مزاحمة نتانياهو القادة الاجانب خلال مسيرة باريس بين السخرية والاحراج

Read this story in English W460

هل بالغ بنيامين نتانياهو في تصرفاته للوصول الى مقدمة التظاهرة ضد الارهاب في باريس؟ فمشهد رئيس الوزراء وهو يزاحم كبار القادة اضحك او احرج الاسرائيليين الذين يعترفون مع ذلك بان سلوكه يعبر عن احدى خصائصهم.

والاعتداءات في فرنسا ومقتل اليهود الاربعة اثار صدمة في اسرائيل. وفي المشاهد المتتالية، علقت في الاذهان صور قادة العالم اجمع يسيرون في مقدمة التظاهرة وفي الصف الامامي نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس على بعد امتار من بعضهما البعض الى جانبي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.

لكن مشاهد اخرى اقل رسمية، علقت في اذهان الاسرائيليين. فعند بدء التظاهرة بادر نتانياهو الذي كان في الصف الثاني الى الرئيس المالي ابراهيم ابو بكر كيتا الواقف امامه وصافحه بحرارة وبلمح البصر اصبح رئيس الوزراء الاسرائيلي في الصف الاول.

ولفت مراقبون الى ان اسرائيل ومالي لا تقيمان علاقات دبلوماسية.

والاسرائيليون الذين كانوا تحت وطأة صدمة الاعتداءات، وجدوا في ذلك مادة للضحك او الاستغراب او النميمة حول لغة جسد رئيس وزرائهم في باريس. والصحف المعارضة لنتانياهو مثل "هآرتس" اغتنمت هذه الفرصة لتوجيه انتقادات لاذعة له.

لكن في الوقت نفسه كتب المحلل الرئيسي في صحيفة "هآرتس" يوسي فيرتر بسخرية ان نتانياهو تصرف بشكل نمطي كاي مواطن اسرائيلي.

وكتب فيرتر "تجاوز الصف والتدافع للصعود الى حافلة والمزاحمة للوقوف في الصف الامامي هو تصرف نمطي اسرائيلي يشبهنا ويشبه اللجنة المركزية لليكود (حزب نتانياهو) الى حد انني ارغب في الهتاف: +انا بيبي+!".

واحدى الصفات التي يتمسك بها الاسرائيليون هي عدم الحرص على احترام دور الاخرين في المحلات او على الطرقات.

ومن الصور الاخرى لنتانياهو تلك التي تظهره منتظرا مع اخرين حافلة لتقلهم الى مكان انطلاق التظاهرة وقد بدت عليه علامات القلق والتوتر.

وتصرف نتانياهو اوحى لشبان من لائحة العماليين-الحركة، خصومه في الانتخابات التشريعية المرتقبة في اذار، بابتكار لعبة الكترونية حول هذا الموضوع تحمل اسم "اضغط على البيبي".

واللعبة مفادها مساعدة نتانياهو على الوصول الى الموكب والوقوف في الصف الامامي حيث كان يسير هولاند وكيتا وعباس وكذلك المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي.

وعند انتهاء اللعبة الاسرائيلية تظهر الرسالة القائلة "+حين يفوز بيبي، كل الناس يخسرون. نحن بحاجة لقيادة جديدة تدفع اسرائيل الى الصف الامامي لكن بدون مزاحمة".

وسلوك نتانياهو لم يكن الامر المستغرب الوحيد بخصوص هذه التظاهرة في اسرائيل. فقد عمدت صحيفة هاميفاسر الاسرائيلية المتشددة جدا والتزاما بموقفها عدم نشر صور نساء، نشرت صورا لمسيرة باريس خالية من ميركل ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني او رئيسة بلدية باريس آن ايدالغو.

كما حرص نتانياهو على عدم اظهار عباس في الصورة التي نشرها على صفحته في فيسبوك.

وردا على اسئلة فرانس برس رفض مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي الادلاء باي تعليق.

واكد مقربون منه في الصحافة ان البروتوكول الذي نقله الاليزيه ينص على وقوف نتانياهو في الصف الامامي.

وانعكاسات هذا التصرف المحتملة على وضع نتانياهو في الانتخابات التشريعية المقبلة لا يزال غير معروف. فقد شاهده الاسرائيليون ايضا وهو يواسي اقرباء اليهود الاربعة الذين سقطوا في الاعتداءات، كما ان صوره في طليعة المسيرة تؤكد وقوفه في المقدمة لمكافحة الارهاب.

ولم يدع فرصة استغلالها تفوته قائلا "ساحرص دائما على ان تقود اسرائيل المسيرة حين يكون امنها ومستقبلها على المحك".

التعليقات 0