الحكومة الكولومبية تتفق مع متمردي القوات الثورية على شروط الافراج عن جنرال مخطوف
Read this story in Englishاتفقت الحكومة الكولومبية والقوات الثورية المسلحة الكولومبية (فارك) على شروط الافراج عن جنرال واربعة اسرى اخرين تحتجزهم حركة التمرد في خطوة من شأنها ان تفسح المجال امام استئناف مباحثات السلام التي علقت بمبادرة من بوغوتا.
واعلن الدبلوماسي الكوبي رودولفو بنيتيس مع نظيرته النروجية ريتا ساندبرغ مساء الاربعاء ان "الطرفين اتفقا على الشروط الضرورية للافراج" عن الجنرال روبن ألساتي ومستشارة للجيش وثلاثة جنود اخرين، والذي يجب ان "يتم في اقرب وقت ممكن".
وكوبا والنروج هما الدولتان "الضامنتان" لمفاوضات السلام التي بدأت في كوبا منذ سنتين في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2012، في محاولة وضع حد لنزاع متواصل منذ خمسين سنة بين الحكومة الكولومبية ومتمردي القوات الثورية المسلحة.
ودفع خطف الجنرال ألساتي، وهو اكبر ضابط تحتجزه الفارك، ومرافقيه وجنديين آخرين، الاسبوع الماضي، بالرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس الى ان يأمر بتعليق المفاوضات وطالب في اليوم التالي بالافراج عن المخطوفين كشرط مسبق لاستئناف المفاوضات.
وبعد اعلان الدبلوماسيين الاربعاء، اعربت الحكومة الكولومبية عن أملها في تسوية سريعة واكدت انه "عندما يفرج عن كافة (الاسرى) سيعود وفد الحكومة الى هافانا".
وهذا الصباح حملت حركة التمرد الحكومة مسؤولية الازمة الحالية، مشددة على ضرورة وقف اطلاق النار وهو خيار ترفضه حكومة سانتوس قبل التوقيع على اتفاق نهائي.
وقال الرجل الثاني في حركة التمرد ايفان ماركيس الذي يقود وفده المفاوض في هافانا محتجا امام الصحافيين "من غير المقبول ان يعلن احد حربا بلا هوادة ويطالب في الوقت نفسه بان لا يمس اي من جنوده او جنرالاته باذى".
غير ان حركة التمرد اعلنت الاربعاء انها مستعدة لايجاد "حل سريع ومعقول" لهذه الازمة. وحرص الرئيس خلال زيارة الاربعاء الى جنوب البلاد، على طمأنة الكولومبيين مؤكدا انه "ايا تكن العقبات والاعداء سنتوصل الى السلام".
ميدانيا نشر 1500 جندي وعشر مروحيات وطائرات وبوارج وآليات في تشوكو لتمشيط هذه الولاية الفقيرة المطلة على المحيط الهادئ والتي خطف فيها الاحد الجنرال عندما كان يرتدي زيا مدنيا وبدون حراسة حقيقية بينما كان يتفقد مشروع طاقة.
ألغى وزير الدفاع خوان كارلوس بينسون اجتماعا كان مقررا مع الامين العام للامم المتحدة في نيويورك لينسق شخصيا العمليات من كيبدو عاصمة الاقليم الواقعة على مسافة 630 كلم شمال غرب بوغوتا.
وقال بينسون الذي عقد مجلسا امنيا في تلك المنطقة الصعبة المسالك بغاباتها وانهارها، "سواء بالطريقة العسكرية" او "الجهود الانسانية" ان "الاهم هو ان يعود هؤلاء الاشخاص سالمين الى عائلاتهم".
وفي بوغوتا تجمع حوالى مئتي شخص لدعم مباحثات السلام ووقف فوري لاطلاق النار من قبل الطرفين وهم يهتفون "علقوا الحرب وليس عملية السلام".
وقد اثمرت مفاوضات كوبا مع اقدم حركة تمرد في اميركا اللاتينية التي تضم حوالى ثمانية الاف مقاتل ينشطون خصوصا في مناطق ريفية في كولومبيا، عن اتفاقات جزئية حول اصلاح زراعي ومشاركة متمردين سابقين في الساحة السياسية ومكافحة المخدرات.
واذا استؤنفت عملية السلام فسيكون على المفاوضين التوافق حول مسائل الضحايا ونزع الاسلحة وتنظيم استفتاء محتمل لوضع حد لنزاع اسفر عن سقوط 220 الف قتيل وتهجير 5,3 مليون شخص، وفق الارقام الرسمية.
وفضلا عن الدول "الضامنة" اي كوبا والنروج التي احتضنت مباحثات تمهيدية في اوسلو في 2012، ترعى المناقشات ايضا فنزويلا وتشيلي كبلدين "مرافقين".