كيري يعلن من عمان "التوافق على خطوات لتخفيف التوتر بين الفلسطينيين واسرائيل
Read this story in Englishأعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري في عمان مساء الخميس التوافق على اتخاذ خطوات من شأنها تخفيف التوتر بين الفلسطينيين واسرائيل.
وقال بعد اجتماع ثلاثي ضمه مع الملك عبد الله الثاني ورئيس وزراء اسرائيل بينامين نتانياهو ان "التزامات مؤكدة" تم قطعها للحفاظ على الوضع الراهن في الحرم القدسي.
واضاف ان الاردن واسرائيل وافقا ايضا على اتخاذ خطوات "لنزع فتيل التصعيد" في القدس و"اعادة الثقة".
بدأ في عمان مساء الخميس الاجتماع الثلاثي بين العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ووزير الخارجية الاميركي جون كيري ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لبحث السبل الكفيلة بتهدئة الاوضاع في القدس واحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
واجرى كيري الخميس في عمان مباحثات منفصلة مع الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس بهدف تهدئة الاوضاع المتوترة التي تشهدها الاراضي المحتلة لا سيما في المسجد الاقصى في القدس الشرقية.
ودعا الملك عبد الله خلال لقائه كيري الولايات المتحدة الى "تهيئة الظروف المناسبة لإعادة إطلاق مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين استنادا إلى حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وصولا إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية التي لا تزال تشكل جوهر الصراع في المنطقة". واكد بيان للديوان الملكي ان العاهل الاردني اكد لكيري ان بلاده "مستمرة بالتنسيق والتشاور مع مختلف الأطراف ذات العلاقة في مساعيه لإحياء مفاوضات السلام التي تعالج جميع قضايا الوضع النهائي".
واوضح ان هذا "يتطلب توجها إسرائيليا فعليا وحقيقيا يصب في هذا الاتجاه يتمثل بوقف إجراءاتها الأحادية واعتداءاتها المتكررة على المقدسات في مدينة القدس وخصوصا تلك التي تستهدف الحرم القدسي والمسجد الأقصى وهو الأمر الذي يرفضه الأردن بالكامل انطلاقا من الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات".
وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الاردن في 1994 باشراف المملكة الأردنية على المقدسات الاسلامية في مدينة القدس.
وجدد الملك تأكيده على انه "لا بديل عن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كسبيل أمثل ووحيد نحو تحقيق السلام المنشود".
من جانبه، وضع كيري ملك الاردن في "صورة جهود الولايات المتحدة وتحركاتها المتصلة بتحقيق السلام في المنطقة، إضافة إلى جهودها ضمن التحالف الدولي لمحاربة التنظيمات الإرهابية المتطرفة".
وأعرب كيري عن "تقديره لدور الأردن المهم في دعم مساعي تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وجهوده الفاعلة في التصدي للفكر الإرهابي ومحاصرة التطرف".
وقبل هذا اللقاء، اجرى كيري مباحثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر اقامة عباس في عمان.
ولم يصدر أي بيان عن الجانبين عما دار خلال الاجتماع.
واعلن المتحدث باسم عباس في وقت سابق ان الرئيس الفلسطيني سيطلع كيري على مخاوف الفلسطينيين المتزايدة حول الاعمال الاسرائيلية خصوصا في القدس.
وصرح نبيل ابو ردينة لوكالة فرانس برس ان "الموقف الفلسطيني سيكون واضحا وضوح الشمس بان التجاوزات الاسرائيلية خط احمر (...) خاصة التصعيد الاسرائيلي في الاقصى وفي القدس".
وقد حذر الملك عبد الله الثاني خلال لقائه عباس الاربعاء من ان "تكرار الاعتداءات الاسرائيلية" في القدس "أمر مرفوض جملة وتفصيلا"، حسب الديوان الملكي.
واندلعت مواجهات في القدس الشرقية الخميس بين الشرطة ومتظاهرين فلسطينيين في حي العيسوية، حسبما افاد مراسل لوكالة فرانس برس.
وحاول مئة شخص تقريبا من سكان الحي بينهم تلاميذ اعتراض الطريق الرئيسية احتجاجا على قيام الشرطة باغلاق عدد من مداخل الحي بكتل اسمنتية. واستخدمت الشرطة الاسرائيلية الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المطاط لتفريق المتظاهرين.
وتفاقم التصعيد المستمر منذ اشهر في الايام الاخيرة وامتد من القدس الشرقية المحتلة الى الضفة الغربية وبلدات عربية اسرائيلية واثار مخاوف من اندلاع انتفاضة جديدة.
وياتي اللقاء بين عباس وكيري غداة اعلان بلدية القدس موافقتها على خطط لبناء 200 وحدة سكنية استيطانية جديدة في حي رموت في القدس الشرقية المحتلة، ما اثار استنكار واشنطن.
ويعود التوتر في القدس الى حد كبير الى زيادة الاستيطان في المدينة وتخوف الفلسطينيين من ان تقوم اسرائيل بتغيير الوضع القائم في المسجد الاقصى او السماح لليهود بالصلاة فيه.
وتسمح السلطات الاسرائيلية لليهود بزيارة باحة الاقصى في اوقات محددة وتحت رقابة صارمة، لكن لا يحق لهم الصلاة فيها.
ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الاسرائيلية بدخول السياح الاجانب لزيارة الاقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، لمحاولة الدخول الى المسجد لممارسة شعائر دينية والمجاهرة بانهم ينوون بناء الهيكل مكانه.
وليل الثلاثاء الاربعاء احرق مستوطنون مسجد قرية المغير شمال شرق رام الله في الضفة الغربية.