واشنطن تعتبر عزل قادة عسكريين في العراق "اشارة ايجابية"

Read this story in English W460

اعتبر وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل الخميس ان عزل عشرات القادة العسكريين العراقيين يشكل "اشارة ايجابية" بان حكومة بغداد تقوم باصلاح جيشها وتتقارب مع السنة.

وفيما تعتمد الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد جهاديي "الدولة الاسلامية"، الى حد كبير على القوات الامنية العراقية اشاد هيغل بخطوات وزير الدفاع الجديد خالد العبيدي باجراء تعديلات في اعلى مراتب قيادة الجيش.

وقال هيغل امام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الاميركي "وزير الدفاع الجديد وهذه الحكومة الجديدة يقومان باعادة هيكلة قيادة القوات الامنية العراقية".

وكان يشير الى قرار بغداد الاربعاء عزل 36 قائدا عسكريا لاسباب مرتبطة ب "مكافحة الفساد"، في اكبر عملية تطهير للمؤسسة العسكرية منذ تراجعها في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية.

واعتبر وزير الدفاع الاميركي ان "هذه التغييرات جوهرية".

وقال ان وزير الدفاع العراقي "يتجه" نحو تشكيل حرس وطني يعطي سلطات اوسع للعشائر السنية في محافظة الانبار غرب البلاد، حيث استغل تنظيم الدولة الاسلامية استياء السكان المحليين من الحكومة التي يقودها الشيعة في بغداد.

واعتبر هيغل ايضا ان رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي اتخذ "خطوات في الاتجاه الصحيح" للانفتاح اكثر على السنة لكه اكد ضرورة القيام بمزيد من الاصلاحات السياسية.

وواجه هيغل اسئلة صعبة من النواب الاميركيين حول استراتيجية الحرب حيث عبر بعضهم عن شكوكهم حيال ما اذا كانت القوات العراقية قادرة على تولي مهمة دحر جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية بعدما انتهت محاولات واشنطن السابقة لتدريب الجيش الى فشل.

فقد ادى الهجوم الكاسح لتنظيم الدولة الاسلامية في حزيران الى انهيار العديد من قطعات الجيش لا سيما في محافظة نينوى (شمال)، حيث انسحب الضباط والجنود من مواقعهم، تاركين خلفهم كميات كبيرة من الاسلحة (بينها مدافع ومدرعات)، وقعت بايدي مقاتلي التنظيم المتطرف.

وكان رئيس الوزراء العراقي اعلن الاربعاء عزل 36 قائدا عسكريا.

وقال في بيان ان "القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي اصدر اوامر ديوانية باعفاء 26 قائدا من مناصبهم واحالة 10 قادة الى التقاعد". ولم يحدد البيان مراكز هؤلاء او رتبهم، او ما اذا كانوا مسؤولين عن وحدات مقاتلة او يشغلون مناصب ادارية.

وعين العبادي "18 قائدا في مناصب جديدة بوزارة الدفاع". وأكد البيان ان هذه القرارات تأتي "ضمن التوجهات لتعزيز عمل المؤسسة العسكرية على اسس المهنية ومحاربة الفساد بمختلف اشكاله".

من جانب اخر، قال الجنرال مارتن دمبسي رئيس هيئة اركان الجيش الاميركي امام جلسة الاستماع ذاتها في مجلس النواب الخميس ان الجيش العراقي شهد انهيارا بسبب "القيادة الفاسدة" والشعور السائد بان تنظيم الدولة الاسلامية "لا يمكن وقفه".

وقال ان ضربات الولايات المتحدة والتحالف ضد الجهاديين اوقفت تقدم "تنظيم الدولة الاسلامية" مضيفا "يمكننا النهوض من التقصير الذي اظهروه". 

لكن دمبسي حذر من عواقب وخيمة اذا لم تتمكن حكومة بغداد من الوفاء بوعودها باشراك السنة والاكراد بشكل اكبر في عملية صنع القرار.

واعتبر انه من الضروري ان تبلور الحكومة العراقية "نيتها اقامة حكومة وحدة وطنية" قائلا "يمكنني ان اتوقع من الان، اذا لم يحصل هذا الامر فان القوات الامنية العراقية لن تصمد".

التعليقات 0