كوريا الجنوبية تقترح مفاوضات بين الكوريتين في الشهر القادم

Read this story in English W460

اقترحت كوريا الجنوبية اليوم الاثنين اجراء مفاوضات عالية المستوى مع كوريا الشمالية في كانون الثاني/يناير لمناقشة "الهموم المشتركة" وخصوصا لم شمل العائلات التي فرقتها الحرب الكورية.

وتأتي هذه المبادرة بينما تتعرض بيونغ يانغ لضغوط بسبب ادائها في مجال حقوق الانسان والقرصنة المعلوماتية لشركة سوني بيكتشرز.

وقال رو كول جاي وزير التوحيد المكلف الشؤون الكورية الشمالية ان هذه المفاوضات يمكن ان تجري في سيول او بيونغ يانغ، مؤكدا في مؤتمر صحافي انه مستعد للقاء مسؤولين كوريين شماليين في سيول او في بيونغ يانغ.

واعرب الوزير الكوري الجنوبي في مؤتمره الصحافي عن الامل في ان تبدي كوريا الشمالية استعدادا للموافقة على هذا الاقتراح.

وقال "نحن مستعدون لمناقشة كل القضايا ذات الاهتمام المشترك" لافتا الى ان اقتراحا رسميا لاحياء المفاوضات تم توجيهه الى نظيره الكوري الشمالي كيم يانغ غون.

وتابع الوزير الكوري الجنوبي انه الى جانب مسألة لم شمل العائلات، يمكن ان تشمل هذه المفاوضات الاحتفالات التي ستنظم في الذكرى السبعين لتقسيم شبه الجزيرة الكورية في نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945 قبل خمس سنوات من الحرب بين الكوريتين (1950-1953).

وقال "نحتاج الى حوار وتعاون لتطبيق مثل هذه المشاريع". واضاف "آمل ان تؤدي المحادثات الى تخفيف معاناة العائلات التي تفرقت قبل السنة القمرية الجديدة".

وتعود آخر مفاوضات رسمية بين الكوريتين الى شباط/فبراير. وقد اتاحت جمع شمل عائلات فرقتها الحرب لكن هذا المسار توقف مع تجدد التوتر العسكري.

وكانت الكوريتان قررتا في تشرين الاول/اكتوبر استئناف مفاوضاتهما اثر زيارة نادرة وغير متوقعة لسيول قام بها ثلاثة مسؤولين كوريين شماليين. لكن هذا الحوار ايضا توقف اثر توتر ومواجهات عند الحدود بين الدولتين.

ولم تتم معالجة الوضع بعد توزيع منشورات معادية للنظام الكوري الشمالي على الحدود بين البلدين من قبل ناشطين كوريين جنوبيين.

وكانت بيونغ يانغ طلبت من سيول وقف القاء هذه المنشورات كشرط لاستئناف المفاوضات، لكن السلطات الكورية الجنوبية قالت انها لا تملك ادوات قانونية لمنع ذلك.

وما زالت الكوريتان اللتان تتواجهان باستمرار، في حالة حرب تقنيا اذ انهما لم توقعا معاهدة سلام بعد الهدنة.

وقال هونغ كيون ايك المحلل في معهد سيجونغ انه ليس واثقا من ان بيونغ يانغ ستوافق "بسهولة" على عرض سيول في غياب اي خطوة في مسألة المنشورات.

لكنه اضاف ان النظام الكوري الشمالي "يشعر على الارجح بانه تحت ضغط" بسبب الازمة مع الولايات المتحدة منذ القرصنة التي تعرضت لها شركة سوني بيكتشرز واتهمت واشنطن بيونغ يانغ بالوقوف وراءها.

لكن كوريا الشمالية قد تشعر ان عليها الاستفادة من اليد الممدودة من قبل سيول لمحاولة خفض التوتر.

وقال المحلل نفسه ان "خطاب رأس السنة الذي سيلقيه (الزعيم الكوري الشمالي) كيم جونغ اون سيدرس بدقة لمعرفة ما اذا كان الشمال يريد او لا يريد تحسين علاقاته".

وشهدت كوريا الشمالية التي تعد بين اكثر الدول سرية في العالم لانقطاع شبكة الانترنت لديها عدة مرات بعد قرصنة "سوني بيكتشرز" على اثر اعلانها انها تريد عرض فيلم "المقابلة" (ذي انترفيو) الذي يتناول بتهكم الزعيم الكوري الشمالي.

وكان خدمة الانترنت قطعت السبت مجددا في كوريا الشمالية التي حملت واشنطن مسؤولية هذا الانقطاع ووصفت الرئيس الاميركي باراك اوباما "بالقرد" لتشجيعه دور السينما على عرض فيلم "المقابلة" الذي يسخر من الزعيم الكوري الشمالي.

التعليقات 0