سلام في السعودية: ما دمنا نحرص على وحدتنا الداخلية فسوف نحصّن لبنان

بدأ رئيس الحكومة تمام سلام الثلاثاء زيارة الى المملكة العربية السعودية واحدة من أهدافها تناول العلاقات المتوترة التي سادت بين الممكلة وحزب الله مؤخرا.

والتقى سلام في الزيارة ولي العهد السعودي الامير محمد بن نايف، في حضور رئيس تيار المستقبل سعد الحريري والوفد الوزاري الذي رافق سلام.

وأعقب الاجتماع مأدبة عشاء أقامها ولي العهد السعودي على شرف سلام والوفد المرافق، في مقر اقامتهم في مركز المؤتمرات - قصر الضيافة.

وحول الحملات التي تعرضت لها المملكة العربية السعودية من قبل بعض الجهات اللبنانية ، قال سلام "الموقف الرسمي اللبناني تعبر عنه الحكومة اللبنانية وليس أي جهة أخرى".

ولفت الى أن "اللبنانيين هم أهل وفاء يحفظون الجميل ويصونون عهد الأخوة العربية ولن ينسوا أبداً أفضال بلاد الحرمين كما لن يفرّطوا بالعلاقات المتينة والتاريخية مع المملكة".

وضم الوفد الوزاري الذي رافق رئيس الحكومة بحسب الوكالة، رئيس مجلس الوزراء سمير مقبل، وزراء الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، الصحة العامة وائل ابو فاعور، الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي، الخارجية والمغتربين جبران باسيل، اضافة الى الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء الركن محمد خير ورئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر ووفد اعلامي.

وبعد عملية "عاصفة الحزم" التي قادتها السعودية ضد الحوثييين في اليمن تأججت العلاقات بين المملكة وحزب الله وتزايدت الردود والخطابات العالية اللهجة بين الطرفين.

وتوقعت تقارير الثلاثاء أن يتم "تجميد" ملف تسليم الدفعة الثانية من الاسلحة ضمن الهبة السعودية للجيش بسبب مواقف بعض المسؤولين اللبنانيين حول "عاصفة الحزم".

وكان سلام شدد في حديث الى صحيفة "الشرق الأوسط" على "العلاقة العميقة والوثيقة" مع السعودية، معتبرا أن المملكة "تخوض حربا واضحة لا لبس فيها باتجاه الإرهاب وما يمثله من أذى وضرر على عقيدتنا ووطنيتنا وقوميتنا ومكانتنا كلنا".

عليه، دعا اللبنانيين الى " أن نتعاضد في مواجهة هذا الوضع لأن الأمة العربية لها تاريخها ولها وجودها ومستقبلها ويجب تعزيز ذلك كله".

وعلق سلام في حديثه الى الصحيفة عينها على تصريحات امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله المنتقدة لغارات التحالف العربي على اليمن، قائلاً: "نحن في بلد ديمقراطي، وهناك حرية لكل جهة ولكل قوى سياسية أن تدلي بمواقفها ورأيها في أمر ما داخليا وإقليميا وخارجيا".

كما حذر رئيس الحكومة من انعكاس الشغور الرئاسي على "الوحدة الداخلية"، موضحاً ان الخلافات بين القوى السياسية تسبب شللاً جزئيا لأداء مجلسي النواب والوزراء.

وإذاعرب عن خشيته "على لبنان وكل شيء فيه"، رأى ان "العجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية يؤدي إلى شبه تعطيل للسلطة التشريعية وتعثر على مستوى عمل الحكومة".

وسلط سلام الضوء على ضرورة التوافق بين القوى السياسية، قائلا "ما دمنا نحرص على وحدتنا الداخلية ونتجاوز خلافاتنا فسوف نحصّن لبنان ونحميه".

كما أكد ان "الوعي والإدراك المطلوب من القوى السياسية كافة هو اليوم على المحك"، داعيا سلام السياسيين الى "التمسك بالتوافق الذي "هو السبيل والملجأ للخروج من الأزمة السياسية التي نتخبط فيها".

وحول ملف تعيينات القادة الأمنيين، رأى رئيس الحكومة عبر "الشرق الاوسط" ان "ما يعرقل عمل الحكومة هو تصرف ومواقف القوى السياسية".

واضاف: "أحد الملفات هو التعيينات، لكن يبقى الملف الأكبر والأبرز وهو انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وفي رأيي هذا يجب أن يتم إخضاعه إلى مقياس توافقي وإجراءات توافقية للخروج بشيء يساعدنا في هذه المرحلة".

وعن تهديد وزراء تكتل "التغيير والاصلاح" بالاستقالة، علّق سلام: "هذا ما نسمعه في الإعلام لكن أنا شخصيا لم ألمس أي شيء جدي أو عملي في هذا الشأن".

واذ امل "الا تصل الأمور إلى أي تعطيل أو عرقلة"، رأى ان اعتكاف وزراء التكتل "يزيد من التعثر والضعف في مواجهة مرحلة صعبة جدا، لن نحصد منه سوى الضرر الكبير على الجميع في لبنان".

وكان رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون هدد بالاستقالة من الحكومة في حال الاستمرار بـ"تجاهل" وجهات نظره في ملف التمديد للقادة الامنيين.

وأمس الاثنين فشلت الحكومة في التوصل الى توافق في ملفي عرسال والتعيينات الامنية رغم النقاش الذي استغرق اكثر من ثلاث ساعات.

م.ن./ك.ك.