هل يهدد الهجوم الدامي على متحف باردو الديموقراطية الوليدة في تونس؟

Read this story in English W460

صدم الهجوم الدموي الاربعاء على سياح أجانب في متحف باردو الشهير والذي تبناه تنظيم الدولة الاسلامية، التونسيين وأظهر خللا كبيرا في المنظومة الامنية لِما بعد الثورة التي اطاحت مطلع 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

 فهل يهدد هذا الهجوم الديموقراطية الوليدة في تونس التي تعتبر حتى الان نموذجا للانتقال الديموقراطي السلمي في المنطقة العربية؟.

 

- هل نموذج الانتقال الديموقراطي مهدد؟

أجاب الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي (88 عاما) مساء الخميس عن هذا السؤال عندما قال في تصريح صحافي ان مسار الانتقال الديموقراطي في بلاده "مترسخ" وانه "لن تكون هناك عودة الى الوراء".

ولم يؤثر الهجوم على متحف باردو في التحالف الحكومي الحالي القائم بين حزب "نداء تونس" المعارض للاسلاميين، وحركة النهضة الاسلامية التي واجهت في السابق اتهامات العلمانيين بالتساهل مع الجهاديين عندما حكمت تونس من نهاية 2011 وحتى مطلع 2014.

ويرى مايكل بشير العياري المحلل الرئيسي لشؤون تونس في "مجموعة الأزمات الدولية" ان "الانتقال السياسي التونسي يبقى أملا" قائما لأن "التسوية بين الاسلاميين ومناهضي الاسلاميين لم تنفرط" إثر الهجوم على متحف باردو.

 

- هل بالإمكان التوفيق بين الأمن والديموقراطية؟

هناك شبه إجماع في تونس على ضرورة توفير السلطات الامن للبلاد من دون تراجع عن المكتسبات الديموقراطية.

وتتعرض الأحزاب السياسية الفاعلة في تونس لانتقادات حادة بسبب تأخرها في وضع استراتيجية لمكافحة الارهاب وفي اعتماد قانون جديد لمكافحة الارهاب.

لذلك "سيكون التحدي السياسي الرئيسي للطبقة السياسية التونسية خلال الاسابيع القادمة، تجنب اغراء العودة الى الحكم الاستبدادي الذي أظهر الاعتماد عليه في الماضي عدم نجاعته على ضمان الاستقرار على المدى الطويل" بحسب ما كتب مايكل العياري على الموقع الالكتروني لـ"مجموعة الازمات الدولية".

وأضاف العياري  "في الوقت نفسه، سيكون على تونس تعزيز شرعية ونجاعة قوات الامن إن ارادت الدولة الاجابة على التحديات الاقتصادية والاجتماعية".

لكن وفي النهاية فإن هذا الجدل الذي لم يُحسم بعد، كان نفسه في الولايات المتحدة إثر هجمات 11 سبتمر 2001، وفي فرنسا بعد الهجوم في كانون الثاني/يناير الماضي على مقر صحيفة جريدة شارلي ايبدو.

وبحسب وزارة الداخلية التونسية فإن منفذيْ هجوم باردو الذين قتلتهما الشرطة، كانا معروفين لدى أجهزة الأمن.

وقد واجهت  الوزارة انتقادات حادة بسبب عدم توقيفهما بشكل استباقي ووقائي. 

وفي ردها على هذه الانتقادات قالت الوزارة ان القانون يمنع توقيف اشخاص من دون أدلة على ارتكابهم جرائم. 

ومساء الخميس أعلن كاتب الدولة لدى وزير الداخلية المكلف بالشؤون الامنية رفيق الشلي في تصريح لتلفزيون "الحوار التونسي" الخاص  إن الشرطة قبضت في وقت سابق على ياسين العبيدي، أحد منفذي الهجوم على متحف باردو، ثم اطلقت سراحة.

وقال ان العبيدي "من العناصر المشبوهة... التي يقال عنها الخلايا النائمة، نعرفهم وهم تكفيريون ويمكن ان يقوموا بعمليات لكن يجب جمع ادلة للقيام بعملية توقيف".

 

- حركة النهضة الاسلامية، تهديد أم فرصة؟

تختلف حركة النهضة الاسلامية عن عدة احزاب اسلامية عربية. 

وتخلت الحركة في وقت سابق عن مطلب بالتنصيص ضمن الدستور التونسي الجديد على ان الشريعة الاسلامية مصدر من مصادر التشريع. وقد دافعت قواعد الحركة واسلاميون متشددون بقوة عن هذا المطلب.

وتقول حركة النهضة ان الديموقراطية هي نظام الحكم الأنسب لتونس.

وبعد تردد، وإغراءات بالنزوع نحو الحكم الاستبدادي في العامين 2012 و2013، وإقامتها علاقات إشكالية مع التيار السلفي الجهادي في تونس، انتهت حركة النهضة الى قبول اعتماد نظام حكم لييرالي وبالتنصيص على مبادىء هذا الحكم في الدستور الجديد الذي اقره البرلمان في 2014.

وإثر الهجوم الدامي على متحف باردو اعلنت حركة النهضة في بيان انها "تؤكد أن هذه الجريمة لن تكسر إرادة شعبنا ولن تنال من ثورتنا وديموقراطيتنا وأن الشعب الذي انتصر على الدكتاتورية سينتصر على الإرهاب".

التعليقات 0