة الثلج وطالما لم يتم وقف الزخم الذي يتمتع به داعش سيظل الكثيرون راغبين في السير في نفس الاتجاه".