لبنان "يرفض مبادلة عسكريي عرسال بموقوفين عرب وخطيرين"

قررت قطر ان تعزز حضورها في ملف عسكريي عرسال المختطفين من قبل الجماعات الارهابية، وسط حديث عن لائحة من اربعين اسماً قدمتها "جبهة النصرة" في اطار المفاوضات ورفض لبنان المبادلة بموقوفين لديه ممن يحملون الجنسيات العربية.

فقد أفادت صحيفة "السفير"، الجمعة، ان مسؤول المخابرات الخارجية القطرية كان قد زار العاصمة التركية حيث اجتمع أكثر من مرة بقياديين من "النصرة" وناقش معهم اللوائح التي كانوا قد أرسلوها الى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.

وأشارت الى ان الاجتماعات في انقرة تزامنت مع قيام شخصية سورية جديدة تمثل القطريين بزيارة الى جرود عرسال لتفقد العسكريين اللبنانيين المحتجزين لدى "النصرة"، ولقاء القادة الميدانيين المسؤولين هناك وأبرزهم أمير النصرة في القلمون أبو مالك التلي.

وأوضحت مصادر "السفير" أن قطر قررت تزخيم حضورها في ملف العسكريين، "الأمر الذي انعكس ايجابا على مجريات المفاوضات"، نافية دفع السلطات القطرية اية أموال للخاطفين.

يُذكر ان معلومات صحافية أفادت الشهر الفائت ان "القطريين أبلغوا ابراهيم أنهم لم ينسحبوا من هذا الملف إلا إعلامياً، ولكنهم يواصلون مساعيهم وهم تمكنوا من إحداث خرق مع جبهة النصرة".

وفي الثاني من آب الفائت، وقعت معركة استمرت اياما بين الجيش ومسلحي النصرة وداعش الذين قدموا من سوريا، تسببت بمقتل عشرين جنديا و16 مدنيا وعشرات المسلحين. وانتهت بانسحاب المسلحين من عرسال واختطاف أكثر من 25 عسكريا في الجيش وقوى الأمن.

وقام داعش بقطع رأس اثنين من العسكريين المختطفين من قبله، في حين أعدمت النصرة اثنين آخرين رمياً بالرصاص.

وفي اطار المفاوضات كشفت مصادر ديبلوماسية عربية معنية بالملف لـ"السفير" ان لائحة من أربعين اسما قدمتها النصرة، "اندرجت في خانة التفاوض ولم تكن مقفلة، وذلك بمبادرة من النصرة نفسها التي أبدت جهوزية غير مسبوقة للأخذ والرد في ملف العسكريين".

ولفتت الى ان السلطات اللبنانية تلتزم بإطلاق سراح 19 اسماً معظمهم من اللبنانيين وليس بينهم أحد من "الموقوفين الخطيرين، وتحديدا ممن صدرت بحقهم أحكام بالإعدام أو بالسجن مدى الحياة".

وأضافت ان لائحة النصرة تضمنت أسماء ثلاث سيدات هن العراقية سجى الدليمي طليقة أبو بكر البغدادي (مع أولادها) واللبنانية جمانة حميد والسورية آلاء العقيلي زوجة القيادي في "النصرة" أنس شركس المعروف بـ"أبو علي الشيشاني".

يُشار الى ان السلطات اللبنانية اوقفت هذه السيدات، في أوقات سابقة، لارتباطهنّ بعمليات ارهابية.

من هنا، أفادت مصادر عربية "السفير"، ان الجانب اللبناني رفض شمول الصفقة موقوفين من جنسيات عربية، وذلك بسبب وجود معاهدات بين لبنان والدول العربية تمنع هكذا أنواع من التبادل والمقايضة.

ولفتت الى ان عدد العرب الذي ضمن لائحة النصرة يصل إلى نحو عشرة وهم سعودي وتونسي ويمنيان وجزائري وفلسطيني وعدد من السوريين.

كما ان الجانب اللبناني رفض ايضاً المبادلة بموقوفين خطيرين، حيث قالت المصادر: "بطبيعة الحال تبلغنا من السلطات اللبنانية أنها ترفض إطلاق كل من تورط بالدم وصدرت بحقه أحكام سواء بالإعدام أو السجن المؤبد".

ج.ش.

ك.ك.