هولاند وميركل يجددان الدعوة الى تطبيق اتفاقات مينسك غداة سقوط ديبالتسيفي

Read this story in English W460

جدد فرنسوا هولاند وانغيلا ميركل الجمعة دعوتهما الى تطبيق اتفاقات مينسك بكاملها بعد ثلاثة ايام من سيطرة الانفصاليين على مدينة ديبالتسيفي الاستراتيجية في شرق اوكرانيا.

وابدى الرئيس الفرنسي الذي التقى المستشارة الالمانية في باريس اقتناعه بوجوب تطبيق "كل اتفاقات مينسك" على ان يحترم وقف اطلاق النار "في شكل كامل على طول خط الجبهة"، وذلك بعد ثلاثة ايام من انسحاب الجيش الاوكراني من ديبالتسيفي.

واضافت ميركل ان الهدف الان هو ان يتم "الوفاء" بالتزامات مينسك و"ترجمتها في شكل ملموس"، على ان يلتقي وزراء خارجية فرنسا والمانيا وروسيا واوكرانيا الثلاثاء في باريس لبحث النزاع في شرق اوكرانيا.

وبدا المشهد الجمعة مأسويا في ديبالتسيفي مع منازلها المدمرة وشوارعها المليئة بالاليات المحترقة. 

واذا كان الانفصاليون يحتفلون بهذا النصر العسكري المهم الذي يتيح الربط بين "عاصمتيهم" دونيتسك ولوغانسك، فان المدنيين الذين بقوا في المدينة عبروا عن استيائهم.

وقالت تاتيانا ريشيتوفا (ستون عاما) التي كانت تنتظر الحصول على الخبز امام ادارة مبنى السكك الحديد لفرانس برس "لقد قصفوا الاحياء الواحد بعد الاخر لاجبار السكان على الفرار".

في الطابق السفلي لهذا المبنى الكبير، تعيش نحو عشرين امراة منذ اشهر عدة في ظروف مزرية. وقالت احداهن مخاطبة الدول الغربية "لم تدافعوا عنا".

وتمكن نحو 2500 جندي اوكراني من الفرار من ديبالتسيفي ليل الثلاثاء الاربعاء. واعلنت كييف مقتل 13 جنديا لكن الخسائر يمكن ان تكون اكبر وخصوصا ان الجيش الاوكراني افاد انه لا يملك معلومات عن 31 جنديا. واعلنت كييف ايضا انه تم اسر 110 من جنودها.

واكد المتمردون العثور على جثث 57 جنديا اوكرانيا وكمية كبيرة من الاسلحة و28 دبابة.

وقتل جنديان اوكرانيان واصيب ثلاثة في الساعات ال24 الاخيرة، وفق ما افاد المتحدث العسكري الاوكراني فلاديسلاف سيليزنيف الجمعة، فيما اعلن متحدث اخر ان المعارك مستمرة في منطقتي دونيتسك وماريوبول، الميناء الصناعي المهم في جنوب شرق البلاد.

واضاف هذا المتحدث الثاني اندريه ليسينكو ان عشرين دبابة روسية عبرت الحدود الروسية الاوكرانية في نوفوازوفسك عند الطرف الجنوبي لخط الجبهة.

من جهتها، تحدثت الادارة الانفصالية في مدينة دونيتسك عن مقتل مدنية بقصف الجمعة.

وقالت ممثلة المتمردين لشؤون حقوق الانسان داريا موروزوفا لوكالة انترفاكس الروسية ان "تبادل اسرى مع اوكرانيا سيتم السبت".

لكن كييف لم تؤكد هذا التبادل رغم اعلانها التوصل الى اتفاق مع الانفصاليين على سحب الاسلحة الثقيلة من الجبهة في خطوة اولى لتطبيق اتفاقات مينسك 2. وقالت هيئة الاركان الاوكرانية في بيان ان هذا الاتفاق وقعه موفدون من كييف والانفصاليين.

ومنذ نيسان 2014 بلغت حصيلة النزاع 5692 قتيلا.

واحيت كييف الجمعة في ساحة ميدان الذكرى الاولى للثورة الموالية لاوروبا والتي قادت الى الاطاحة بالرئيس المؤيد لروسيا فيكتور يانوكوفيتش. وقال الرئيس بترو بوروشنكو امام حشد تجمع في ساحة الاستقلال ان "هذه الثورة كانت الاولى، ولكن خصوصا معركة الانتصار من اجل استقلالنا".

ويذكر تاريخ 20 شباط بالايام الاكثر دموية لهذه الثورة والتي قتل فيها عشرات المتظاهرين في ظروف لا تزال غير واضحة.

واكد بوروشنكو ان فلاديسلاف سوركوف احد كبار مستشاري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لجأ الى "قناصة" اطلقوا النار على المتظاهرين.

ووصفت الخارجية الروسية في بيان هذا الاتهام بانه "هذيان تام".

وانتقل التوتر ايضا الى ملف الطاقة بعد قرار مجموعة غازبروم الروسية استئناف شحن الغاز الى الاراضي الاوكرانية واعلان شركة نفتوغاز الاوكرانية انها ترفض دفع ثمن هذه الشحنات "غير المقبولة".

ونبه رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف الى ان "على كييف ان تدفع" والا ستضطر روسيا "كالعادة، الى اتخاذ قرار صعب".

من جهته، اعلن رئيس المجلس الاوروبي البولندي دونالد توسك انه يتشاور مع القادة الاوروبيين حول "الخطوات المقبلة" التي سيتخذها الاتحاد الاوروبي ردا على انتهاكات وقف اطلاق النار في شرق اوكرانيا، منددا ب"الهجمات الوحشية على ديبالتسيفي ومناطق اخرى والتي شنها الانفصاليون الذين تدعمهم موسكو عسكريا".

التعليقات 0