موسكو ترفع حظر تسليم ايران صواريخ اس-300 وإسرائيل وواشنطن تنددان
Read this story in Englishانهت روسيا الاثنين الحظر الذي كانت فرضته على بيع ايران بطاريات صواريخ من نوع اس-300، معتبرة ضمنا ان الاتفاق الاطار الاخير الذي وقع في لوزان بين طهران والقوى الكبرى الست يتيح ذلك من دون انتظار الرفع الرسمي للعقوبات.
ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما قضى بوقف هذا الحظر، وفتح نظريا الطريق امام تسليم ايران هذا النوع من الصواريخ، الامر الذي ندد به المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية العقيد ستيف وارن معتبرا ان بيع هذه الصواريخ لايران "لا يساعد بشيء" في التوصل الى اتفاق نهائي مع ايران بشأن ملفها النووي.
من جهتها نددت اسرائيل بالقرار الروسي. واعتبر وزير الاستخبارات يوفال شتاينتز في بيان ان القرار الروسي يأتي "نتيجة مباشرة للشرعية التي منحت لايران عبر الاتفاق الجاري اعداده، والدليل على ان النمو الاقتصادي الذي سيلي رفع العقوبات ستستغله ايران في مجال التسلح وليس لما فيه خير الشعب الايراني".
بدورها اعربت وزارة الدفاع الاميركية عن قلقها من الخطوة. وقال المتحدث باسم الوزارة العقيد ستيف وارن للصحافيين "ان معارضتنا لبيع هذه الصواريخ قديمة وعلنية. ونحن نعتقد ان (بيع الصواريخ) لا يساعد".
واضاف "نحن نناقش هذه المسالة من خلال القنوات الدبلوماسية المناسبة".
وشرح وارن انه لم يتضح على الفور ما اذا كان قرار بوتين هو في حد ذاته انتهاكا للعقوبات الدولية المتفق عليها.
واضاف "ان محامي الوزارة سيدرسون ذلك .. فاية مبيعات لتكنولوجيا متطورة تسبب لنا القلق".
بالمقابل رحبت ايران بالقرار واعتبرت انه يمكن ان يساعد على اقرار "امن دائم" في المنطقة.
وقال وزير الدفاع الايراني حسن دهقان حسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ايرنا) ان "تطور التعاون الثنائي مع روسيا ومع الدول المجاورة في مجالات مختلفة يمكن ان يكون فعالا جدا من اجل الاستقرار والامن الدائم في المنطقة" في اشارة الى "التهديدات من خارج المنطقة وازدياد النشاطات الارهابية".
ويأتي قرار الكرملين في الوقت الذي يعكف ممثلو القوى الكبرى الست مع ايران على وضع التفاصيل التقنية والقانونية التي ستتيح التوقيع بحلول اخر حزيران على اتفاق نهائي بين الطرفين ينهي مشكلة الملف النووي الايراني القائمة منذ 12 عاما.
واعلن الكرملين في بيان مقتضب الاثنين مرسوما رئاسيا ينهي الحظر على مبيعات هذه الصواريخ لايران القادرة على اعتراض طائرات او صواريخ في الجو.
وكان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف اوقف عام 2010 تسليم ايران هذا النوع من الصواريخ تطبيقا لقرار مجلس الامن 1929 الذي فرض عقوبات على ايران بسبب ملفها النووي ومنع بيعها السلاح.
وردا على القرار الروسي لجأت روسيا الى محكمة التحكيم الدولية في جنيف وطالبت موسكو بتعويضات بقيمة اربعة مليارات دولار.
واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان وقف تسليم ايران هذه الصواريخ ليس مرتبطا بقرار مجلس الامن بل كان برغبة روسيا بالقيام بكل ما هو ممكن "لتحريك عملية التفاوض" حول الملف النووي الايراني.
وتابع لافروف معتبرا انه ما دام تسليم صواريخ اس-300 ليس مرتبطا بالحظر الذي فرضه مجلس الامن في حزيران 2010 ، فلا حاجة لكي تنتظر روسيا قرارا من مجلس الامن لرفع العقوبات عن ايران.
الا ان المرسوم رقم 1154 الذي وقعه مدفيديف في الثاني والعشرين من ايلول 2010 اشار الى "الاجراءات الواجب اتخاذها لتطبيق قرار مجلس الامن 1929".
وحرص لافروف على الاشارة الى "الطابع المحض دفاعي للصواريخ اس-300" معتبرا "انها لا تشكل اي تهديد لدول المنطقة وبينها بالتاكيد اسرائيل".
ويأتي اعلان موسكو الاثنين في ختام اشهر عدة من المفاوضات بين البلدين حول صواريخ اس-300. وكان البلدان وقعا في مطلع العام الحالي بروتوكول اتفاق لتعزيز "التعاون العسكري الثنائي المستند الى المصالح المشتركة" بين الطرفين.
والمعروف ان روسيا وايران تخضعان لعقوبات اقتصادية غربية، الاولى بسبب الازمة الاوكرانية والثانية بسبب برنامجها النوي.