الناخبون الاتراك ادلوا باصواتهم في انتخابات تشريعية حاسمة لسلطة اردوغان
Read this story in Englishأدلى الاتراك باصواتهم الاحد لاختيار نوابهم في انتخابات تامل الحكومة الاسلامية المحافظة الحاكمة منذ 13 عاما في تحقيق فوز ساحق فيها ما سيعزز سلطة الرئيس رجب طيب اردوغان في وقت يواجه حكمه احتجاجات.
واغلقت مكاتب الاقتراع ابوابها في الساعة 17,00 (14,00 ت غ) في ختام يوم انتخابي تميز بمشاركة كثيفة رغم اعتداء اسفر عن قتيلين ونحو مئة جريح الجمعة خلال تجمع لحزب كردي معارض في معقله دياربكر (جنوب شرق).
وستعلن اولى النتائج مساء. وتوقعت اخر استطلاعات الراي ان يفوز حزب العدالة والتنمية الحاكم بما بين اربعين و42 في المئة من الاصوات في تراجع واضح للنتيجة التي حققها في 2011 وبلغت 49,9 في المئة.
فاذا كان حزب اردوغان لا يزال يحتفظ بشعبية قوية الا انه فقد من اعتباره نتيجة تباطؤ الاقتصاد التركي مؤخرا بعدما كان الاداء الاقتصادي حجته الرئيسية، والانتقادات المتكررة التي تاخذ عليه نزعته الى التسلط.
وسيكون حجم فوز الحزب حاسما لاردوغان الذي يعتبر مصيره على المحك في هذه الانتخابات.
فبعدما كان على مدى 11 عاما رئيس وزراء حكم بقبضة من حديد، انتخب رئيسا للدولة في اب الماضي فسلم مقاليد السلطة التنفيذية والحزب الى وزير الخارجية السابق احمد داود اوغلو.
غير انه ينشط منذ ذلك الحين من اجل تحويل نظام الحكم الى نظام رئاسي، تصميما منه على الاحتفاظ بالسلطة.
ومن اجل انجاح مشروعه، يحتاج اردوغان الى فوز ساحق.
ففي حال فاز حزبه بثلثي المقاعد النيابية (367 من اصل 550) سيكون بامكانه التصويت منفردا على الاصلاح الدستوري الذي يعزز صلاحيات الرئيس. اما في حال حصل على 330 مقعدا فقط فسيتمكن من طرح مشروعه في استفتاء. اما عدا ذلك، فستخيب طموحات اردوغان.
وقال اردوغان بينما كان يدلي بصوته في اسطنبول ان "نسبة المشاركة مرتفعة. انها مؤشر جيد الى الديموقراطية" مضيفا ان تركيا "ترسخ مؤشرات الثقة والاستقرار".
وصرح محمد كوشي (50 عاما) وهو بائع فاكهة لوكالة فرانس برس اثناء الادلاء بصوته في اسطنبول "نحن مع حزب العدالة والتنمية من كل قلبنا. منحته صوتي مجددا لاني اريد ان يحكم تركيا رئيس قوي".
وقال مراد سيفاجيل (42 عاما) ناخب اخر من اسطنبول صوت للمعارضة "صوتت لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات الاخيرة لانهم قاموا بعمل جيد. لكنني لم اعد اثق بهم".
وقال ارجين ديلك المهندس في ال42 الذي صوت مع زوجته في حي يلديز السكني في انقرة "آمل في ان تكون هذه الانتخابات عادلة ونتخلص من +طيب+ وفريقه".
واكثر من الحزبين المعارضين الرئيسيين حزب الشعب الجمهوري (اجتماعي ديموقراطي) وحزب العمل القومي (يمين) يشكل الحزب الرئيسي المؤيد للاكراد، حزب الشعب الديموقراطي، العقبة الاساسية على طريق اردوغان.
ففي حال تخطى هذا الحزب عتبة 10% من الاصوات المطلوبة للدخول الى البرلمان فسيحصل على حوالى خمسين مقعدا نيابيا ما سيحرم حزب العدالة والتنمية من الغالبية الكبرى التي يطمح اليها. وفي حال تقدم حزب الشعب الجمهوري وحزب العمل القومي قد يخسر الحزب الحاكم غالبيته المطلقة.
والحزب الكردي اليساري والعصري التوجه مناصر للاقليات برئاسة صلاح الدين دمرتاش وهو زعيم يتحلى بالجاذبية ويامل في اغتنام موقعه ك"صانع ملوك" في حال دخول حزبه البرلمان من اجل توسيع قاعدته التقليدية.
وقال ايلكر سورغون الناخب من انقرة الذي حضر للادلاء بصوته عند فتح مراكز الاقتراع لوكالة فرانس برس "لست من اصل كردي لكنني قررت التصويت لحزب الشعب الديموقراطي من اجل حصول حزب العدالة والتنمية على عدد اقل من المقاعد".
ولدى الادلاء بصوته الاحد في اسطنبول اكد دمرتاش طموحاته قائلا للصحافيين "لا يمكننا القول ان الحملة كانت ديموقراطية".
واضاف "لكني آمل في ان تساهم نتيجة الاقتراع في ارساء السلام والديموقراطية في تركيا".
وقال رئيس الوزراء احمد داود اوغلو لدى الادلاء بصوته في معقله في كونيا (شرق) "نريد ان يكون هذا اليوم احتفالا للديموقراطية".
واغتنم اوغلو المناسبة ليعلن توقيف مشتبه به في الاعتداء الذي اوقع قتيلين خلال تجمع انتخابي لحزب الشعب الديموقراطي في ديار بكر قبل يومين.
ونشر اكثر من 400 الف شرطي ودركي في كافة انحاء البلاد لضمان امن الاقتراع وفقا لوسائل الاعلام التركية.
وشهدت عمليات الاقتراع حوادث معزولة.