القوات العراقية تستأنف هجومها على معاقل الدولة الاسلامية تكريت بغطاء جوي دولي

Read this story in English W460

استأنفت القوات العراقية هجومها على مدينة تكريت بعدما عززت موقعها بالدعم الجوي القوي الذي قدمته الولايات المتحدة اخيرا لطرد الجهاديين الذين استولوا على هذه المدينة قبل تسعة اشهر.

وبعد تدخل التحالف انسحبت قوات الحشد الشعبي الشيعية من عملية استعادة تكريبت، حسبما اعلن ضابط اميركي. 

وكانت واشنطن متحفظة على التدخل المباشر في المعركة التي تقودها فصائل شيعية مدعومة من ايران. لكن وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) بدت حريصة على تاكيد دورها كشريك رئيسي لبغداد في حربها ضد تنظيم الدولة الاسلامية.

وشنت واشنطن الغارات بطلب من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، كما قالت القيادة الاميركية التي تشرف على هذه الضربات.

وقال عميد في الجيش العراقي يعمل في قيادة عمليات صلاح الدين طالبا عدم كشف هويته ان الهجوم على تكريت بدأ من ثلاثة محاور.

واوضح ان المحور الاول "بدأ من الخط الجنوبي من ناحية العوجة نحو المدينة والثاني هو الغربي من منطقة الديوم باتجاه حي الزهور والمحور الشمالي والثالث من حي الهياكل نحو حي الصناعي بالمدينة"، مشيرا الى "هجوم اخر سيكون عبر النهر بين ناحية العلم".

ويشارك في العملية قوات الحشد الشعبي وهي فصائل شيعية بالاضافة الى قوات مكافحة الارهاب وقوات التدخل السريع والشرطة الاتحادية، ووحدات من الجيش.

واعلن مسؤول دفاعي اميركي لوكالة فرانس برس "الان بدات فعلا العملية لاستعادة تكريت".

وقال اللفتنانت جنرال جيمس تيري المشرف على القيادة المكلفة الجهود الحربية الاميركية ان "هذه الغارات تهدف الى تدمير مواقع لتنظيم الدولية الاسلامية بدقة وتفادي سقوط ضحايا ابرياء من العراقيين وتجنب الحاق اضرار بالبنى التحتية".

واضاف ان "ذلك من شانه تعزيز قدرة القوات العراقية تحت القيادة العراقية على المناورة والانتصار على تنظيم الدولة الاسلامية في منطقة تكريت".

وليس واضحا عدد المدنيين العالقين حتى الان داخل مدينة تكريت، لكن متحدثا باسم الهلال الاحمر قال الاسبوع الماضي ان اكثر من 30 الف او اقل الاعداد المتبقية في داخل المدينة.

وعبرت واشنطن عن تحفظها الشديد على الدور الذي تلعبه المجموعات الشيعية التي اتهم بعضها باساءات خطيرة.

وظهر قائد فيلق القدس الايراني الجنرال قاسم سليماني في كل مكان على الخطوط الامامية في صلاح الدين، وينظر كثير من العراقيين الوقوف وراء ادارة العمليات البرية في العراق.

وكان المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ستيفن وورن صرح في لقاء مقتضب مع الصحافيين في البنتاغون الاربعاء ان الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة هو الشريك الافضل للعراق.

واضاف ان العراقيين كانوا واثقين من النصر عند بدء الهجوم لاستعادة تكريت في مطلع الشهر الحالي الا ان "القتال في الشوارع امر صعب وبطيء" والائتلاف يملك قدرات عسكرية لا تضاهى.

وتابع وورن "اعتقد انه من المهم ان يدرك العراقيون ان اكثر ما هم بحاجة اليه في معركتهم ضد تنظيم الدولة الاسلامية هو شريك يمكن الوثوق به".

واضاف ان "القدرات العسكرية المتطورة والمحترفة والتي يمكن الاعتماد عليها امور من الواضح جدا انها جزء من الائتلاف الدولي".

ودافعت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جين بساكي عن جهود التحالف لاعادة سيادة العراق، التي كانت على شفا حفرة قبل تسعة اشهر.

وقالت "ما يقرب الى ثلاثة الاف ضربة قتلت الاف المقاتلين وعدد كبير من القادة ، ودمرت نحو 1500 عجلة ودبابة، واكثر من مئة مدفع وموضوع هاون، ودمرت كذلك 3400 موضعا قتاليا ومعسكرا تدريبيا وساترا في العراق وسوريا".

وتصر الفصائل التي تحظى بدعما ايرانيا على انها قادرة على اداء العمل بمفردها ودون دعم طيران التحالف وهددت بالانسحاب من العملية اذا تدخل طيران التحالف.

وقد اعلن قائد القوات الاميركية في الشرق الاوسط الجنرال لويد اوستن خلال جلسة في مجلس الشيوخ الخميس ان قوات الحشد الشعبي الشيعية العراقية انسحبت من الهجوم على مدينة تكريت شمال العراق.

وقال الجنرال اوستن ان "الميليشيات الشيعية انسحبت من منطقة" تكريت وان نحو اربعة الاف عنصر من القوات الخاصة والشرطة العراقية يشاركون الأن في العملية الجارية لاستعادة المدينة من تنظيم الدولة الاسلامية والتي بدأت قبل ثلاثة اسابيع.

وتريد واشنطن ان تكون القوات العراقية النظامية المستفيد الرئيسي من عودتها الى الساحة العراقية التي انسحبت منها في 2011 بعد ثمانية سنوات من الاحتلال.

واعطى الرئيس الاميركي باراك اوباما موافقته لشن الغارات شرط ان تضطلع القوات العراقية بدور اكبر في الهجوم بدلا من الميليشيات الشيعية التي تدربها وتسلحها ايران.

وترتدي مدينة تكريت اهمية ستراتيجية ورمزية على حد سواء، فهي مسقط راس الرئيس الاسبق صدام حسين الذي اطيح فيه خلال الغزو الذي قادته الولايات المتحدة.

واعادة السيطرة حسبما يرى القادة الميدانيون خطوة اساسية نحو اعادة السيطرة على الموصل، ثاني اكبر مدينة في العراق التي استولى عليها الجهاديون في حزيران.

التعليقات 0