إرجاء تنفيذ حكم الجلد في المدون السعودي رائف بدوي لاسباب صحية
Read this story in Englishارجأت السلطات السعودية جلد الناشط الحقوقي رائف بدوي اليوم الجمعة بعد تنفيد اولى جلسات الجلد الجمعة الماضي، الامر الذي اثار انتقادات عالمية واسعة من دول غربية ومنظمات حقوقية تندد بهذه العقوبة.
وقالت زوجته انصاف حيدر لوكالة فرانس برس ان استئناف تنفيذ حكم الجلد بالمدون المقرر اليوم ارجئ "لاسباب طبية".
واضافت خلال اتصال هاتفي معها من كندا حيث تقيم مع اولادها الثلاثة "تم عرض رائف على طبيب السجن الذي قال ان صحته لا تسمح بجلده اليوم".
واعتقل بدوي (31 عاما) في 17 حزيران 2012 وحكم عليه في ايار 2014 بالسجن عشر سنوات وغرامة مليون ريال (267 الف دولار) والف جلدة موزعة على 20 اسبوعا.
ونفذت اولى جلسات الجلد التي استمرت ربع ساعة الجمعة الماضي.
واضافت انصاف ان زوجها يعاني من جروح جراء جلده الجمعة الماضي قرب مسجد الجفالي في جدة.
وتابعت ان جلسة جلده المقبلة "ستكون يوم الجمعة المقبل على الارجح"، وناشدت "العالم اجمع ممارسة ضغوط على السعودية للافراج عن رائف".
بدورها، اكدت منظمة العفو الدولية ارجاء الجلد مشيرة الى ان "الطبيب اكد ان الجروح لم تلتئم بعد، وانه (بدوي) ليس قادرا على تحمل جلسة جلد اخرى".
وندد سعيد بو مدوحة مساعد مدير المنظمة في الشرق الاوسط ب"السماح لرائف بدوي بتلقي العلاج بطريقة يتمكن معها من تحمل العقوبة الوحشية".
ونددت المنظمة التي تدافع عن حقوق الانسان مجددا بعقوبة الجلد "غير الانسانية".
وبدوي مؤسس "الشبكة الليبرالية السعودية الحرة" مع الناشطة سعاد الشمري، حاز جائزة جمعية "مراسلون بلا حدود" للعام 2014 عن حرية التعبير. واغلقت السلطات الموقع .
وقالت الشمري اثناء محاكمة بدوي ان الموقع "انتقد شرطة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وبعض الممارسات والفتاوى" التي اعتبرتها "مسيئة لجوهر الاسلام".
وقالت زوجة الناشط لفرانس برس ان محاكمته تمحورت حول تصريحات ادلى بها لقناة فرانس 24 في كانون الاول 2010.
وقال في حينها ن "الليبيرالية كمصطلح تم تشويهه من التيار الديني المتشدد (...) من حق التيار المحافظ ان يكون منغلقا على نفسه ولكن ليس من حقه ان يفرض فكره وايديولوجيته على عامة الناس. من حق الانسان ان يعبر حتى الملحد. من حق الملحد أن يقول ما يريد".
واضاف ايضا ان "وجود الملك عبدالله كان مساعدا وعاملا مهما جدا وكبيرا لحماية حقوق الناس واتجاه المجتمع ايضا نحو الليبيرالية".
وتابع بدوي ان "موقع +الليبيراليون السعوديون+ اثار حفيظة المتشددين في السعودية لأنه كان يفضح ممارساتهم وخصوصا ممارسات هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فذلك حملهم على محاولة تخويفي ومحاكمتي".
واكد تلقيه "تهديدات بالقتل" دفعته الى الاختباء.
وقد طالبت واشنطن السلطات السعودية بالامتناع عن جلد بدوي منددة بهذه العقوبة "غير الانسانية".
كما ندد الاتحاد الاوروبي بالجلد مؤكدا ان "العقاب الجسدي غير مقبول ويتعارض مع الكرامة الانسانية".
بدوره، حض المفوض الاعلى لحقوق الانسان التابع للامم المتحدة زيد رعد الحسين امس الخميس العاهل السعودي على العفو عن بدوي.
وقال في بيان "طلبت من العاهل السعودي ممارسة نفوذه من اجل وقف جلد رائف بدوي والعفو عنه ومراجعة هذا النوع من العقوبات القاسية جدا".
واشار الى ان الجلد "يشكل نوعا من العقوبة القاسية وهو غير انساني. ان مثل هذه العقوبة ممنوع بموجب القانون الدولي لحقوق الانسان خصوصا ما نصت عليه شرعة مناهضة التعذيب التي انضمت اليها السعودية".
وغالبا ما تنتقد المنظمات الحقوقية السلطات السعودية بسبب سجلها في هذا المجال.