مصر ترحل صحافي قناة الجزيرة الاسترالي بيتر غريست بعد سجنه لاكثر من عام
Read this story in Englishغادر الصحافي الاسترالي بيتر غريست الأحد مصر اثر قرار القاهرة بترحيله، بعد ان امضى اكثر من سنة في السجن رغم التنديد الدولي بحبسه.
واستقل غريست الصحافي في قناة الجزيرة القطرية الناطقة بالانكليزية طائرة مصر للطيران المتجهة الى لارنكا القبرصية بعد ظهر الاحد اثر قرار ترحيله من سجن طرة جنوبي القاهرة، حسب ما افاد مسؤولون في وزارة الداخلية ومطار القاهرة وكالة فرانس برس.
واوقفت مصر غريست وزميليه المصري محمد فاضل فهمي والمعد المصري باهر محمد في كانون الاول 2013 في القاهرة، وبدأت محاكمتهم في 2014.
وصدرت احكام بالسجن من سبع الى عشر سنوات في حزيران الفائت على غريست وزملائه بعد ادانتهم بنشر اخبار كاذبة ودعم جماعة الاخوان المسلمين. ثم الغت محكمة النقض هذه الاحكام وأمرت باعادة محاكمتهم في أول ايام العام 2015.
وعلى الفور، رحبت شبكة الجزيرة بافراج السلطات المصرية عن غريست بعد عام من سجنه، الا انها اعربت عن املها بالافراج عن صحافيين اخرين سجنا معه.
واكدت الشبكة في بيان لها ان "حملة المطالبة بالافراج عن صحافييها لن تتوقف إلا بعد الافراج عن الزميلين المتبقيين" باهر محمد ومحمد فهمي.
وجرى ترحيل غريست وفق قانون جديد تبنته مصر في تشرين الثاني الفائت يسمح بتسليم المتهمين ونقل المحكوم عليهم من غير المصريين إلى دولهم لمحاكمتهم أو تنفيذ العقوبة الصادرة بحقهم.
وتنطبق حالة ترحيل غريست ايضا على المصري الكندي محمد فهمي.
وتأمل أسرة فهمي في الافراج عنه وفق القانون الجديد نفسه. لكنه ليس معلوما على وجه الدقة متى سيتم الافراج عنه.
واعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مرارا انه يفضل ان يتم طرد الصحافيين بدلا من محاكمتهم.
واثار توقيف صحافيي الجزيرة الثلاثة ردة فعل دولية غاضبة حول حرية الصحافة في مصر.
وضغطت استراليا وكندا مرارا على مصر للافراج عن مواطنيها غريست وفهمي.
وقال مسؤول مصري الأحد ان هناك "قرارا جمهوريا بترحيله (غريست) لاستراليا لاستكمال مدة عقوبته".
ومن المستبعد ان يحاكم غريست او فهمي في بلديهما بالتهم الموجهة اليهما في مصر. ويقول مراقبون ان القانون الذي تبنته مصر جرت صياغته بشكل يحفظ ماء وجه السلطات المصرية.
من جانبها، قالت منظمة العفو الدولية ان "الافراج عن غريست يجب الا يغطي على المحنة المستمرة لزميليه محمد فهمي وباهر محمد".
وذكرت المنظمة التي تتخذ من لندن مقرا لها في بيان ان "الاثنين لا يجب ان يتم نسيانهما مع ترحيل زميلهما بيترغريست من مصر".
والقت مصر القبض على صحافيي الجزيرة الثلاثة في كانون الاول 2013 في خضم ازمة سياسية حادة مع قطر الداعم الرئيسي لجماعة الاخوان المسلمين التي اطاحها الجيش من الحكم في تموز 2013، واعتبرتها الحكومة تنظيما ارهابيا في كانون الاول 2013.
وكانت القاهرة تأخذ على قطر احدى الدول القليلة التي دعمت الاخوان المسلمين ابان وجودهم في السلطة، تغطية قناة الجزيرة التي وصفتها ب "المنحازة" خلال فترة الاطاحة بالرئيس الاسلامي محمود مرسي وما تلا ذلك من قمع دام لانصاره ادى الى سقوط اكثر من 1400 قتيل في صفوف المتظاهرين الاسلاميين وتوقيف ما يزيد على 15 الف شخص.
لكن العلاقات المتأزمة بين القاهرة والدوحة شهدت تحسنا خلال الفترة الاخيرة.
ففي تشرين الثاني وبعد فترة من العلاقات المتوترة تصالحت قطر مع السعودية والامارات والبحرين وهي ثلاث دول كانت تتهم الدوحة بزعزعة الاستقرار في المنطقة بسبب دعمها للاسلاميين.
وفي 20 كانون الاول، وبعد زيارة غير مسبوقة منذ اطاحة مرسي قام بها الى القاهرة موفد من امير قطر، اعلنت مصر انها تتطلع الى "حقبة جديدة" في العلاقات مع الدوحة واكدت قطر انها "تحرص على دور قيادي لمصر في العالمين العربي والإسلامي وعلى علاقات وثيقة معها".
وبعد 48 ساعة، اعلنت الجزيرة بشكل مفاجئ اغلاق قناتها "الجزيرة مباشر مصر" التي كانت تثير غضب القاهرة.
وسبق لغريست الذي اتم عامه التاسع والاربعين في السجن العمل في عدة مؤسسات اخبارية مرموقة منها وكالة رويترز وشبكة "بي بي سي" قبل ان يلتحق بمحطة الجزيرة الانكليزية.
ومنذ عام 2009 عمل غريست مراسلا مقيما في نيروبي لصالح "بي بي سي" حيث قام بتغطية الصراع في منطقة القرن الافريقي ومنها نال جائزة بيبودي المرموقة في 2011 على تحقيق صحافي اجراه حول الصومال.
ووصل غريست الى القاهرة قبل اسبوعين فقط من القاء القبض عليه مع زميليه في القاهرة في 29 كانون الاول الماضي.