الوسيط الخليجي يغادر اليمن صفر اليدين واشتباكات مستمرة في صنعاء

Read this story in English W460

غادر الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني اليمن الاربعاء دون احراز تقدم على صعيد جهود الوساطة لنقل السلطة في البلد المضطرب في حين انهارت هدنة بين وحدات متصارعة في الجيش اشتبكت بعنف في صنعاء لليوم الرابع على التوالي.

وقال الوسيط الخليجي اثناء مغادرته اليمن ان الاخصام السياسيين ليسوا مستعدين بعد للتوصل الى اتفاق، حسبما نقلت وكالة الانباء اليمنية (سبأ)، في الوقت الذي ارتفعت حصيلة قتلى اربعة ايام الى 81 شخصا.

وقالت الوكالة ان "الامين العام لمجلس التعاون .. غادر والوفد المرافق له صنعاء اليوم".

ونقلت الوكالة عن الزياني قوله ان زيارته لليمن كانت تهدف لتحديد "امكانية البحث في تفاصيل المبادرة الخليجية".

وتابع التقرير ان الزياني "اكد انه حينما تحين الظروف المناسبة ستكون كافة الاطراف مستعدة عندئذ لبذل الجهود المطلوبة للتغلب على التوتر وتحقيق الامن والاستقرار في اليمن".

وقبل رحيله التقى الزياني نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي دعا "كافة اليمنيين لاحترام جهود مجلس التعاون الخليجي والجهود التي يبذلها الزياني على وجه الخصوص".

وقالت الوكالة اليمنية ان هادي الذي خوله الرئيس علي عبد الله صالح التفاوض للاتفاق على نقل السلطة في وقت سابق هذا الشهر بمقتضى خطة لمجلس التعاون الخليجي، التقى ايضا مبعوث الامم المتحدة لليمن جمال بن عمر الاربعاء.

كما التقى موفد الامم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر باللوء المنشق علي محسن الاحمر وبقادة المعارضة، حسبما قال لفرانس برس، مضيفا انه سيبقى في اليمن لاجراء محادثات اخرى يتوقع ان يلتقي خلالها ايضا زعماء من الحراك الجنوبي الانفصالي ومن المتمردين الحثويين الشماليين.

وقال بن عمر ان امله هو "تحقيق اجماع" بين الاخصام في اليمن.

واضاف انه رغم "خطورة" موجة العنف الجديدة الا انه "متفائل" وقد تحدث عن "تقدم على الجبهة السياسية".

غير ان المبعوث الدولي حذر من "خطر اندلاع حرب اهلية اذا لم يتم التوصل الى اتفاق سياسي".

وكان بن عمر والزياني وصلا الى اليمن الاثنين على امل وضع اللمسات الاخيرة على المبادرة الخليجية التي تم اقتراحها الربيع الماضي وتدعو صالح الى التنحي وتسليم كافة السلطات الدستورية لهادي مقابل منح صالح واسرته حصانة تحميه من الملاحقات.

ورافق اخفاق الجهود الدبلوماسية تصاعد للتوترات الميدانية.

فقد قتل خمسة اشخاص على الاقل، بينهم جندي منشق، في تبادل لاطلاق النار خلال اشتباكات بين وحدات عسكرية مناوئة هزت العاصمة اليمنية لليوم الرابع على التوالي الاربعاء، حسبما قالت مصادر طبية، في خرق لهدنة لم تدم الا يوما واحدا اعلنها هادي.

وقال مسؤول طبي بمستشفى ميداني في ساحة التغيير بصنعاء حيث بؤرة الاحتجاجات، لفرانس برس ان 25 شخصا اخرين اصيبوا.

وجاء العنف مع تدفق عشرات الالاف من المحتجين الى شارع الستين في صنعاء لتشييع 30 شخصا بين 81 شخصا قتلوا في اكثر الايام عنفا التي تشهدها العاصمة منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للنظام في كانون الثاني.

وقال شهود عيان ان القوات المتناحرة تبادلت قذائف المدفعية ورصاص الاسلحة الالية صباح الاربعاء في شارع العشرين مقابل مقر هادي وفي شارع حائل القريب منه.

وزادت حدة النيران بعد ان بدأت بشكل متقطع، بينما سقطت القذائف على الابنية حيث تمركز قناصة، بحسب شهود.

وقال احد السكان لفرانس برس "ليس باستطاعة احد مساعدة الضحايا بسبب شدة القتال"، مضيفا ان الشوارع خلت باستثناء المقاتلين والجنود.

واضاف الشهود ان السكان قبعوا في منازلهم بينما اغلقت المحال والمصارف في المنطقة.

واتسعت الاشتباكات في وقت لاحق لتشمل تقاطع كنتاكي قرب مكتب احمد نجل علي عبد الله صالح، حيث تركز القتال خلال الايام الثلاثة الماضية.

وقال الشهود ان عدة انفجارات هزت المنطقة دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وقال مسؤول من الفرقة الاولى مدرعات التي يتزعمها اللواء المنشق علي محسن الاحمر ان القصف استهدف مقر الفرقة قرب ساحة التغيير.

واضاف المسؤول ان الجزء الشمالي من الساحة قصف ايضا مضيفا ان تفاصيل عن الضحايا لم ترد بعد.

وكان 81 شخصا على الاقل اغلبهم من المحتجين العزل قتلوا واصيب المئات في اليمن منذ الاحد في اشتباكات بين القوات المنشقة وتلك الموالية لصالح استخدمت خلالها قوات الامن الذخيرة الحية لتفريق الحشود.

وسقط معظم القتلى والجرحى حينما اطلقت قوات صالح النار على عشرات الالاف من المحتجين اثناء تحركهم من ساحة التغيير حيث يعتصمون منذ شباط، حيث سعوا للتحرك اكثر باتجاه وسط العاصمة بحسب شهود عيان ومصادر طبية.

ومن غير الواضح على الفور السبب في تجدد القتال في اعقاب هدوء بعد اعلان هادي الهدنة مساء الثلاثاء.

غير ان وزارة الداخلية اليمنية اتهمت الاربعاء قوات الاحمر ب"انتهاك الهدنة" في بيان اورده التلفزيون اليمني الحكومي.

والى الجنوب من صنعاء في تعز ثاني كبرى المدن اليمنية، فتحت قوات الامن وقناصة من اسطح المنازل النار الاربعاء على تظاهرة ضمت عشرات الالاف في وسط المدينة حيث قال شهود العيان ان القوات استخدمت رشاشات ثقيلة.

ومنذ الاحد قتل خمسة محتجين على الاقل في تعز بحسب المصادر الطبية.

ويعالج صالح في مستشفى سعودي بعد اصابته في انفجار وقع الثالث من حزيران بمقره الرئاسي. ويحكم صالح البلاد منذ 1978.

وتأتي اعمال العنف الاخيرة وسط تحذيرات من ان اليمن، البلد الاكثر فقرا جنوب غرب الجزيرة العربية، بات على شفا الانهيار التام، في الوقت الذي يعاني فيه من حركة تمرد في الشمال وتهديد متنام للقاعدة في الجنوب.

التعليقات 0