مالي تلاحق مرتكبي جريمة مطعم باماكو ومسلحون يهاجمون قوات الامم المتحدة
Read this story in Englishأطلقت شرطة مالي الاحد عملية مطاردة بحثا عن مرتكبي الاعتداء الذي اودى بحياة اوروبيين اثنين وثلاثة ماليين السبت، فيما تعرضت قوات الامم المتحدة في الشمال لهجوم ما يلقي الضوء على التوتر الامني السائد في البلاد.
وقام رجال الأمن الذين ارتدوا سترات مضادة للرصاص بدوريات في شوارع العاصمة باماكو حيث اقتحم رجل مسلح ليل الجمعة السبت مطعم لاتيراس الذي يرتاده الاجانب وفتح النار على المتواجدين والقى قنابل في المكان.
وتبنت جماعة "المرابطين" الجهادية، والتي يتزعمها الجزائري مختار بلمختار، مسؤولية الاعتداء الذي اسفر عن مقتل فرنسي وبلجيكي وثلاثة ماليين.
وفي تسجيل صوتي بثته وكالة الانباء الموريتانية الخاصة، قال متحدث باسم الجماعة "اننا في جماعة المرابطين نعلن تبنينا للعملية الاخيرة في باماكو وقد قام بها فرسان المرابطين الشجعان ثأرا للنبي محمد من الغرب الكافر الذي قام بشتم نبينا والاستهزاء به وثأرا لمقتل الاخ احمد التلمسي" الذي قتله الجيش الفرنسي في كانون الاول.
وفيما التحقيق مستمر في العملية، اعلنت قوات الامم المتحدة لحفظ السلام في مالي مقتل مدنيين واحد عناصرها في هجوم بالصواريخ شنه مقاتلون على احد المعسكرات التابعة لها في كيدال في شمال مالي.
واوضح مصدر في بعثة الامم المتحدة ان القتيلين المدنيين من قبيلة البدو العربية كونتا المنتشرة في المنطقة الصحراوية في مالي والجزائر وموريتانيا والنيجر.
ولم يتبين المسؤول عن اطلاق الصواريخ ضد المعسكر الدولي، الا ان مدينة كيدال تعتبر معقل الطوارق الانفصاليين في شمال مالي، كما ينشط تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي وجماعات اسلامية اخرى ايضا في كيدال.
وتوصل الطوارق وميليشيات عربية اخرى الى اتفاق سلام مع الحكومة المالية بداية الشهر الحالي في الجزائر، وينتظر الاتفاق ان توقعه جماعات اخرى من الطوارق.
وجاء في بيان لبعثة الامم المتحدة انها "تعرب عن غضبها من جبن مرتكبي هذه الاعتداءات التي اودت بحياة مدنيين ابرياء ايضا". وتابع ان البعثة "تدين بشدة الاعمال المشينة المثيرة للرعب وهدفها الاساسي هو اعاقة الجهود الجارية للتوصل الى سلام دائم في مالي".
وفي باماكو، وضعت حواجز امنية على ثلاثة جسور فوق نهر النيجر حيث يبحث المحققون عن سيارة رباعية الدفع يعتقد ان المسلح الذي هاجم المطعم استخدمها برفقة شريك له.
وقال مصدر في الشرطة لوكالة فرانس برس "لا يمكننا الافصاح عن المزيد في هذه المرحلة، ولكن هناك ادلة حول السيارة التي استخدمت لنقل منفذ الجرائم المرتكبة في باماكو".
ومن جهتها اعلنت بعثة الامم المتحدة في مالي وعديدها حوالى عشرة آلاف عنصر انها وضعت محققيها وخبراء الجرائم لديها في خدمة السلطات المالية.
وكانت الشرطة اعلنت صباح السبت توقيف شخصين واستجوابهما بعد الهجوم. ولكنها عادت واوضحت ان لا علاقة لهما بالعملية، وقالت انهما "ليسا ارهابيين بل لصين".
والفرنسي القتيل يدعى فابيان غيومار (30 عاما). وكان يقيم في باماكو منذ العام 2007 حيث يعمل لحساب شركة اميركية. اما البلجيكي فكان عسكريا سابقا مسؤولا عن الامن في بعثة الاتحاد الاوروبي في مالي واب لولدين وفق مصدر دبلوماسي.
وتفقد الرئيس المالي ورئيس الحكومة ثمانية اشخاص اصيبوا في الاعتداء، بينهم سويسريان يعملان كخبيري سلاح لدى الحكومة المالية كجزء من الدعم الدولي. واعلن الجيش السويسري انهما في وضع حرج ولكن مستقر.
وقال رئيس الحكومة المالي موديبا كيتا للصحافيين "علينا ان نبقى متيقظين، وعلى المواطنين ان يبلغوا عن اشخاص يتصرفون بطريقة مثيرة للشبهات".
ونقل مصدر دبلوماسي ان المعتدي "صرخ الموت للبيض اثناء دخوله المطعم... يبدو انه اعتداء ضد الوجود الاوروبي".
ودان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند "الاعتداء الجبان" ، ووعد بلقاء نظيره المالي ابراهيم بوبكر كيتا لعرض مساعدة باريس.
واعربت كل من الامم المتحدة والولايات المتحدة وبلجيكا عن استنكارها للعمل الدموي.
يذكر ان شمال مالي سقط في 2012 تحت سيطرة اسلاميين مرتبطين بالقاعدة لكن عملية سرفال التي اطلقتها فرنسا مطلع 2013 ادت الى طردهم. وحلت عملية برخان، ويغطي مجال تحركها مجمل منطقة الساحل والصحراء، مكان سرفال في اب 2014.
ولا تزال مناطق بكاملها في شمال البلاد خارج سيطرة السلطات المركزية، لكن الهجمات الجهادية التي تصاعدت وتيرتها منذ الصيف وخصوصا ضد البعثة الاممية عادت وتراجعت.
وفي هذا الصدد يقول المحلل المتخصص في شؤون افريقيا جنوب الصحراء بيار بوالي ان "هذا الاعتداء هو الاول من نوعه في باماكو".