صدامات في فرانكفورت مع تدشين مقر البنك المركزي الاوروبي الجديد

Read this story in English W460

في موازاة حفل تدشين المقر الجديد للبنك المركزي الاوروبي في فرانكفورت شهدت المدينة الالمانية صدامات بين الشرطة ومتظاهرين مناهضين لسياسات التقشف اسفرت عن اصابة العشرات بجروح، وفق الشرطة والمنظمين الذين قالوا انهم حشدوا اكثر من 15 الى 20 الف شخص.

ودشن البنك المركزي الاوروبي الاربعاء مقره الجديد وسط حماية مشددة للغاية من الشرطة فيما تجمع المتظاهرون القادمون من مختلف انحاء اوروبا بغية تعكير صفو المناسبة.

ولاحظت صحافية من وكالة فرانس برس قبل الساعة السادسة صباحا بتوقيت غرينتش اثار رشق حجارة على نوافذ بلدية المدينة فيما تدخلت شاحنة لاجهزة الاطفاء لاخماد اطار مشتعل في الشارع وبدأت صفارات الانذارات تدوي في المدينة.

وقالت متحدثة باسم شرطة فرانكفورت لوكالة فرانس برس ان 14 شرطيا اصيبوا بجروح لم توضح طبيعتها، فيما اصيب 80 اخرون بتحسس في العينين بسبب الغاز.

واشار تحالف بلوكوباي الذي دعا للتظاهر احتجاجا على سياسات التقشف ضد البنك المركزي الاوروبي، عبر تويتر الى اصابة 21 من مناصريه بضرب الهراوات وتحسس 107 من الغاز المسيل للدموع او رذاذ الفلفل. 

واكدت الشرطة توقيف 19 شخصا. 

واظهر شريط فيديو نشرته الشرطة ناشطين فوضويين من حركة بلاك بلوك يهاجمون مركزا للشرطة.

واشار كريستوف كلاين المتحدث باسم بلوكوباي في مؤتمر صحافي الى وجود ستة الاف متظاهر في المدينة اي اقل من التقديرات التي تحدثت في الايام الاخيرة عن عشرة الاف.

وفي الصباح اتخذت التظاهرات منحى عنيفا اربك حتى المنظمين انفسهم. وقال اولريخ فيلكن وهو متحدث اخر باسم الحركة "هذا ما لم نكن نتصوره"، مضيفا "لا نريد ان يكون بعد الظهر شبيها بما حصل في الصباح".

وتراجع التوتر منتصف النهار قرب مبنى البنك المركزي الاوروبي لكن زجاج العديد من مواقف الباصات والترامواي كان مهشما والكثير من الحجارة تملأ الشارع.

يتألف المبنى الجديد للبنك المركزي الاوروبي من برجين زجاجيين متصلين في القمة ويقع في شرق المدينة على ضفاف نهر مين الذي يجتاز فرانكفورت في حي المرفأ القديم اوستند، ويستضيف فرق المؤسسة المالية منذ نهاية تشرين الثاني/نوفمبر.

دشن المبنى الذي يبلغ ارتفاعه 185 مترا وكلف بناؤه 1,3 مليار يورو، في حضور رئيس البنك الاوروبي المركزي ماريو دراغي. وقد دعي ما بين 60 ومئة ضيف الى هذا الحفل الذي تقرر ان يكون "بسيطا" بسبب ظروف الازمة كما قال متحدث.

وبعد الظهر تحرك الحشد الى وسط المدينة حيث ساد جو احتفالي القيت خلاله خطب ورفع المشاركون لافتات كتب عليها "الترويكا تساعد البنوك بدل الناس" و"ايها البنك المركزي يكفي اوامر".

وفي عداد خطباء الائتلاف الذي دعا للتظاهر ويضم احزابا يسارية ونقابات ومنظمات غير حكومية النائب الاوروبي الاسباني ميغيل يوربان احد مؤسسي حركة "بوديموس" المعارضة لسياسات التقشف والذي يعتبر الاوفر حظا في الانتخابات المقبلة، وممثل عن حزب سيريزا اليوناني الراديكالي الحاكم، وممثلون عن حركة اتاك المناهضة للعولمة. 

وقال رولان ساب العضو في بلاكوباي وحركة اتاك المناهضة للعولمة في المانيا "نناضل من اجل اوروبا اخرى، اجتماعية وديمقراطية".

وقامت الشرطة في فرانكفورت بتعبئة الاف العناصر وعشرات خراطيم المياه وكذلك مروحيات لمواكبة الحدث.

وصرحت متحدثة باسم الشرطة لوكالة فرانس برس "هذا الانتشار للشرطة هو من اكبر عمليات الانتشار التي تنظم في المدينة"، ورأت ان هناك "احتمالا كبيرا" ان تلجأ مجموعات صغيرة الى العنف.

وجاء الكثير من المتظاهرين من انحاء المانيا ودول اوروبية اخرى.

وهكذا جاءت اليونورا فورنزا النائبة الاوروبية الشيوعية الايطالية من باري مع وفد كبير. وقالت لوكالة فرانس برس ان البنك المركزي الاوروبي "مسؤول عن البطالة المرتفعة" التي تخنق ايطاليا.

من جهته قال النائب الاوروبي من حزب بوديموس الاسباني المناهض للتقشف ميغيل يوربان ان "البنك المركزي الاوروبي دعا الى احتفال"، "لكننا نحن الذين ندفع تكاليف هذه الاحتفالات (...) وهذه الاعياد هي بؤسنا".

وحزب بوديموس على راس الاستطلاعات للفوز في الانتخابات التشريعية المقبلة في اسبانيا.

وفي اواخر اذار وقعت صدامات على هامش تظاهرة مناهضة للراسمالية في فرانكفورت اسفرت عن جريح في صفوف الشرطة واضرار كبيرة في وسط المدينة قدرت السلطات قيمتها باكثر من مليون يورو.

وعندما كان مقر البنك المركزي الاوروبي لا يزال في وسط فرانكفورت شهد ايضا عند اسفل برجه اعتصاما لناشطي اوكوباي الحركة المناهضة للراسمالية التي ظهرت في اواخر 2011.

وحركة بلوكوباي التي برزت في 2012 في فرانكفورت تفضل من جهتها التظاهرات واغلاق الطرق ولم تنظم حتى الان فعاليات سوى في هذه المدينة.

التعليقات 0