مكافحة "الارهاب" في تونس والوضع في ليبيا محور زيارة الرئيس التونسي إلى واشنطن

Read this story in English W460

يبدأ الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الاربعاء زيارة رسمية تستغرق يومين الى الولايات المتحدة التي تنتظر منها تونس دعما عسكريا أكبر لمواجهة خطر جماعات جهادية مسلحة متحصنة في جبال غرب البلاد، والفوضى العارمة في ليبيا المجاورة.

وسيجري قائد السبسي (88 عاما) الذي اصبح منذ نهاية 2014 أول رئيس يصل الى الحكم في انتخابات حرة وديموقراطية في تونس، محادثات الخميس مع نظيره الاميركي باراك اوباما بعد لقاء الاربعاء مع وزير الخارجية جون كيري.

ويرافق الرئيس التونسي في هذه الزيارة وزير المالية سليم شاكر ووفد برلماني.

وسيلتقي قائد السبسي نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ووزيري الدفاع والتجارة.

وقال معز السيناوي الناطق الرسمي باسم الرئاسة التونسية الاثنين في مؤتمر صحفي "ما ننتظره من هذه الزيارة هو تدعيم الإمكانيات العسكرية والامنية التونسية بالمعدات وكذلك بالتدريبات".

وأضاف أن المساعدات العسكرية الاميركية لبلاده "تضاعفت منذ قيام الثورة التونسية" التي اطاحت في 14 كانون الثاني/يناير 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، موضحا "ننتظر ان تتضاعف قيمتها ثلاث مرات مقارنة بما كانت عليه سنة 2010".

وقال "من الطبيعي ان تكون مكافحة الارهاب من المواضيع الرئيسية" لمحادثات قائد السبسي مع المسؤولين الاميركيين و"أكيد سيكون الملف الليبي من المواضيع الرئيسية للمحادثات الثنائية".

وفي 10 نيسان الفائت اعلن نائب وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن ان واشنطن تعتزم مضاعفة مساعداتها سنة 2016 لقوات الامن والجيش في تونس لتبلغ 180 مليون دولار، وذلك بعد هجوم دموي في 18 اذار/مارس الماضي على متحف باردو الشهير بالعاصمة تونس اسفر عن مقتل 21 سائحا اجنبيا وشرطي، وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف.

وقال المسؤول الاميركي خلال زيارة الى تونس "نحن مستعدون لتقديم مساعدة وتدريب اضافي لقوات الامن في تونس، هدفنا هو تعزيز قدرتها على هزيمة هؤلاء الذين يهددون الحرية وسلامة الأمة".

ووفق المسؤول الاميركي، تتمثل المساعدات بالخصوص في "تجهيزات وأسلحة" ودعم تقني وتدريب لقوات الامن، ومساعدة الجيش على "إدارة الحدود".

وتوقع المسؤول ان "ترفع (المساعدات) من قدرات قوات الامن في تونس لمواجهة التحدي المتمثل في الارهاب (الذي يهدد) تونس والمجموعة الدولية بأسرها".

والخميس الماضي أعلنت الولايات المتحدة عن تسليم تونس 52 سيارة عسكرية من طراز هامفي، وزورقا للبحرية.

ومنذ الاطاحة مطلع 2011 بالرئيس المخلوع بن علي، قتل نحو 80 من عناصر الامن والجيش واصيب نحو 200 آخرين في هجمات لمسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، خططوا وفق السلطات التونسية لتحويل تونس الى "أول إمارة اسلامية في شمال افريقيا".

وفي الخامس من اذار الماضي حث الرئيس الأميركي تونس على القيام بإصلاحات لإنعاش اقتصادها المتعثر، وللحفاظ على التقدم الديموقراطي الذي تشهده البلاد منذ ثورة 2011.

وأورد أوباما في رسالة فيديو توجه بها الى التونسيين بمناسبة استضافة تونس مؤتمرا حول الاستثمار في شمال افريقيا "نعلم ان الديموقراطية تحتاج الى مؤسسات ديموقراطية قوية، لكن ايضا الى نمو اقتصادي وفرص حتى يلاحظ المواطنون ان الديموقراطية يمكن ان تقود الى حياة افضل".

وقال "بعبارة أبسط: تقدم تونس الديموقراطي وتقدم تونس الاقتصادي يسيران جنبا الى جنب".

وأضاف "عندما تكون القوانين والترتيبات حاضنة فعلا للاستثمارات الاجنبية، عندما تمكن دولة القانون والشفافية المؤسسات من اللعب حسب القواعد نفسها، عندها ستزدهر التجارة والاستثمار، هكذا يتم خلق وظائف جديدة" مشيرا الى "الطريق الطويل والصعب" نحو الازدهار.

من ناحيتها شددت وزيرة التجارة الأميركية بيني بريتزكر التي قادت الوفد الأميركي الى المؤتمر، على الاصلاحات الاقتصادية التي يتعين القيام بها في تونس خصوصا المتعلقة بـ"مجلة (قانون) الاستثمارات" والترتيبات الجبائية والجمركية اضافة الى المنظومة المصرفية.

ورغم ان مختلف الحكومات التي تعاقبت على تونس منذ ثورة 2011، اعلنت نيتها القيام بهذه الاصلاحات، إلا انها لم تطبق حتى الان بسبب ما شهدته البلاد من ازمات سياسية واجتماعية متتالية.

وتقول مؤسسات دولية وشركات ان تعقيد تشريعات الاستثمار في تونس والبيروقراطية والغموض الذي يلف الاجراءات الادارية هي الاسباب الرئيسية التي تعيق نمو الاقتصاد التونسي.

وسبق للباجي قائد السبسي ان التقى اوباما خلال زيارة قام بها 2011 الى الولايات المتحدة عندما كان رئيسا للحكومة الانتقالية التي قادت تونس حتى اجراء انتخابات المجلس الوطني التاسيسي التي فازت بها حركة النهضة الاسلامية.

التعليقات 0