الرئيس الاوكراني يحذر من مخاطر تجدد المعارك شرق البلاد
Read this story in Englishحذرت اوكرانيا الخميس من التهديد "الخطير" الذي يشكله استئناف هجمات الانفصاليين الموالين لموسكو، غداة اندلاع موجة من العنف اسفرت عن 26 قتيلا في شرق البلاد فيما نبهت روسيا من جهتها من مخاطر "انهيار" عملية السلام.
وكانت معارك امس الاربعاء الاعنف في اوكرانيا منذ ان استعاد المتمردون مدينة ديبالتسيفي الاستراتيجية الواقعة بين معقلي الانفصاليين دونيتسك ولوغانسك، بعيد البدء بتطبيق وقف اطلاق النار في 15 شباط.
وقال الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو في خطابه السنوي في البرلمان الاوكراني، ان "التهديد باستئناف الاعمال العسكرية على نطاق واسع من قبل مجموعات ارهابية روسية صغيرة ما زال كبيرا"، مؤكدا ان اكثر من تسعة الاف جندي روسي موجودون في الوقت الراهن في اوكرانيا.
وفي السياق نفسه ندد الاتحاد الاوروبي ب"تصعيد" المعارك في شرق اوكرانيا معتبرا انه يشكل "اخطر انتهاك" لوقف اطلاق النار المعلن في شباط ويمكن ان يشعل "دوامة عنف جديدة".
وفيما نفى المتمردون اي تورط في الهجوم الذي نددت به كييف قرب ماريينكا التي تبعد عشرين كلم عن دونيتسك، انتقدت روسيا التي تتهمها اوكرانيا والغربيون بدعم وتسليح الانفصاليين الموالين لروسيا، "الاستفزازات" الاوكرانية. واعربت ايضا عن قلقها على مستقبل اتفاقات مينسك 2 الموقعة في 12 شباط.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريح لوكالة انباء انترفاكس، ان هذه الاتفاقات "مهددة بصورة دائمة بالانهيار بسبب تصرفات السلطات في كييف التي تحاول التنصل من التزاماتها اجراء حوار مباشر".
وفي برلين اعرب وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير عن "قلقه الشديد" بعد تجدد اعمال العنف في شرق اوكرانيا ودعا الى منع تصعيد عسكري جديد.
كما عبرت وزارة الخارجية الفرنسية عن قلقها ازاء "المعلومات التي اشارت الى معارك امس في ماريينكا". ودعت الى وقفها فورا.
وتتهم كييف الانفصاليين الموالين لروسيا باطلاق "هجوم واسع النطاق" مع اكثر من عشر دبابات والف عنصر على مواقعهم في ماريينكا فجر الاربعاء. ومن جهتهم نفى المتمردون هذه الاتهامات لكنهم اكدوا وقوع معارك قرب هذه المدينة.
وفي تقرير نشرته مساء الاربعاء اعلنت منظمة الامن والتعاون في اوروبا انها رصدت "تحريك عدد كبير من الاسلحة الثقيلة في الاراضي الخاضعة لسيطرة جمهورية دونيتسك الشعبية، وبشكل عام نحو غرب خط الجبهة قرب ماريينكا قبل وخلال المعارك".
واوضحت منظمة الامن والتعاون في اوروبا التي تقوم مهمتها على مراقبة الاحداث في شرق اوكرانيا انها رصدت ثماني آليات مدرعة تتجه نحو الغرب بينها اربع دبابات وكذلك شاحنة عسكرية تنقل قطعة مدفعية من عيار 122 ملم او حتى فرقة مشاة.
وافادت البعثة المتواجدة في دونيتسك عن سماع حوالى مئة طلقة مدفعية اطلقت من منطقة تقع ما بين 1 و 5 كلم من دونيتسك فجر الاربعاء وكذلك صواريخ غراد.
واضافت ان النيران تواصلت بعد ذلك ثم "عاد الهدوء مساء".
وتنص اتفاقات مينسك 2 على سحب الاسلحة التي تفوق عيار 100 ملم من خط الجبهة.
واقرت رئاسة الاركان الاوكرانية الاربعاء ان هذه القوات اعادت هذه الاسلحة الى خط الجبهة لصد الهجوم المتمرد.
وارتفعت حصيلة المواجهات حتى الان الى 26 قتيلا على الاقل. وقال اداورد باسورين ممثل "جمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة من جانب واحد ان 16 متمردا وخمسة مدنيين قتلوا في الساعات الاربع والعشرين الاخيرة. من جهته اعلن يوري بوريوكوف المستشار المقرب للرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو على صفحته على فيسبوك مقتل خمسة جنود.
واعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية ماري هارف مساء الاربعاء ان "اي هجوم جديد او عمل عدواني من جانب القوات الروسية الانفصالية غير مقبول".
وقد حذرت السلطات الاوكرانية على الدوام من خطر شن هجوم جديد في الشرق.
وموجة العنف هذه تثير مخاوف من انهيار اتفاقات مينسك الهادفة الى وقف ازمة ادت الى اسوأ مواجهة بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة. وقد اوقع النزاع في شرق اوكرانيا اكثر من 6400 قتيل منذ اندلاعه في نيسان 2014.