واشنطن تتخلى عن مهلة منتصف الليل وتمدد المحادثات مع ايران حتى الاربعاء

Read this story in English W460

تخلت الولايات المتحدة عن مهلة منتصف الليل للوصول الى "تسوية تاريخية" مع ايران حول برنامجها النووي، وأعلنت عن تمديد المحادثات حتى غد الاربعاء.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف "اقد حققنا تقدما يما فيه كفاية في الايام الماضية، مما يستحق البقاء حتى الأربعاء".

وأضافت "هناك العديد من المسائل الصعبة التي مزال علينا حالها".

وعاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء الى لوزان التي كان غادرها الاثنين للانضمام الى نظرائه في مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين بالاضافة الى المانيا)، وسط معلومات شحيحة عن تقدم المباحثات في اجواء محمومة تزداد سخونتها مع اقتراب مهلة منتصف الليل.

في هذه الاثناء اعلن مسؤول اميركي كبير الثلاثاء ان المفاوضات في لوزان حول البرنامج النووي الايراني قد تتواصل الاربعاء اذا تم احراز تقدم في الساعات المقبلة.

وقال المسؤول في الخارجية الاميركية ان "خبراءنا ودبلوماسيينا يعملون من دون كلل لنرى اذا كنا قادرين على التوصل الى اتفاق. سنواصل بالتأكيد العمل اذا واصلنا احراز تقدم وصولا الى الغد اذا كان ذلك مفيدا".

وتنتهي نظريا مهلة التوصل الى اتفاق منتصف ليل الثلاثاء.

من جانبه صرح المتحدث باسم المنظمة الايرانية للطاقة الذرية بهروز كمال وندي للصحافيين ان المفاوضات الماراتونية حول الملف النووي الايراني تتقدم لكن "ببطء".

وقال المسؤول الايراني "نتقدم لكن ببطء. فنظرا الى الطابع المعقد للمسائل وواقع ان الامر يتعلق بالدراسة النهائية للمواضيع، فان ذلك يجري ببطء".

وكان مصدر دبلوماسي قال في وقت سابق  "لم تحل الامور"، مضيفا ان المحادثات ستتواصل طوال النهار وانه لا يزال من الممكن التوصل الى اتفاق.

وصرح مصدر اخر قريب من المفاوضات "آمل في ان نتوصل الى شيء ما اليوم" واصفا اجواء المحادثات بانها صعبة على الدوام.

ومن المفترض ان تتوصل الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا والمانيا) مع ايران اليوم الى تسوية اولية اساسية في ملف بالغ التعقيد يلقي بثقله على العلاقات الدولية منذ 12 عاما.

والهدف هو التثبت من عدم سعي ايران لحيازة القنبلة الذرية، لقاء رفع العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها.

واذا كان استحقاق 31 اذار لا يمثل الفرصة الاخيرة، الا انه محطة اساسية من اجل مواصلة المحادثات سعيا للتوصل الى اتفاق تاريخي كامل يحسم كل التفاصيل التقنية بحلول 30 حزيران.

واشار المفاوضون من الجانبين الى ان الفشل في التوصل الى اتفاق بحلول منتصف ليل الثلاثاء لا يعني تلقائيا القطيعة ونهاية كل المفاوضات.

غير ان الجميع متفقون على ان الوضع سيكون اكثر تعقيدا وصعوبة بكثير، ولا سيما بسب الضغوط الداخلية في الولايات المتحدة وايران، حيث سيعزز فشل مفاوضات لوزان موقف المعارضين لاي اتفاق في واشنطن وطهران مرورا بالرياض والقدس.

ولليوم الثالث على التوالي تحدث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء محذرا من ان التوصل الى اتفاق حول الملف النووي الايراني في لوزان "سيمهد الطريق" امام طهران للحصول على السلاح النووي.

وقال نتانياهو في خطاب امام البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) "اكبر تهديد لامننا ومستقبلنا كان وسيبقى محاولة ايران حيازة اسلحة نووية. الاتفاق الذي تجري صياغته في لوزان يمهد الطريق نحو هذا الهدف". وتعهد نتانياهو ان "تقوم (اسرائيل) بكل ما بوسعها لضمان امننا ومستقبلنا"

وقبل ان يغادر موسكو ابدى لافروف تفاؤله معتبرا ان احتمالات التوصل الى اتفاق "جيدة".

وقال "لا شيء مؤكدا مئة بالمئة لكن الفرص كبيرة اذا لم يرفع اي من الاطراف المشاركين سقف مطالبه في آخر لحظة".

والمفاوضات مستمرة في لوزان منذ ستة ايام ليل نهار. وبعد ماراتون دبلوماسي غير مسبوق مستمر منذ 18 شهرا، تصطدم المباحثات دائما بنقاط مهمة.

والمطلوب في المقام الاول تحديد مدة الاتفاق، اذ تطالب الدول الكبرى بتحديد اطار صارم لمراقبة النشاطات النووية الايرانية وخصوصا في مجال البحث والتطوير لمدة لا تقل عن 15 عاما، غير ان ايران ترفض الالتزام باكثر من عشر سنوات.

كما ان مسالة رفع عقوبات الامم المتحدة لا تزال تشكل نقطة خلاف كبيرة. فايران تريد ان يتم الغاؤها فور توقيع الاتفاق الا ان القوى الكبرى تفضل رفعا تدريجيا للعقوبات الاقتصادية والدبلوماسية التي يفرضها مجلس الامن الدولي منذ 2006.

وفي حال رفع بعض هذه العقوبات، فان بعض دول مجموعة 5+1 تريد الية تسمح باعادة فرضها بشكل سريع في حال انتهكت ايران التزاماتها، كما افاد دبلوماسي غربي.

وحضت ماري هارف المتحدثة باسم الخارجية الاميركية مساء الاثنين المفاوضين على اتخاذ قرارهم وقالت "حان الان وقت القرارات (...) حان وقت ان نقول نعم او لا". 

واضافت "قلنا ان 31 اذار حد اقصى. ينبغي ان يعني ذلك شيئا. القرارات لن تكون اسهل بعد 31 من الشهر. اذا لم نتوصل الى توافق سيتعين علينا ان ننظر الى الطريق امامنا ونرى اين نحن. وبعدها نتخذ القرارات".

التعليقات 0