العنف في الشرق الاوسط يطغى على احتفالات عيد الميلاد
Read this story in Englishيحتفل المسيحيون اليوم الاربعاء بعيد الميلاد في انحاء العالم لكن في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة مكان ولادة يسوع المسيح يطغى العنف الذي يسود في الشرق الاوسط على جو الاحتفالات.
وفي ساحة المهد بالقرب من كنيسة المهد التي ولد فيها المسيح وقف كشافة فلسطينيون يقرعون الطبول ويعزفون على القرب امام شجرة ضخمة مزينة بالاضواء الحمراء والسوداء والفضية، بينما وقف رجل يرتدي لباس بابا نويل لتوزيع الحلوى.
وبعد عدة امتار وضعت صور لمسؤول ملف الاستيطان في السلطة الفلسطينية زياد ابو عين الذي قتل في مواجهات مع الجيش الاسرائيلي في العاشر من كانون الاول الماضي،مما يذكر بالتوتر السائد في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
وادى التوتر بحسب خبراء السياحة في بيت لحم الى هروب السياح الاجانب هذا العام.
وكانت اسرائيل شنت هذا الصيف للمرة الثالثة في ست سنوات حربا مدمرة على قطاع غزة مما ادى الى مقتل 2200 فلسطيني اغلبهم من المدنيين.
ومشت اعداد قليلة من الحجاج الاجانب في شوارع المدينة الفلسطينية التي زينت بمناسبة الميلاد.وبدأت مجموعات قليلة من السياح بالتدفق الى ساحة المهد.
وفي روما سيترأس البابا فرنسيس قداس منتصف الليل في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان.
وكان البابا فرنسيس اعرب الثلاثاء عن قلقه البالغ على وضع المسيحيين في الشرق الاوسط في رسالة وجهها اليهم داعيا الى الحوار مع الاديان الاخرى على الرغم من الصعوبات.
واكد البابا موقفه قائلا ان "الوضع المأساوي الذي يعيشه أخوتنا المسيحيون في العراق بالاضافة إلى اليزيديين والمنتمين إلى الجماعات العرقية والدينية الأخرى، يتطلب اتخاذ موقف واضح وشجاع من قبل جميع المسؤولين الدينيين كي يشجبوا - بالإجماع وبشكل لا لُبس فيه - جرائم من هذا النوع وينددوا بالتذرع بالدين لتبريرها".
وفي تلميح واضح الى تنظيم الدولة الاسلامية، تحدث البابا عن "احدى المنظمات الإرهابية الناشئة حديثا والتي تبعث على القلق حجمها يفوق أي تصور، وتمارس شتى أنواع الانتهاكات وممارسات لا تليق بالإنسان، وتضرب بشكل خاص بعضا منكم الذين طُردتم بطريقة وحشيّة من أراضيكم حيث يوجد المسيحيّون منذ عصر الرسل".
وسيترأس المونسينيور فؤاد طوال اعلى سلطة كاثوليكية في الاراضي المقدسة قداس منتصف الليل في كنيسة سانت كاترين المجاورة لكنيسة المهد،بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال عباس مساء الثلاثاء بمناسبة الميلاد ان" جل ما نريده من أعياد الميلاد هو العدالة".واضاف "في الوقت الذي يتحدث فيه المجتمع الدولي عن استئناف عملية السلام تذكرنا اعياد الميلاد بوجه عام والوضع في بيت لحم بشكل خاصان كلمة السلام لا يمكن ان تبقى فارغة على الدوام".
واكد عباس انه "ان أي مبادرة لتحقيق السلام ستفشل ما لم يتم تحقيق العدالة للفلسطينيين".
وسيصل موكب طوال ظهر اليوم الى بيت لحم.
واكد طوال في رسالته لعيد الميلاد التي نشرت الاسبوع الماضي ادانته للحرب الاسرائيلية المدمرة على قطاع غزة واعرب عن قلقه من ظاهرة الشبان الاوروبيين الذين يقاتلون في تنظيم الدولة الاسلامية.
واوضح طوال "الى جانب المأساة اللاانسانية التي تغطي الشرق الأوسط بالدماء وتمزقه الى اشلاء، يفاجئنا عدد الشباب الاوروبيين الذين يتبنون الأيديولوجيات الراديكالية، ويتوجهون إلى جبهة القتال في سوريا والعراق".
وسيكون هذا الميلاد صعبا خاصة لنحو 150 الف مسيحي عراقي اضطروا الى النزوح من منازلهم بعد هجمات شنها تنظيم الدولة الاسلامية الذي استهدف المسيحيين والاقليات الاخرى.
وقال بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق لويس رافائيل الاول ساكو لوكالة فرانس برس انهم "ما زالوا يعيشون في وضع مأساوي ولا توجد اي حلول سريعة لهم".
وبحسب البطريرك فانه "خاصة في عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية،هم بحاجة الى اشارات تؤكد لهم انهم ليسوا وحدهم وغير منسيين".