حرب المعادلات الجديدة
Read this story in Englishمع انفجار الحرب في اليمن، بات واضحا أن المسألة في المنطقة لم تعد مسألة معارك متفرقة تتنقل بين الساحات اللبنانية والسورية والعراقية والبحرينية واليمنية، تحاول إيران من خلالها الإمساك بمزيد من الأوراق، وتحاول دول الخليج العربي ومصر في المقابل، الحد من التمدد الإيراني واحتوائه.
لقد أظهرت حرب اليمن أن المملكة العربية السعودية ومصر تضعان إيران أمام خيارين لا ثالث لهما:
1- إما التوقف عن التمدد الإستراتيجي وعن قضم النفوذ العربي في دول المنطقة.
2- أو مواجهة شاملة تتخطى الحدود التي ترسمها إيران.
وهكذا فقد باتت المعادلات التي طرحتها إيران خلال الأسابيع القليلة الماضية كجزء من إبراز قوتها وحضورها وتثبيت نفوذها، في مواجهة معادلات أخرى طرحتها المملكة العربية السعودية ومصر، من خلال الآتي:
1- البرنامج النووي الإيراني الشيعي في مواجهة برنامج نووي باكستاني سني على المدى المنظور، وفي مواجهة برنامج نووي سعودي أعلنت المملكة صراحة أنها ستتجه اليه لبناء التوازن الإستراتيجي مع إيران.
2- الأمبراطورية الفارسية الشيعية التي كثر الحديث عن استعادة حضورها، في مواجهة امبراطورية عثمانية سنية تدغدغ أحلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
3- الإتحاد الإيراني (الشيعي) الذي تحدث عنه مستشار الرئيس الإيراني يونسي بين كل من إيران والعراق وسوريا ولبنان في مواجهة اتحاد سني يبدأ بدول الخليج ويمر بمصر وينتهي في المغرب وباكستان.
إنها معادلات جديدة فجرتها بوضوح حرب اليمن، علما أن الحديث عن نجاح أي منها بالضربة القاضية غير دقيق. فالخطورة هي في الإستنزاف الذي ستدفع ثمنه شعوب المنطقة على مدى سنوات وسنوات.