هجوم واسع للنيجر وتشاد ضد بوكو حرام غداة اعلانها مبايعة "الدولة الاسلامية"
Read this story in Englishشنت قوات تشاد والنيجر اليوم الاحد هجوما جويا وبحريا واسعا في نيجيريا ضد جماعة بوكو حرام وذلك غداة مبايعتها تنظيم "الدولة الاسلامية" المنتشر في العراق وسوريا.
وقال مصدر حكومي لوكالة فرانس برس انه "في وقت مبكر من صباح اليوم (الاحد) شنت قوات النيجر وتشاد هجوما ضد بوكو حرام على جبهتين في منطقة بوسو وقرب ديفا".
واوضح صحافي يقيم في ديفا كبرى مدن جنوب شرق النيجر لوكالة فرانس برس "منذ هذا الصباح نحو الساعة 08,30 (07,30 تغ) راينا قوات نيجرية وتشادية تتجه الى الحدود مع نيجيريا وبعد نحو نصف ساعة سمعنا اصوات اطلاق نار قوية خصوصا من اسلحة ثقيلة".
واشارت اذاعة انفاني الخاصة ومقرها ديفا الى ان "اكثر من 200 عربة رباعية الدفع مجهزة برشاشات ودبابات وسيارات اسعاف وصهاريج ماء وشاحنات نقل لوجستي" ضمن القافلة العسكرية.
ويشكل هذا الهجوم بداية فتح جبهة جديدة ضد بوكو حرام في نيجيريا.
وينتشر الآلاف من الجنود النيجريين والتشاديين منذ اكثر من شهر في حالة دفاعية في اقليم ديفا تحت نيران بوكو حرام، التي اعلن زعيمها ابو بكر شيكاو في تسجيل صوتي ثم بثه السبت مبايعته زعيم تنظيم الدولة الاسلامية ابو بكر البغدادي. ووصف الخطوة بانها واجب ديني ومن شأنها "اثارة غضب اعداء الله".
وقال ابو بكر شيكاو في تسجيل مدته ثماني دقائق ووضع على حساب بوكو حرام على موقع تويتر "نعلن مبايعتنا خليفة المسلمين ابراهيم ابن عوض ابن ابراهيم الحسيني القرشي" ابو بكر البغدادي الذي اعلن نفسه في حزيران 2014 "خليفة" على اراض بين سوريا والعراق.
وكان ابو بكر شيكاو يتكلم بالعربية مع ترجمة مكتوبة لاقواله بالفرنسية والانكليزية. ولا يمكن التحقق من صحة التسجيل الصوتي على الفور لكن الصوت يعود بشكل واضح الى شيكاو الذي يظهر عادة في رسائله التي يوجهها بتسجيلات فيديو.
وكانت الدول المجاورة لنيجيريا، تشاد والكاميرون والنيجير، والتي تعرضت بدورها لاعتداءات بوكو حرام في منطقة بحيرة تشاد، شنت هجوما مشتركا اواخر كانون الثاني ضد المقاتلين المتطرفين. واضطر هؤلاء الى الانسحاب من مواقع عدة في اقصى شمال نيجيريا.
ويوم السبت هزت مدينة مايدوغوري معقل بوكو حرام في شمال شرق نيجيريا ثلاثة انفجارات. واوقعت 58 قتيلا على الاقل و139 جريحا.
وفي اليوم ذاته اعلن الجيش النيجيري نجاحا عسكريا جديدا ضد بوكو حرام، اذ طرد مقاتليها من بلدتي بوني يادي وبوني غاري في ولاية يوبي بعدما كان تحدث سابقا عن استعادة مدينة مارت في بورنو.
ونقلت تقارير ان المقاتلين المتطرفين يتجمعون في مدينة غووزا، التي تعتبر مقر الجماعة، في ما يحتمل ان يكون تحضيرا لهجوم مضاد.
وسيطرت بوكو حرام على غووزا في ولاية بورنو في تموز العام 2014، واعلن شيكاو في آب انها جزء من "الخلافة الاسلامية". ولحق ذلك باعلان مشابه من زعيم "الدولة الاسلامية" ابو بكر البغدادي نفسه، في وقت كانت المجموعتان توسعان من انتشارهما في مناطقهما.
واظهرت مؤشرات في السابق سعي بوكو حرام الى الارتباط بتنظيم الدولة الاسلامية. وفي الاشهر الاخيرة ظهر تشابه في وسائل الدعاية التي يتبعها التنظيمان، وخصوصا في التسجيلات المصورة التي بثت مباشرة على الانترنت لضمان جمهور واسع.
وفي هذا الصدد، يقول ماكس ابراهامز، الخبير في المجموعات المتطرفة في جامعة نورث إيسترن في بوسطن، ان بوكو حرام وتنظيم الدولة الاسلامية، الذي من المفترض ان يرد على اعلان المبايعة، يلائمان بعضهما، بل انهما "حليفان طبيعيان".
وبحسب خبراء، فان اعلان بوكو حرام المبايعة لتنظيم الدولة الاسلامية، الذي يحاول ايضا الدفاع عن المناطق التي يسيطر عليها في العراق، هو نتيجة الضغط العسكري.
ويوضح يان سانت بيير، الخبير في مكافحة الارهاب في مجموعة الامن الحديث الاستشارية في برلين، "لدينا منظمتان عانتا من نكسات عدة خلال الاسابيع او الاشهر القليلة الماضية". ويشرح ان المبايعة "قد تكون طريقة لبعث رسالة للقوات المقاتلة من اجل تحسين المعنويات او جذب المزيد من المناصرين، وخاصة في حالة بوكو حرام".
واقترح ان تكون المبايعة مرتبطة بتمدد "الدولة الاسلامية" الى ليبيا، التي تحصل منها بوكو حرام على السلاح والذخائر غبر طرق التهريب في منطقة الصحراء. وتابع ان "غالبية التواصل الذي حصل بين مجموعات او فصائل متصلة ببوكو حرام وتنظيم الدولة الاسلامية تم عبر هذا المحور، فضلا عن السودان".
وتثير المبايعة امكانية جر القوى الغربية التي بقيت بمنأى عن اي تدخل عسكري مباشر قي شمال شرق نيجيريا الى النزاع الدائر هناك، والذي اسفر منذ العام 2009 عن مقتل اكثر من 13 الف شخص. ويُنظر بشكل كبير الى هذا النزاع على انه قضية "محلية" او اقليمية على اوسع تقدير.
ويقول ريان كومينغ من مؤسسة "ريد 24" الاستشارية ان "العمل بالوكالة عن تنظيم الدولة الاسلامية قد يوجه الجهود الغربية ضد نشاط الجماعة، وخاصة فرنسا التي تقود حملة دولية لمكافحة الارهاب في غرب ووسط افريقيا".
وكانت جماعات متطرفة عدة من ليبيا الى باكستان اعلنت في وقت سابق ولاءها او دعمها لتنظيم الدولة الاسلامية الذي وسع الشهر الماضي من عملياته لتصل الى ليبيا الغارقة اصلا في الفوضى.
وحذر خبراء من تضاعف هجمات بوكو حرام مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والتشريعية في نيجيريا في 28 آذار.