المحكمة تخلي سبيل خليل… كنعان: قضيتنا قضية حريات مقدسة وغير طائفية

أخلي سبيل المخرج شربل خليل الإثنين بسند اقامة بعد ان ادعى عليه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بتهمة "المس بالشعائر الدينية"، فيما احال النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود القضية الى النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان.

وتم الاستماع الى شهادة خليل امام المحامية العامة التمييزية القاضية ندى الاسمر في قصر العدل، حيث "تركت الاخيرة خليل حراً بسند اقامة بينما قرر حمود احالة الملف الى النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان".

وكان خليل، في 18 شباط الجاري، قد نشر صورة ضمن برنامجه على شاشة LBCI ولاحقاً على صفحته على موقع "تويتر" تظهر عبارة التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله" مخطوطة على سرير تجلس عليه فتاة بصورة مشينة. وكتب معلقا عبارة "جهاد النكاح".

هذا الامر دفع بمفتي الجمهورية مع عدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية إلى الطلب من وزير العدل اشرف ريفي "تحريك النيابة العامة"، معتبرين ان الصورة تثير النعرات الطائفية وتمس بالشعائر الدينية.

وبعد الجلسة شدد وكيل خليل، امين سر "تكتل التغيير والاصلاح" النائب والمحامي ابراهيم كنعان على "أن القضية بالنسبة الينا لا علاقة لها بالمس بالشعائر الدينية"، لافتا الى "أن ما قام به موكله من اعادة تغريدة هو على خلفية موقف من حالات شاذة لا علاقة لها بالدين".

واعتبر ان "القضاء صمام آمان في التمييز بين القضايا المحقة والباطلة، ونتمنى المحافظة على هذه الروح في مجتمعنا، وعدم اللجوء الى تزوير حقائق لزرع احقاد وتجييش واعطاء ابعاد في غير محلها".

وشكر كنعان كل من تضامن مع قضية خليل معتبراً انها "قضية حريات مقدسة وهي غير طائفية".

بدوره، اعتبر خليل ان "الحق أقوى من كل المحاولات الشريرة لقمع الحرية والرأي الحر".

وقال: "انا صاحب حق، انا لم أفتر ولم أكذب ولم أركب صورة، والذين جربوا تلفيق هذا الفيلم ليقمعوني ويضعوني خلف القضبان وتبين انهم هم الكاذبون، وانتصر القضاء الحر".

واذ اكد انه لديه " ملء الثقة ان دولتي المدنية ستحميني من بعض الناس الذين لديهم افكار داعشية في هذا البلد ويحاولون قمع الآراء الحرة"، برّر خليل الشكوى التي تقدم بها دريان قائلاً ان الاخير "لم ير الصورة، والخبر وصله بالتواتر ومضخما وبشكل مشين".

تزامنا مع الجلسة نفذ عدد من المواطنين اعتصاما تضامنيا امام قصر العدل، شاركت فيه وجوه اعلامية وفنية ومن ابرزها الممثل يوسف حداد، الفنان زين العمر، الفنان شوقي متى، مريم نور وغيرهم.

لكن الأمر لم ينته هنا إذ أن مكتب مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار أصدر بيانا ينسب فيه إلى كنعان قوله بعد الجلسة أنه استند "إلى كلام وجيه للمفتي مالك الشعار أكد فيه أن الرايات ليست رايات إسلامية ولا تعني شيئا دينيا".

وعليه علق المكتب قائلا أن كلام كنعان "غير صحيح على الإطلاق، فالقاصي والداني يعلم بأن الراية إسلامية".

ويتحدث الشعار عن راية "لا إله إلا الله" المرفوعة عند ساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس والتي أثارت بلبلة منذ أسابيع عندما أقدمت قوى الأمن على نزعها.

وقال البيان أن "لكن اعتراض سماحته كان على اللون الأسود الذي صار علامة على فئة تبرأ الجميع من أفعالها بدليل أن رايات ساحة عبد الحميد كرامي (النور) قد استبدلت بأخرى بيضاء".

وأضاف "من المؤسف أن يستخدم كلام سماحته استخداما محرفا وغير دقيق ولأهداف لا ترضي أحدا".

وردا على الرد قال كنعان "نحيل سماحة المفتي الى المقابلة التي اجراها مع الـLBCI في 9 شباط ونؤكد أن ما قلناه هو ما سبق واعلنه عن الرايات السوداء".

يذكر أن الشعار يقول حرفيا في المقابلة التي ذكرها كنعان "الرايات السوداء أصبحت رمزا لفريق سياسي إسمه داعش والذي تبرأ منه كل اللبنانيين وأنا أعتقد بأن أهل طرابلس يتفقون مع وزير الداخلية (..) على رفع سائر الشعارات الحزبية والرايات السوداء من كل الساحات". ويضيف "نحن لسنا عندنا رايات سوداء. الرايات السوداء لا تكون إلا في الحروب ونحن لسنا في حالة حرب مع الدولة أبدا وأنا شخصيا كلبناني وكمسلم وكمفتي لا أفتي برفعها في أي منطقة".

لكنه أشار في الوقت عينه إلى أن "راية (لا اله الا الله محمد رسول الله) هي راية دينية وليست سياسية ومعتقد المسلمين لا يكتمل من دونها".

م.س/ك.ك.